البابا يجتمع بنتانياهو في الناصرة والأخير يطالب بإدانة التصريحات الإيرانية..

البابا يختتم القداس الاحتفالي في الناصرة ويجتمع مع رؤساء من الأديان الثلاثة بعد ظهر اليوم في كنيسة البشارة في المدينة..

البابا يجتمع بنتانياهو في الناصرة والأخير يطالب بإدانة التصريحات الإيرانية..
في اجتماعه مع البابا بندكت السادس عشر، بعد ظهر اليوم، الخميس، بالقرب من كنيسة البشارة في الناصرة، طالب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، البابا بـ"إدانة التصريحات الإيرانية ذات الصلة القضاء على دولة إسرائيل".

وادعى نتانياهو أنه وجد آذانا صاغية لدى البابا، وقال "طلبت منه، بوصفه شخصية أخلاقية، أن يرفع صوته عاليا وبشكل متواصل ضد هذه التصريحات، وأن البابا بدوره قال إنه يدين مثل هذه الظواهر وكل مظاهر اللاسامية والكراهية"، بحسب نتانياهو.

كما جاء أن الإثنين قد ناقشا في البداية ما يسمى بـ"عملية السلام"، وبعد ذلك، وبحضور المستشارين، تمت مناقشة علاقات إسرائيل بالفاتيكان وأملاك الكنيسة في البلاد.

وكان البابا قد وصل إلى كنيسة البشارة بعد اختتام القداس الاحتفالي في جبل القفزة في الناصرة. وعقد اجتماعا في مدينة الناصرة مع رؤساء الطوائف المسيحية، الاسلامية والدرزية. وعلم أن الاجتماع قد تم بدون حضور رئيس البلدية رامز جرايسي، وأشارت أنباء إلى مقاطعته الاجتماع بسبب عدم إعطائه حق الكلام.

وقد اختتم القداس الاحتفالي الخاص من جبل القفزة بالاعلان عن خمسة مشاريع ستقوم الفاتيكان بالتبرع من اجل حجر الاساس لها ومن بينها مشاريع تربوية وتعليمية.

وقال البابا في كلمته على المنصة خلال القداس: "للأسف، كما يعلم العالم، اختبرت الناصرة توترات في السنوات الاخيرة أضرت بالعلاقات بين الجماعتين المسلمة والمسيحية. أدعو الأشخاص ذوي الإرادة الطيبة وفي كلا الجماعتين الى تصحيح الضرر الذي حصل، والعمل، وبالأمانة للإيمان المشترك بالله الواحد، أب العائلة البشرية لبناء الجسور وإيجاد طرق لتعايش سلمي".

ومن جهته ألقى رئيس بلدية الناصرة المهندس رامز جرايسي كلمة أمام أكثر من خمسين الف مشارك في القداس الإلهي، رحب فيها بالبابا في حجيجه إلى الناصرة التي وصفها بـ"المدينة التي يتجاور فيها التوأمان: الكنيسة والمسجد، اللذان يجسدان متانة النسيج الاجتماعي والعيش المشترك".

وعبر عن أمله بأن تحمل هذه الزيارة "رسالة سلام وعدل ومساواة إلى شعوب المنطقة، سلام يستند على أساس حل الدولتين". وأن تحمل أيضا رسالة "تدعو إلى الحوار بين الشعوب والقوميات، الحضارات والثقافات والأديان، وإلى المصالحة والتسامح، وحق الشعبو بالحرية والأمن البشري والاقتصادي للتخلص من الاستغلال والفقر والجوع والمعاناة".

وكان قد وصل قداسة البابا بندكتوس السادس عشر الى جبل القفزة على متن سيارة البابا موبيلي قادما من مدينة البشارة - الناصرة ليترأس القداس الحبري الاحتفالي بحضور عشرات الالوف من المصلين الذين يقدر عددهم ب -40 الف شخص.

وكان من اللافت أن لقاء البابا برئيس الوزراء الإسرائيلي سيتم في الناصرة، وفي ذلك استخدام سياسي لزيارة البابا لمدينة عربية مقدسة للديانة المسيحية. ولفت أهالي الناصرة إلى العدد الهائل من أفراد الشرطة الإسرائيلية المنتشرين في محيط الناصرة، حيث قالت الشرطة إنها نشرت 4000 عنصر.

