نحو ألفي متظاهر في مهرجان الوفاء للارض على أراضي المنصورة يطالبون السلطات برفع يدها عن الأرض..

د.زحالقة: الحق على الأرض مشتق من كون سكان الكرمل هم أصحاب الأرض الأصليون! * الشيخ معدي من لجنة التواصل: ما أخذ بالقوة لا يتم إرجاعه إلا بالنضال..

نحو ألفي متظاهر في مهرجان الوفاء للارض على أراضي المنصورة يطالبون السلطات برفع يدها عن الأرض..
اختتم ظهر أمس، السبت، المهرجان الجماهيري الحاشد الذي دعت اليه اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الجلمة والمنصورة، في منطقة الكرمل.

شيبا وشبابا، نساء ورجالا قدروا بنحو ألفي متظاهر، حضروا من دالية الكرمل وعسفيا ومناطق أخرى في قوافل ومجموعات كبيرة، الى اراضي سهل المنصورة، من اجل إطلاق صرخة واحدة ان مخططات اقتطاع أراضي المنصورة والجملة ومصادرتها، بهدف إقامة مشاريع "قومية" من قبل السلطات الإسرائيلية لن تمر!

وقد برز حضور الشخصيات التمثيلية الدينية للعرب الدروز، وكذلك حضور النواب العرب والقيادات المحلية في قريتي الدالية وعسفيا، ورفع المحتشدون وعلى طول المقطع الموصل بين مفترقي طرق المنصورة والجلمة الشعارات المنددة والمحذرة من مصادرة الأراضي.

ورغم الضغوطات الكبيرة التي مورست من قبل أعضاء كنيست وناشطين في أحزاب صهيونية على أعضاء اللجنة الشعبية في محاولة لمنع تنظيم هذه المظاهرة، إلا ان الحضور الكبير الذي شارك في هذا النشاط، جاء ليقول ان الأرض هي خط أحمر!

وأكد الشيخ عماد عطشة، رئيس جمعية الدفاع عن أراضي المنصورة، في كلمته على التمسك بالأرض وعدم التنازل عن شبر واحد منها، قائلاً إن النضال الشعبي الذي انطلق لا بد له من أن يستمر حتى إزالة شبح المصادرة عن الأراضي.

من جهته حذر عضو اللجنة الشعبية، الأستاذ فهمي حلبي، السلطات الإسرائيلية من الإعتداء على الأرض وتنفيذ المشاريع عليها بقوة، قائلاً أن لهذا الأمر ستكون عواقب وخيمة وردود فعل قوية!. واضاف حلبي أن أبناء الكرمل وأصحاب الأراضي لن يتنازلوا عن الأرض وسيواصلون نضالهم من أجل إلغاء المشاريع المزعومة أو إيجاد حل عادل ومنصف بحق الأهالي، وناشد الحكومة الإسرائيلية أن تأخذ نضال أهالي الكرمل على محمل الجد، من أجل إيجاد حل سريع للقضية،لأن الارض بالنسبة للأهالي هي قضية حياة أو موت!


وقال الشيخ موفق طريف، رئيس المجلس الديني الأعلى للطائفة الدرزية، أن الأرض التي ورثت من الأجداد لا يمكن ان يتم التفريط بها، وهذه القضية عادلة، قائلا أنه سيدعم هذه القضية بكل قوة، وثمن نضال أهالي الكرمل وصمودهم.

وأضاف طريف أنه حصل على وعد قاطع من جميع الوزارات المختصبة بأن لا يتم مباشرة العمل في الأراضي إلا بعد الإتفاق مع الأهالي وحل القضية بصورة عادلة، مضيفا: "سيكون الحل على أتم وجه"!

النائب د.جمال زحالقة، رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي، وجه إنتقادات واسعة للحكومات الإسرائيلية بسبب تلاعبها بالمسميات والمصطلحات في سبيل إقتطاع ومصادرة الاراضي العربية، فمرة تتم المصادرة من أجل إقامة مشاريع بنى تحتية، ومرة لأهداف التحريش والحفاظ على البيئة والطبيعة، قائلاً ان جميع المشاريع ورغم إختلاف تسميتها هدفها واحد، وهو تصفية ما تبقى للمواطنين العرب من اراضي بعد ان تمت مصادرة اكثر من 50 ألف دونم.

وقال زحالقة اذا ارادت الدولة الحلول لإنشاء المشاريع دون مصادرة الأراضي العربية فان الحلول موجودة، لمن عندما تكون الحلول مقرونة ببعض ملايين الشواقل فإن المصادرة أجدى ما دام الحديث يدور عن أراضي عربية.

وحول أراضي المنصورة والجلمة، قال زحالقة، ان الحديث يدور عن أراضي بملكية خاصة، هي آخر ما يملك أهالي الكرمل، وهي الضمان للتطور المستقبلي والتوسعK ولذلك لن نرضى أن يخنقونا، كما ولن نرض أن يتم الحديث عن حقوق وواجبات في هذا الموضوع، ان الحديث عن المصادرة او عدم المصادرة، لا يتعلق، ويجب ألا يقرن، بالخدمة العسكرية للدروز، لأن الحق على الأرض مشتق من كون سكان الكرمل هم أصحاب الأرض الأصليون!.


رئيس بلدية الكرمل ( الدالية وعسفيا) ، أكرم حسون، توقف عن المراحل المختلفة ومحاولات منع مصادرة هذه الأراضي ابتداء من عام 2003 حيث قدمت البلدية إعتراض رسمي على مخطط عابر إسرائيل الذي سيقتطع مساحات شاسعة. كما وتطرق لمشاريع إضافية كمشروع سكة الحديد وخط الغار، الذي خطط له قبل أكثر من عشرة سنوات، وتعمل البلدية على إلغائه بالتنسيق مع القيادات الدينية، كما قال.

وقال حسون، ان الأرض هي فوق كل إعتبار، وحدة الصف هي الضمان للتصدي لهذه المخططات، داعيا الى عدم توتير وتسخين الاجواء، لأن التجارب كما قال أثبتت عدم نجاعة هذا الأمر !

هذا وقد تحدث، سليمان أبو ركن، عضو اللجنة الشعبية، عن المخططات والمشاريع التي تنوي السلطات الإسرائيلية تنفيذها على أراضي الجلمة والمنصورة، مشيرا الى ان تلاعبا كبيرا يجري في إعداد الخرائط، وأن التصريحات التي يطلقهوا المسؤولون هي شيئ والواقع والخرائط تشير الى أن حجم المصادرة هو اكثر بكثير مما يصرحون به !

وقال الشيخ أبو محمد، علي معدي، من لجنة التواصل، إن ما أخذ بالقوة لا يتم إرجاعه إلا بالنضال القوي والجاد، وان وقفة هذا اليوم جاءت لتطالب السلطات برفع يدها عن كافة الأراضي المهددة بالمصادرة وليس عن أراض المنصورة والجلمة فحسب.

واضاف معدي: " كلمتنا واحدة، أن من يخوننا ليس منا، ولا مكان للجبناء والعملاء بيننا، لأن معركة الارض بحاجة الى مواقف واضحة جدية وحادة "!
.........

التعليقات