نساء على مذبح "الشرف": أمسية طلابية تجمعية في جامعة تل أبيب

ضمن الفعاليات التي قام التجمع الطلابي بتنظيمها في الجامعات والكليات بمناسبة يوم المرأة، قامت جفرا، الذراع الطلابي للتجمع الوطني الديموقراطي في جامعة تل أبيب، بتنظيم ندوة ثقافية قبل أيام، استضافت فيها الناشطة النسوية والعاملة الاجتماعية سماح سلايمة – إغبارية، مديرة جمعية "نعم" التي تعنى بشؤون النساء العربيات في منطقة المركز، والمتخصصة في قضايا نساء اللد والرملة ويافا.

نساء على مذبح

ضمن الفعاليات التي قام التجمع الطلابي بتنظيمها في الجامعات والكليات بمناسبة يوم المرأة، قامت جفرا، الذراع الطلابي للتجمع الوطني الديموقراطي في جامعة تل أبيب، بتنظيم ندوة ثقافية قبل أيام، استضافت فيها الناشطة النسوية والعاملة الاجتماعية سماح سلايمة – إغبارية، مديرة جمعية "نعم" التي تعنى بشؤون النساء العربيات في منطقة المركز، والمتخصصة في قضايا نساء اللد والرملة ويافا.

جاءت الندوة تحت عنوان: "القتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة: قصص، حقائق، وأرقام"، وقد افتتحت بترحيب الطالبة هديل محاجنة بالطلاب والطالبات العرب وبالمحاضرة، مباركة يوم المرأة العالمي، ومؤكدة على قيم ومبادئ التجمع الوطني تجاه المرأة، وإيمانه بأن تحرر النساء ومنحهن حقوقهن واحدة من أهم عناصر تحرر الشعوب وتطويرها، وقد أشارت إلى جهود التجمع في دعم المرأة واستجابته للأصوات النسوية، فحصن لها مواقع ليضمن لها تمثيلا حقيقيا.

سماح سلايمة - اغبارية: في اللد والرملة نسبة الجريمة 10 أضعاف المعدل القطري، والضحية النساء

تحدثت بعد ذلك سماح سلايمة اغبارية، مقدمة محاضرة عن واقع قتل النساء في الوسط العربي، وتحديدا في المدن المختلطة ومدن المركز: يافا، اللد، والرملة، حيث يبلغ تعداد السكان العرب في تلك المنطقة حوالي 30% من مجمل السكان.

وذهبت اغبارية إلى أن النشاط النسوي في تلك المدن، ركز في بدايات انطلاقه على حق النساء في التعليم والعمل، حيث لا تتجاوز نسبة الأكاديميات فيها الـ 3%، ولا يوجد سوى مدرسة ثانوية واحدة لمدينتين، ونسبة تسرب الفتايات من المدارس كبير جدا. وجاء التركيز على موضوع تعليم الفتايات برأيها، إيمانا من النسويات بأنه المدخل الوحيد لتحسين وضعية المراة، لكن تشير إغبارية إلى أن النشاط النسوي وجد نفسه أمام معضلة أكبر، وهي أن المرأة في تلك المدن لا تأمن على حياتها وسلامتها الشخصية، خاصة وأن نسبة الجريمة في تلك المنطقة هي 10 أضعاف المعدل القطري، فكيف يمكن لها أن تتعلم وتعمل وهي تشعر بالخوف على حياتها؟ مؤكدة أن مقابلات شخصية تمت مع عائلات لفتايات قال فيها الأهل إنهم لن يعلموا بناتهم لمجرد أنهم يخافون إن خرجن إلى الحياة العامة أن يتهمن بشرفهن مثلا، فيقتلن أو يتعرضن لأذى.

الأعوام 2006 – 2010 دموية بالنسبة للنساء العربيات المقتولات والمخطوفات

وذكرت اغبارية أن الغالبية العظمى من المقتولات كن في سنوات العشرين وأقل، وأنه عام 2006 قتلت ست نساء، وعام 2007 سبع نساء، واصفة هذه الأعوام "بالدموية"، وأشارت إلى أنه تم اختطاف نساء عديدات، ونشر قوائم سوداء تتضمن أسماء نساء مستهدفات بتهم ما يسمى بـ "شرف العائلة"، وأن الشائعات بدأت تنتشر بين الأهالي، وخصوصا الفتايات، إذا ما كانت فتاة معينة ضمن القائمة أو لا.

