أهالي الكرمل يقيمون خيمة أعتصام على أراض المنصورة المهددة بالمصادرة

توافد العشرات من اهالي بلدتي دالية الكرمل وعسفيا ، صباح السبت، على خيمة الإعتصام والإحتجاج التي أقيمت على اراضي الجلمة والمنصورة المهددة بالمصادرة من قبل السلطات الإسرائيلية،

 أهالي الكرمل يقيمون خيمة أعتصام على أراض المنصورة المهددة بالمصادرة
توافد العشرات من اهالي بلدتي دالية الكرمل وعسفيا ، صباح السبت، على خيمة الإعتصام والاحتجاج التي أقيمت على أراضي الجلمة والمنصورة المهددة بالمصادرة من قبل السلطات الإسرائيلية، وقد وصل الى خيمة الإعتصام كذلك عدد من المشايخ العرب الدروز والنائب سعيد نفاع من التجمع الوطني الديمقراطي.

وكانت اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض في الكرمل قد دعت الاهالي الى الوصول الى المكان، كخطورة تصعيدية في النضال المتواصل من أجل إجهاض مخططات مصادرة الأراضي، بحجة إقامة مشاريع "قومية" اعلنت عنها السلطات الإسرائيلية من ضمنها: مد خطوط رئيسية للغاز الطبيعي، وبناء سكة قطار تمتد من ميناء حيفا وحتى الحدود الإسرائيلية الأردنية، بالإضافة اى مد خطوط رئيسية للكهرباء، وبناء مفترق رئيسي ضخم يرتبط بشارع "عابر إسرائيل" رقم ( 6 ).

وقال الأستاذ فهمي حلبي رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض، أن النضال الشعبي هو الوسيلة الأنجع من أجل التصدي لمخطط المصادرة، وأضاف: ان الخيمة ستبقى في مكانها حتى يتم إلغاء المخطط المزعوم، وأن هذه الخطوة ما هي إلا خطوة إضافية للحفاظ على الأرض، مع اقتراب موعد تنفيذ أحد المشاريع التي يسمونها "بالقومية" على أراضينا.

وفي رده على سؤال لمراسلنا قال حلبي: " بعد مرور 60 عاما على قيام إسرائيل، فأن سياستها لم تتغير اتجاه العرب الدروز، ولذلك نشهد اليوم حالة من الغضب في الشارع العربي الدرزي على تعامل السلطات، وأصبح الشباب الدروز يدركون اكثر من أي وقت مضى مدى الغبن والإجحاف اللاحق بهم، فالقضية ليست متعلقة بالأرض فقط، بل التمييز يتجلى في كافة الأطر، ولذلك نشهد اليوم تحركات شعبية واسعة تطالب بتغيير العلاقة مع دولة إسرائيل، ومنها المطالبة بإلغاء التجنيد الإجباري المفروض على شبابنا".

وقال النائب سعيد نفاع في كلمته أمام الحضور، ان التجربة والسنوات التي مضت هي البرهان والدلالة على ان السلطات الإسرائيلية لا تريد التعامل مع العرب كمواطنين لهم حقوقهم، دون تمييز بين العرب، ونوه الى ان تعامل الدولة مع العرب الدروز ليس وليد السنوات القليلة الماضية، بل هو امتداد لمسلسل المصادرة التضييق منذ الثمانينات، فتجربة قرية أهالي بيت جن، عام 1989 مع السلطات الإسرائيلية ومنعهم من زراعة أراضيهم وعنايتها توضح مدى الاستهتار بالعرب الدروز، حيث سُنت قوانين مُنع الأهالي بموجبها من استعمال الجرار الزراعي بزعم أن هذا الأمر يشكل إزعاجا للحيوانات البرية!، بل وأقدمت السلطات في تلك الفترة بمنع الأهالي من جمع " الحطب" وكانت تحرق الأخشاب التي تعثر عيها في المنازل !
وأردف النائب نفاع: " ما يجري اليوم في الدالية وعسفيا أمر شبيه بما جرى في بيت جن وان اختلفت الأساليب بعض الشيء، فالسلطات تجاهلت الإضراب الذي أعلنه أهالي بيت جن والذي استمر لشهور عديدة، حيث لم يذهب الطلاب خلاله إلى مدارسهم، فالرد الإسرائيلي كان التجاهل وعدم التدخل لحل الأزمة، بغية إحباط السكان و"تلقينهم درسا" أن نضالهم لن يجلب لهم أي منفعة، لكن صمود الأهالي حينها وتصعيد النضال جعلهم يتراجعون عن المقاطعة، وتم في نهاية الأمر تحرير أراضي "الزابود" التي كانت مهددة بالمصادرة".

