20/05/2016 - 16:44

د. شحادة: نتنياهو اختار الأقرب فكريا والأبخس ثمنا

في أعقاب ما رشح من أخبار حول نية رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تعيين رئيس حزب 'يسرائيل بيتينو'، أفيغدور ليبرمان، وزيرا للأمن بعد الإطاحة بموشيه يعالون، تعالت دعوات في حزب 'العمل' تطالب رئيسه يتسحاك هرتسوغ بالاستقالة

د. شحادة: نتنياهو اختار الأقرب فكريا والأبخس ثمنا

د. إمطانس شحادة

في أعقاب ما رشح من أخبار حول نية رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، تعيين رئيس حزب 'يسرائيل بيتينو'، أفيغدور ليبرمان، وزيرا للأمن بعد الإطاحة بموشيه يعالون، تعالت دعوات في حزب 'العمل' تطالب رئيسه يتسحاك هرتسوغ بالاستقالة، بينما اعتبر الأخير أن تعيين ليبرمان وزيرا للأمن 'لا يبدو جيدا أمام العالم'.

وعقب الباحث د. إمطانس شحادة، على هذه الخطوة السياسية في إسرائيل، قائلا إنه 'ليس بالضرورة أن يكون ذلك له علاقة بالمبادرة الفرنسية وطبعا لا يمكن إلغاء هذا الاحتمال ووجود علاقة وحاجة نتنياهو لتحصين حكومته أمام أي ضغط خارجي، لكن أعتقد أنه ليس العامل الأهم في هذه الحالة إذ لا يوجد أي تهديد بعقاب جدي لإسرائيل إذا رفضت المشاركة في المؤتمر المقترح ولم تتعاون مع المبادرة الفرنسية'.

وأعرب عن اعتقاده أن 'الخطوة طبيعية في ظل وجود حكومة تتألف من 61 عضو كنيست. نتنياهو يحتاج إلى توسيع الحكومة ليقلل أو يلغي احتمال ابتزاز من قبل الشركاء الحاليين أو من قبل أعضاء في حزبه. نتنياهو اختار الأقرب أيديولوجيا والأقل ثمنا من حيث عدد الوزارات التي سوف يدفعها ثمن الانضمام، لأن حزب 'يسرائيل بيتنو' له 6 مقاعد وسيحصل على حقيبتين فقط مقارنة بخمس أو ست حقائق كثمن لانضمام حزب 'العمل- المعسكر الصهيوني'. انضمام ليبرمان لا يشكل تهديدا سياسيا في المدى القريب والمتوسط على حكومة نتنياهو ولا يخلق توترات سياسية داخل الحكومة بين الشركاء ولن يكون هناك شركاء مع تناقضات سياسية حادة، مثلا بين حزبي 'العمل' و'البيت اليهودي'. نتنياهو يريد أن يضمن سنتين إضافيتين لحكومته. لن يكون تهديد جدي لحل الحكومة قبل عام 2018 وهو يعرف أن أي منافسة حقيقة على منصب رئاسة الحكومة في السنوات القادمة ستأتي من معسكر اليمين أو اليمين المتطرف لأن الأجواء العامة في الدولة والقناعات السياسية لدى الجمهور الإسرائيلي لن تدعم حزب العمل. في هذه الحالة هو يقلل من عدد المنافسين المحتملين له. ليبرمان في الحكومة أقل ضررا من ليبرمان في المعارضة لغاية عام 2018 على الأقل. بالمقابل ليبرمان يحظى على شرعية كوزير الأمن وأنه أهل لهذا المنصب وأنه يتحمل هذه المسؤولية'.  

وحول تأثير ذلك على الشأن الفلسطيني، قال د. شحادة: 'طبعا نحن لا نتحدث وكأن الأوضاع الحالية جيدة بالنسبة للفلسطينيين، أو أنها كانت جيدة بالسنوات العشر الأخيرة، منذ الانتفاضة الثانية. السياسيات الأساسية تجاه السلطة الفلسطينية والفلسطينيين في الضفة ثابتة بغض النظر عن شخص وزير الأمن أو الوزراء الآخرين. إسرائيل تسعى لفرض حل الأمر الواقع والإبقاء عليه ومنع إقامة دولة فلسطينية. ليبرمان لن يغير الكثير وهو ليس الوحيد الذي يقرر في السياسات تجاه الفلسطينيين وللجيش كلمة وموقف، وهو ليس أكثر سوءا من القيادات الموجودة حاليا، لكن طبعا أتوقع أن تكون سياسيته أكثر حدة من الناحية العلنية. والقلق الحقيقي يأتي من موافقه تجاه حماس وإعادة احتلال غزة. في هذا السياق قد نشهد تزايدا في التوترات الأمنية مع غزة وربما حملات عسكرية استباقية تجاه غزة. حكومة موسعة لديها شرعية أكبر للقيام بمثل هذه الحملات خاصة إذا كان هناك دعم من قيادات الجيش'. 

وحول موقف 'المعسكر الصهيوني' شدد شحادة بالقول إنه 'طبعا هناك حدود للإهانة التي يمكن أن يتحملها حزب العمل، دخول حكومة مع ليبرمان هو انتحار سياسي بالنسبة لحزب العمل وهرتسوغ ويهدد وحدة الحزب، وسيؤدي بالضرورة إلى انقسام داخل الحزب'.

وحول التأثيرات على وضعية عرب الداخل استطرد شحادة وقال إنه 'في هذا الجانب أيضا الوضع القائم حاليا هو أصلا سيء بدون حزب 'يسرائيل بيتنو'، وأعتقد أنه بالمجمل ستستمر السياسة المعادية للسكان العرب والهجمات على القائمة المشتركة. سوف يحاول ليبرمان إعادة طرح مطالبه 'بدون ولاء لا توجد مواطنة' وربط الحقوق بالمواقف السياسية للسكان العرب. جرعات العداء والعنصرية ستزداد. وهنا امتحان حقيقي للقائمة المشتركة، إما العمل المشترك الحقيقي واتخاذ قرارت جماعية والابتعاد عن النجومية الشخصية الفارغة من المضمون والعمل المدروس والتقارب أكثر من الشارع العربي وزيادة التنسيق بين القائمة المشتركة ولجنة المتابعة وإنهاء حالة المنافسة بينهم والتي تحمل أبعادا شخصية بالدرجة الأولى، وإما... أعتقج أن لجنة المتابعة ليست لجنة رئيس المتابعة والقائمة المشتركة ليست قائمة مرشحها الأول. هذه المؤسسات ملك الجمهور العربي'.

وخلص إلى القول 'يجب أن يتحمل الجميع المسؤولية والتصرف كقيادة وليس كهواة. يجب وضع تصور جماعي مدروس وواضح للتوجه أكثر للمؤسسات الدولية والرأي العام العالمي والتنسيق بشكل أكبر مع أبناء شعبنا الفلسطيني'.

التعليقات