اعتصام في شفاعمرو تنديدا بقرار النيابة واتهام الحكومة الإسرائيلية بهدر دماء المواطنين العرب

أولى الخطوات النضالية للاحتجاج على قرار النيابة الإسرائيلية استدعاء 12 شابا من مدينة شفاعمرو لجلسة استماع تمهيدا لتقديم لوائح اتهام ضدهم على خلفية التصدي لمنفذ مجزرة شفاعمرو

اعتصام في شفاعمرو تنديدا بقرار النيابة واتهام الحكومة الإسرائيلية بهدر دماء المواطنين العرب
انطلقت افي شفاعمرو يوم أمس السبت أولى النشاطات النضالية ضد قرار النيابة العامة استدعاء عدد من شبان المدينة لجلسة استماع تمهيدا لتقديم لوائح اتهام ضدهم على خلفية التصدي لمنفذ مجزرة شفاعمرو الإرهابي نتان زادة، ونظم اعتصام بمبادرة اللجنة الشعبية للدفاع عن المتهمين، شارك فيه حشد من أهالي شفاعمرو وممثلين عن الحركات والأحزاب السياسية الفاعلة.

وقد رفع المشاركون في الاعتصام الشعارات المنددة بالسياسة الإسرائيلية، وبخطوة النيابة العامة دعوة المعتقلين الشفاعمريين السابقين لجلسات استماع تمهيدا للنظر في تقديم لوائح اتهام ضدهم، على خلفية التصدي وقتل الإرهابي، نتان زادة، منفذ مجزرة عام شفاعمرو عام 2005 التي أسفرت عن استشهاد أربعة مواطنين وإصابة نحو 16 شخصا

وقد شارك في الاعتصام الذي تغيب عنه عرسان ياسين، رئيس البلدية، عدد من النواب العرب من مختلف الأحزاب السياسية، وممثلون عن الحركات الوطنية الفاعلة، ومدير مكتب لجنة المتابعة عبد عنبتاوي، وبرزت مشاركة نواب التجمع د. جمال زحالقة، واصل طه، سعيد نفاع، ونائب الأمين العام للتجمع مصطفى طه، وعضو المكتب السياسي للتجمع واللجنة الشعبية في شفاعمرو مراد حداد.

جميل صفوري، احد المعتقلين السابقين، على ذمة القضية(التصدي والسيطرة على منفذ المجزرة)، الذي شارك في الاعتصام، قال في حديث لموقع عرب48، إن استداءه لجلسة استماع تندرج ضمن سياسية الملاحقة والتخويف التي تنتهجها المؤسسة الإسرائيلية ضد المعتلين من اجل ترهيبهم، وترهيب الجماهير العربية، لكن المعتقلين مصممون على الدفاع عن أنفسهم واستمرارهم بالنضال. وأكد أن المعتقلين مستعدون لدفع الثمن، حتى وأن طال مسلسل الملاحقة!

وقال صفوري في رده على سؤال لمراسلنا، ان المعتقلين قرروا أن يمثلوا في جلسات الاستماع، بعد مشاورات جرت مع طاقم الدفاع واللجنة الشعبية، وقال إن اللجنة الشعبية تثق بلجنة الدفاع وباللجنة الشعبية التي وقفت إلى جانب المعتقلين وأهالي الشهداء منذ اليوم الأول. وأردف قائلا: إن المعتقلين واللجنة الشعبية يعرفون كيف يتصدون لهذه القرارات والخطوات التعسفية من قبل المؤسسة من خلال النضال الشعبي والقضائي.

وقالت والدة الشهيدتين دينا وهزار تركي، ضحايا مجزرة شفاعمرو، إن خبر دعوة المعتقلين إلى جلسات الإسماع من جديد، هو فتح جرح عائلات الشهداء من جديد، بل وأكثر من ذلك، حيث يُذكر عائلة الشهداء بلحظة سماع خبر وقوع المجزرة التي نفذها السفاح نتان زاده، وان كل معتقل يحقق معه هو بمثابة ابن لعائلات الشهداء، لأن قضية الشهداء والمعتقلين هي قضية واحدة، ومن يجب أن يدفع الثمن هو المجرم نفسه ومن أرسله لتنفيذ الجريمة.

من جانبه أكد النائب واصل طه في كلمته أن مجزرة شفاعمرو الإرهابية، تندرج ضمن حملة التحريض على الجماهير العربية، من قبل المؤسسة الإسرائيلية ومن قبل أطراف اليمين الفاشي، وطالب بإقالة المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية الذي يتابع ملف المجزرة، واتهمه بالتغطية على سياسات المؤسسة الإسرائيلية، تماما كما حدث عندما قرر إغلاق ملف شهداء هبة القدس والأقصى.