ويقول: "اليوم تحاول السلطات الإسرائيلية تجاهل النضال الشعبي الكبير في الدالية وعسفيا، وتستهتر بمطالب الأهالي بغية إحباطهم، لكن يجب مواصلة النضال وتصعيده حتى يتم تحرير كامل الأرض من أطماع السلطة، كما حصل في قضية أراضي ام الشقف في الكرمل حيث تراجعت السلطة وحرر ما يقارب 900 دونما". وقال أيضا: " ان النضال الشعبي الجاد كفيل بتحرير الأرض، والتجارب اثبت ذلك حيث تم تحرير: أراضي المل، الروحة، الزابود وام الشقف بفضل النضال الجماهيري الشعبي وحتما سيكون مصير أراضي الجلمة والمنصورة التحرير أيضا".
وختم نفاع كلمته: " قضية الأرض هي قضية مركزية في الصراع مع السلطة، لكن تبقى المشكلة الأكبر هي قضية سياسات تجهيل الشباب العرب، ومحاولات وتشويه هويتهم وتفكيك المجتمع العربي ككل".

هذا وحذر سليمان ابو ركن، عضو اللجنة الشعبية، وعضو المجلس السابق لمجلس عسفيا، من أخذ الوعود التي يطلقها بعض المسؤولين الإسرائيليين على محمل الجد، وقال ابو ركن ان الوزير بنيامين بن اليعيزر، وزير البنى التحيتية، و"دائرة أراضي إسرائيل" يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخرا، فالمخطط جار على قد وساق، بل ويعدون الخرائط التي تتجاهل الوضع الحالي للمنطقة، من ناحية المفترقات القريبة، بهدف المصادقة على الخرائط، وعدم احترام المعايير المتعلقة بالتخطيط السليم".

وطالب ابو ركن بطرد جميع الشخصيات الرسمية، او ذات العلاقة بمخطط المصادرة من بلدتي الكرمل، وعدم التعامل معهم، لأن "التجارب أثبتت أنهم يطلقون الأكاذيب، وغير صادقين في نواياهم وفي التعامل معنا، فالخرائط التي بيدنا تثبت حجم المصادرة".

وقال الشيخ كمال حلبي، في حديث لمراسلنا: " ان دولة إسرائيل وسياستها وأطماعها في مصادرة الأراضي لا تفرق بين الطوائف، فالأرض العربية مستهدفة ان كان أصحابها عرب مسلمين او عرب دروز أو مسيحيين، كنا في حالة أراضي الكرمل، وهذه السياسة العنصرية ليست وليدة اليوم كما أسلفت، فعلى مدار سنوات مضت، حاربنا قضايا المصادرة وأطماع السلطات العنصرية، مرة في ام الشقف وأخرى في الجلمة وفي المنصورة، ناهيك عن عدم إعطاء التراخيص للبناء".

وقال نبيل كيوف، أحد أصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة في منطقة المنصورة، بالقرب من بلدة "يكنعام" اليهودية، في حديث لموقع عرب 48: " أملك 6 دونمات في هذه المنطقة ( المنصورة)، وهي ارض ورثتها انا وشقيقي من جدي ومن والدي"، لكن ما يجري هو محاولة لسلب أرضي وأرضي جميع الأهالي بغية إقامة مشاريع "قومية" كما يدعو على حسابنا"، هم يريدون الأرض ويخططون المشاريع فقط على أراضينا، بهدف مصادرتها، ونحن بدورنا لن نتنازل عن أرضنا وسنواصل النضال لإفشال هذا المخطط".

وقال أمين زهر، رئيس جمعية "السدق"، إن قضية أراضي الدالية وعسفيا هي قضية الدروز جميعا، ففي معظم المناطق يتم توسيع البلدات اليهودية وإقامة المشاريع على حسابنا، ولذلك فان التوحيد يجب ان يكون توحيد الصفوف، والعمل المشترك بين جميع القيادات من اجل التصدي لسياسات المصادرة.

.......

التعليقات