"لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين صوت لترسيخ الذاكرة"

"ونحن الآن في صدد الاستعداد مع لجنة المتابعة والفعاليات السياسية، لتنظيم المسيرة السنوية التي تنظمها الجمعية منذ 21 عاما".

محمد كيال (عرب 48)

ينشط محمد كيال من قرية البروة المهجرة، العضو المؤسس وعضو إدارة لجنة جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، ضمن طاقم الجمعية فاعلا في معركة إحياء الذاكرة ومعركة الوعي التي تخوضها الجمعية ضد الرواية الإسرائيلية لإحياء الذاكرة، وتأكيد حق العودة للاجئين إلى قراهم في الداخل الفلسطيني (أراضي 1948) ويبلغ عددهم 380 ألف مهجر، اليوم، ولا زالت الجمعية تخوض نضالها التوعوي والميداني والقانوني منذ 26 عاما أملا بالعودة.

اتفاقيات أوسلو وتداعياتها

استعرض كيال الخلفية التاريخية، وظروف تأسيس الجمعية وأهميتها في تكريس الذاكرة والرواية في إطار المعركة على الوعي وقال لـ "عرب 48" إن "الواقع الجديد الذي فوضته اتفاقيات 'السلام' بين الاسرائيليين والفلسطينيين منذ عقد مؤتمر 'السلام' في العام 1991، في مدريد، وهذا المؤتمر لم يضم بين الوفد الأردني والفلسطيني أي تمثيل للجماهير الفلسطينية بالداخل، أبدا لنا بوضوح أن عرب الداخل قد أُخرجوا من دائرة الحل، وكذلك هو حق العودة، لاسيما مهجرو الداخل الفلسطيني الذي باتوا شأنا محليا إسرائيليا، وألزمنا على أخذ الأمر لأيدينا،  وإجراء اتصالات بين عدد من الشخصيات الوطنية والنشطاء بالداخل للتداول في قضية المهجرين بالداخل".

وأضاف أن "هذه الاتصالات نتج عنها تشكيل لجنة مبادرة للدفاع عن حقوق المهجرين في نيسان عام 1992، وقامت اللجنة بإصدار وتعميم بيان أكدت فيه، وجود أكثر من 200 ألف لاجئ فلسطيني ممن يحملون الهوية الإسرائيلية بالداخل، ويطالب بعودة هؤلاء اللاجئين لقراهم ومدنهم التي هجروا منها منذ النكبة. وتواصل عمل اللجنة بعد إبرام اتفاقيات أوسلو، والمطالبة بإحقاق حق العودة حسب القرارات الدولية وفي مقدمتها قرار 194، الصادر عن الهيئة العامة للأمم المتحدة، في كانون الأول من عام 1948".

وأكد كيال لـ "عرب 48" أنّه "في آذار عام 1995 عقدت اللجنة في قرية عبلين بالجليل الغربي، مؤتمرا بحضور 280 شخص من 29 قرية مهجرة وتمخض الاجتماع عن تأسيس لجنة الدفاع عن المهجرين، وتم تسجيلها رسميا كجمعية في العام 2000، ودعت الجمعية إلى تطبيق حق العودة للاجئين والمهجرين واستعادة أملاكهم والتعويض عن الخسائر التي لحقت بالمهجرين منذ العام 1947، والتي ما زالت مستمرة حتى اليوم".

الذاكرة ومعركة الوعي

وحول طبيعة عمل الجمعية استعرض كيال أهمية إحياء الذاكرة وأهمية معركة الوعي أمام الرواية الصهيونية الرسمية، وقال إن "الجمعية تعمل أمام العمل المنهجي للمؤسسة واذرعها التي تسعى لطمس الذاكرة وتشويه الرواية، على إحياء الذاكرة الجماعية وروايتنا الوطنية وترسيخها بين الأجيال بكل ما يتعلق بالنكبة وكل الأحداث التي جرت للفلسطينيين منذ العام 1948 لغاية اليوم، كما تعمل الجمعية من أجل تجنيد المهجرين بالداخل بشكل خاص، وجميع أبناء شعبنا الفلسطيني بالداخل وكل الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة من اجل حق العودة واستعادة املاكنا المغتصبة، بحيث تنظم الجمعية المؤتمرات والندوات وتقدم المحاضرات التثقيفية في المدارس والجامعات ونوادي الأحزاب والحركات السياسية".

ولفت إلى أنه "تنظم أيضًا، جولات ميدانية تثقيفية توعوية في القرى والمدن المهجرة، بمشاركة فلسطينيون من الداخل والضفة الغربية المحتلة عام 67، ووفود أجنبية ناشطة ومتضامنة معنا، تقوم الجمعية خلالها عرض القضية الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة وكذلك تقوم الجمعية بتنظيم المسيرات وخاصة المسيرة السنوية في ذكرى النكبة، بحيث أصبحت هذه المسيرات تشكل الحدث الأكبر جماهيريا من كافة البلاد وإعلاميا من مختلف الوسائل الإعلامية العربية والأجنبية".

مشاريع وأعمال مشتركة

وأكد كيال تعدد وتنوع نشاط الجمعية بين قطاعات المجتمع الفلسطيني بالداخل وقال إن "الجمعية تحرص على إشراك مختلف القطاعات المجتمعية بنشاطها بما في ذلك النساء والشباب بحيث تقوم الجمعية منذ 3سنوات تنفيذ مشروع 'نساء على درب العودة'، يهدف إلى تعزيز الوعي لدى النساء حول الموضوع، وتزويدهم بخطاب العودة وتجنيدهم للانخراط بالنضال لأجل هذا الحق وزيادة تمثيلهم في هيئات الجمعية والنضال بشكل عام، وتقوم كذلك بتنظيم نشاط آخر باسم 'عدنا'، بالاشتراك مع جمعية الشبان العرب 'بلدنا' والمؤسسة العربية لحقوق الإنسان، ويتم هذا العمل مع أبناء الشبيبة".

تطوير العمل واستحداث آليات

وحول تطوير عمل اللجنة لتعمل بنجاعة أكبر قال كيّال إنه "لا شك أن هناك دائما تفكير واجتهاد لاستحداث فعاليات ونشاطات واتخاذ خطوات عملية نحو تطبيق حق العودة، مثل التواجد والاعتصام على أراضي القرى المهجرة، ومثل هذه الخطوات تتم في قريتي إقرث وبرعم المهجرتين رغم التضييقات التي تمارسها الدوائر الحكومية ومحاولة منعها وقمعها، كما نسعى في السنوات الأخيرة للاستعانة بمجالات الإبداع، مثل الفن والأدب والمسرح والسينما وغيرها في القرى المهجرة، وعدم الاكتفاء بالمظاهرات والخطابات".

وشدد على أن "الجمعية الآن في صدد الاستعداد لتنظيم المسيرة السنوية التي تنظمها الجمعية منذ 21 عاما. نحن نعمل في ظروف صعبة للغاية لأن موضوع حق العودة يجابه معارضة شديدة من كل الأحزاب الصهيونية والدوائر الحكومية، وطبعا حكومات إسرائيل المتعاقبة تمنع عودة اللاجئين والمهجرين إلى بلداتهم ولا تعترف بحق العودة وتمنع من صيانة المقدسات بل بالأغلب تقوم بالاعتداء عليها إلى جانب اعتداء سوائب المستوطنين عليها دون معاقبة هؤلاء المعتدين".

وختم كيال بالقول إن "التهجير والتطهير العرقي لايزالان مستمرين كما هو الحال في عتير وأم الحيران والعراقيب وقرى كثيرة بالنقب".

التعليقات