وأضاف النائب طه أن مؤسسات الدولة تحولت إلى دفيئة للعنصرية ينمو فيها عنصريون وبخطاباتهم السياسية لهؤلاء يولدون إرهابيين يقومون بأعمال عدائية وتخطيطات إرهابية ضد العرب، كما يحصل في الآونة الأخيرة. وفي نهاية كلمته قال نحن معكم يا أبناءنا أبناء شفاعمرو، في معركتكم والتي هي معركتنا من أجل تحقيق العدالة، والتصدي للسياسة العنصرية الإسرائيلية ضدنا ، وسنكون موحدين في كل مواقعنا حتى تظهر الحقيقة.

النائب سعيد نفاع، اعتبر في كلمته أن قرار النيابة الأخير هو بمثابة هدر لدماء العرب، وهو مرتبط بالقرار السابق في قضية شهداء هبة القدس والأقصى وإغلاق ملفات المتورطين بقتلهم. إذ أن ما حصل هو تبرئة مجرمي أحداث أكتوبر عام 2000 وإدانة ضحايا مجزرة شفاعمرو. وقال نفاع إن التحدي الأساسي أمام القيادات هو قدرتها على أن يكون لها رد قوي وأن تكون على قدر التحدي والرد على النهج الذي تمارسه المؤسسة الإسرائيلية والتصعيد اليومي ضدنا.

رئيس القائمة العربية الموحدة والحركة الإسلامية- الجنوبية، الشيخ إبراهيم صرصور، قال في كلمته إن هنالك تيارات متطرفة في صفوف اليهود، وهي تتغذى من مستنقع إيديولوجي يغذي ثقافة العداء والكذب كأسس لانطلاقتها ومواجهتها لكل ما يخالف هذه الإيديولوجية والسياسة. وأضاف أن السياسة الرسمية الإسرائيلية تغطي بشكل سافر ووقح على هذه الجرائم التي ترتكب من جهة هؤلاء المتطرفين، ومثلهم من أفراد أجهزة الأمن والشرطة. حيث يعتبر تعامل السلطة مع هؤلاء، ومنذ عام 2000 بشكل أوضح ترخيصا لهم بالقتل، وكأنها تقول للقتلة أن استمروا في القتل، لأننا سنحميكم، وفق العدالة الإسرائيلية.

وأضاف الشيخ عبد الله أن هنالك إصرارا لدى جماهيرنا العربية على الصمود ومواجهة القتلة من جهة ومواجهة السياسيات الإسرائيلية من جهة أخرى، هذا الإصرار هو الذي يحتم نصرنا على العنصرية وإظهار الحقيقة .

النائب طلب الصانع، رئيس الحزب الديمقراطي العربي، قال إن القضية هي قضية الجماهير العربية، وهي تندرج ضمن محاولات نزع الشرعية عن الجماهير العربية، وتندرج ضمن الاستهتار بالدماء العربية في كافة المناطق، في الأراضي المحتلة عام 1967 وفي الداخل. وبدلا من محاكمة القتلة والمجرمين منفذي المجازر، تلاحق الضحية، وأبناء شفاعمرو الذين دافعوا عن أنفسهم من الإرهابي نتان زاده منذ مجزرة شفاعمرو هم أبطال، على لجنة المتابعة العليا تكريمهم وتقديم الأوسمة لهم.

وأكد النائب محمد بركة على أن قضية معتقلي شفاعمرو هي قضية الجماهير العربية قاطبة، وعلى ضرورة الوقوف معهم. ووجه انتقادات لقرارات المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية ميني مزوز المتعلقة بالأقلية العربية.

من جانبه أكد النائب حنا سويد على أن . ودعا إلى الوقوف وقفة رجل واحد، وتحويل المعركة إلى معركة ضد السياسة العنصرية، لأن ما يحدث هو كما في قانون الغاب وانتهاك حريات الناس. كما ألقى محمد كناعنة الأمين العام لحركة أبناء البلد كلمة في الاعتصام أدان فيه قرار المستشار القضائي والسياسات العنصرية. فيما أكد النائب زكور على وجوب التصدي لقرار المستشار القضائي والسياسات العنصرية ضد المواطنين العرب. كما ألقى الشيخ عبد المجيد ابو الهيجا من مدينة شفاعمرو كلمة أمام المعتصمين.

مجزرة شفاعمرو

وكان الإرهابي نتان زادة قد استقل حافلة متوجهة لمدينة شفاعمرو في الرابع والعشرين من أغسطس/ آب 2005 وكان مسلحا ببندقية إم16 ولدى وصول الحافلة إلى المدينة فتح النار على السائق والركاب فاستشهد أربعة وأصيب 15 آخرون بجراح، ثم وجه نيرانه على المارة ولم يتوقف إلا بعد أن تمكن عدد من الشبان من السيطرة عليه.

.....,.........

التعليقات