واستهجن الأهالي ما أسموه باستعراض تأمين زيارة البابا لخلق إيحاءات تتماشى مع الدعاية الصهيونية ومع الاستخدام السياسي الإسرائيلي لزيارة البابا.

يشار الى انه تم بناء مدرج ضخم على جبل القفزة ليتسع لاستقبال عشرات الالوف من المصلين في القداس الالهي الاحتفاليل. وكان قداسته قد وصل الى الناصرة صباحا على متن مروحية قادما من القدس المحتلة.

وسيتوجه الحبر الاعظم ظهرا الى دير الفرانسيسكان في الناصرة حيث تقام على شرفه مأدبة غداء بمشاركة كبار رجال الدين الكاثوليك ثم يصل الكرسي الرسولي الى قاعة كنيسة البشارة حيث سيلتقي قيادات من منطقة الجليل. ثم يزور مغارة البشارة داخل الكنيسة ويقيم الصلاة فيها بحضور حوالي 500 من المصلين. وفي الساعة 17:30 يحتفل بصلاة الغروب مع الاساقفة والكهنة والحركات الكنسية والرعوية في الجليل بحضور 2000 شخص. وسيعود الى القدس المحتلة في ساعات المساء.

وأبدى البابا تعاطفه مع اللاجئين الفلسطينيين خلال زيارته الأربعاء لمخيم عائدة للاجئين الفلسطينيين في بيت لحم بالضفة الغربية حيث يواصل زيارته للأراضي المقدسة التي تدخل يومها السادس. وأعرب البابا عن تضامنه مع كافة الفلسطينيين المشردين الذين يتطلعون إلى العودة إلى مسقط رأسهم أو العيش بشكل دائم في وطن لهم. ووصف البابا بنديكتوس السادس عشر جدار الفصل العنصري الإسرائيلي بـ" المأساوي" وذلك خلال وقوفه أمام جزء منه في بيت لحم بالضفة الغربية.

وقال البابا "يرتفع فوق رؤوسنا .. رمز يذكرنا بالجمود الذي يبدو أن الإسرائيليين والفلسطينيين وصلوا إليه في علاقاتهم وهو الجدار". وأضاف "في عالم يتم فيه فتح المزيد من الحدود ... للتجارة وللسفر ولحركة الشعوب والتبادل الثقافي ... من المأساوي أن نرى الجدران لا تزال تقام". وأحيا البابا بنديكتوس السادس عشر قداسا بحضور آلاف المؤمنين الذين جاؤوا من مناطق مختلفة إلى باحة كنيسة المهد.

وتوجه بدعاء خاص إلى المؤمنين الذين حضروا بالعشرات من قطاع غزة المحاصر "يتجه قلبي بنوع خاص إلى الحجاج القادمين من غزة الممزقة نتيجة الحرب: أسألكم أن تبلغوا عائلاتكم وجماعاتكم معانقتي الحارة لها وتعبروا عن التعازي على الخسائر والصعاب والآلام التي تكبدتموها. كونوا على ثقة بتضامني معكم خلال مسيرة إعادة التعمير وبصلواتي كي يرفع الحصار بأسرع وقت".

محمود عباس يبعث برسالة سلام للإسرائيليين بحضور البابا بنديكتوس السادس عشر

من جهته، وجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "رسالة سلام" إلى الإسرائيليين مخاطبا إياهم قائلا "أمام قداستكم، أتوجه لجيراننا الإسرائيليين برسالة سلام وأدعوهم إلى التخلي عن احتلالهم وعن استيطانهم واعتقالاتهم وإهاناتهم، فأمنهم يتحقق من خلال السلام، وقبولهم في المنطقة يتحقق من خلال السلام، وبالسلام يحل الازدهار والرفاهية والتعايش لشعوب هذه المنطقة".
وندد عباس من جهة أخرى بجدار الفصل الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية واصفا إياه ب "جدار فصل عنصري يزيد الحصار والتضييق ليس على المخيم فقط وإنما على المدن الفلسطينية وبخاصة القدس وبيت لحم".

التعليقات