01/06/2022 - 12:04

هدم دفيئة للفراولة تعود لإبراهيم أبو عصا من النقب

هدمت السلطات الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، دفيئة للفراولة تعود لإبراهيم أبو عصا من قرية تل السبع في النقب، جنوبي البلاد، بالقرب من مدينة "رحوفوت" التي أقيم جزء منها على أنقاض قرية زرنوقة المُهجرة.

هدم دفيئة للفراولة تعود لإبراهيم أبو عصا من النقب

من مكان الهدم، صباح اليوم

هدمت السلطات الإسرائيلية، صباح اليوم الأربعاء، دفيئة للفراولة تعود لإبراهيم أبو عصا من قرية تل السبع في النقب، جنوبي البلاد، بالقرب من مدينة "رحوفوت" التي أقيم جزء منها على أنقاض قرية زرنوقة المُهجرة.

وأفاد ناشطون سياسيون من النقب أن حصيلة الدمار الذي قامت به قوات الهدم، اليوم، للمواطن إبراهيم أبو عصا (52 عاما)، وتدمير مشروعه بلغت أكثر من 4 ملايين شيكل.

وقال إبراهيم أبو عصا، لـ"عرب 48" إن "قوات من الشرطة وسلطات التنظيم داهمت مزرعتي الخاصة عند الساعة السادسة من صباح اليوم، وهي تقع في منطقة المركز بين رحوفوت ومستوطنة غديرا، وعاثت فسادا فيها، وهدمت المزرعة والدفيئة التي يزرع فيها الفراولة وأتلفت المحصول وتسببت بنشوب حريق في الموقع".

وأضاف أن "سلطات التنظيم لم تهدم دفيئة جاري اليهودي، وهي أيضا غير مرخصة، لكن الفرق الوحيد بيننا هو أن اسمه موشيه وأنا اسمي إبراهيم"، في إشارة الى أنه ملاحق من قبل جمعية "ريغيفيم" على خلفية عنصرية ولأنه عربي، وأن هذه الجمعية هي التي تقف من وراء تقديم دعوى قضائية ضده، وبالتالي إصدار قرار من المحكمة بهدم الدفيئة.

وأكد أبو عصا أنه "لا أعرف دفيئة في المنطقة حاصلة على ترخيص، ولكنه نزولا عند طلب بلدية غديرا فإنني قمت بتكليف محام يهودي من رحوفوت لإتمام معاملات وإجراءات الترخيص، وهناك مسار قانوني في المحاكم، لكن يبدو أن المحامي كان متواطئا، فقد طلبت منه قبل أيام تقديم طلب تأجيل الهدم حتى يتسنى لنا إصدار الرخصة، ودفعت له مستحقاته مسبقا، لكنه لم يفعل ولم يقدم للمحكمة طلبا لتأجيل الهدم".

وقدّر إبراهيم أبو عصا الخسائر التي تكبدها نتيجة الهدم بنحو 4 ملايين شيكل، وقال إنه "لديّ ستة أولاد جميعهم يعتاشون من هذه الأرض والمشروع القائم عليها، والآن لن يكون لدينا مصدر دخل".

وتجدر الإشارة إلى أن جمعية "ريغيفيم" بدأت تلاحق إبراهيم أبو عصا، منذ أن أصبح ملاكا عربيا يمتلك أكثر من عشرة دونمات ويقيم عليها مشروعا ناجحا. وجدير بالذكر أيضا أنه على قطعة الأرض المجاورة لأرضه يقام مشروع مماثل تماما وفيه دفيئة غير مرخصة، ولكنها غير معرّضة للهدم ولا تتم ملاحقة مالكها لأنه يهودي.

وأشار أبو عصا إلى أن هدم مشروعه هو جزء من الملاحقة السياسية والممارسات العنصرية ضد العرب، لكنه يأبى أن يستسلم لهذه المضايقات. وقال: "أنا باق هنا، هذه أرضي التي ولدت فيها. لم أسمع منذ قيام الدولة عن هدم دفيئة زراعية لمزارع يهودي، هذا استهداف لنا نحن العرب، لكنني حاليا سأستمر بالإجراءات القانونية لاستصدار رخصة وإعادة بناء مشروعي على أرضي بالطرق القانونية".

قال الناشط الاجتماعي ورئيس المجلس الإقليمي السابق للقرى غير المعترف بها، حسين الرفايعة، لـ"عرب 48" إن "إبراهيم أبو عصا يقيم مشروعه الزراعي - السياحي على هذه الأرض منذ العام 2017، والمشروع يقوم على أرض خاصة بملكيته، ويبدو أن هذا الأمر لم يرق لجمعية ريغيفيم" العنصرية التي بدأت تلاحقه وتضغط على المحاكم لإصدار قرار بهدم مشروعه، ربما طمعا في الأرض ولجعله يرحل عنها، وعلى هذه الخلفية جاء قرار الهدم وتم تنفيذه، صباح اليوم، دون انتظار تقديم طلب لتأجيل التنفيذ".

وشهدت بلدات عربية تصعيدا في هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية بذريعة عدم الترخيص كما حصل في عين ماهل ويافا وشفاعمرو وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة وأم الفحم واللد ويافا وسخنين وحرفيش وبلدات عربية بالنقب وغيرها.

وتواصل السلطات في الآونة الأخيرة التضييق على المواطنين في البلاد، وخصوصا في منطقة النقب، وذلك من خلال حملات مداهمة بشكل شبه يومي تستهدف مصادرة الأراضي وتجريف المحاصيل الزراعية وهدم المنازل.

واستمرت السلطات بهدم المنشآت والمنازل العربية في البلاد رغم الإعلان عن تجميد تعديل بند 116 أ في قانون التنظيم والبناء، وقيل إنه يُجمّد هدم آلاف المنازل العربية لعامين ما يتيح ترخيصها ومنع هدمها. وتواصلت عمليات الهدم استنادًا إلى قانون التنظيم والبناء الذي يعتبر "قانون كامينتس" جزءًا منه، بالإضافة إلى قانون الأراضي.

التعليقات