وذكرت اغبارية أنه عام 2008 فتح 19 ألف ملف اعتداء على نساء في الوسط العربي وحده، وأنه أوقف 4000 شخص من المعتدين فقط. وأنه فتح عام 2009، 11 ألف ملف، اعتقل من بين المعتدين أو المشتكى عليهم 3609 شخص.

وأشارت اغبارية أيضا أنه كل عام يقتل حوالي 5000 امرأة على خلفية ما يسمى بشرف العائلة في العالم، وأن العام 2010 شهد مقتل 20 امرأة في البلاد، 50% منهن عربيات.

وتناولت اغبارية قصص نساء وفتايات بتفاصيلها، كيف قتلن، ولأي الأسباب، وكيف تعاملت الشرطة مع الموضوع، ومنهن: أمل خليلي، سهير بلاوي، عبير أبو قطيفان، ناريمان مسعود، نادية أبو عامر، مريم أبو دحل، وحمده أبو غانم، وغيرهن.

وتناولت إغبارية ظاهرة اختفاء عدد من النساء العربيات في السنوات الأخيرة، وأن الكثير منهن لم يعثر عليهن بعد، بينما تم العثور على نساء عربيات مقتولات بعد سنوات.

وقالت اغبارية أن أول حالة يتم فيها محاكمة المتهمين دون العثور على جثة، كانت عام 2007، وهي حالة نادية أبو عامر التي قتلت وعمرها 17 سنة،  وقد عثرت الشرطة على جثتها مقطعة ومدفونة في أماكن مختلفة.

الشرطة تغض بصرها عن الانتشار الفظيع للسلاح، ولا تتعامل مع شكاوى النساء والاعتداء عليهن بجدية

وفي حديث اغبارية عن دور الشرطة في معالجة ملفات الاعتداء على النساء وقتلهن، قالت إن الشرطة تعرف أن منطقة المركز مليئة بالأسلحة وبالإجرام، وهي لا تقوم بأي دور جدي لتطهير تلك المناطق من السلاح سوى أمام الاعلام ودائما بعد فوات الأوان، وذكرت كيف أن الشرطة، وبسبب ضغوط مهولة، تحركت وجمعت 6 آلاف قطعة سلاح في يوم واحد، بعد أن وجهت لها انتقادات شديدة، ولم تفعل شيئا قبل ذلك.

وقالت اغبارية إن كما الشرطة لا تتعامل مع شكاوى النساء التي تصلها بجدية، وهناك أكثر من حادث قتل، كانت المغدورات قد اشتكين تعرضهن للخطر أو التهديد، والشرطة لم تفعل شيئا.

كما لا تقوم الشرطة باعتقال المتهمين بالاعتداء والتعامل معهم بالشكل الحازم والصارم اللازم، وهذا النوع من معالجة الملفات، لا يردع أي أحد من محاولة ارتكابه جريمة.

ونوهت اغبارية إلى أنه من أكثر ما يزعج العاملين الاجتماعيين والمؤسسات النسوية، أن رجال الشرطة في كثير من الأحيان يتصرفون وكأنهم هم العاملون الاجتماعيون، ويتحدثون عن دورهم في تسوية الأمور، وتحقيق المصالحات في العائلة، وهذا الأمر يعرض الفتايات للخطر، لأن الأمور لا تحسم.

وقالت اغبارية إن المؤسسات النسوية والحقوقية والحكومية، لم تتمكن منذ سنوات طويلة من خلق أي إطار جديد لاستيعاب توجهات الفتايات.

فيلم مغارة ماريا: بأي ذب قتلت؟

هذا وعرض خلال الندوة فيلم "مغارة ماريا"، للمخرجة الفلسطينية بثينة كنعان خوري، والذي يتناول قضايا وقصص عديدة لنساء وفتايات فلسطينيات في الداخل الفلسطيني والضفة الغربية، تم قتلهن أو محاولة ذلك لتجريمهن من أقاربهن على خلفية ما يسمى بـ "شرف العائلة"، والذي يبدأ بحكاية فتاة فلسطينية قتلها الثوار الفلسطينيون عام 1936 بطلب من أهلها، إضافة إلى قصص أخرى حدثت في السنوات الأخيرة.

واختتمت الندوة بنقاش مع الطلاب حول ظروف عمل النسويات والعاملات الاجتماعيات، وإن كن يتعرضن لمضايقات وتهديد، وحول الظروف التي تجعل إنسانا يتحول إلى مجرم ليقتل أقرب الناس إليه.

كما تحدثت الناشطة أمنية زعبي، خريجة الحركة الطلابية، والتي تعمل مع الشبيبة اليافية، فتطرقت إلى مفهوم المساواة وتحرر المرأة، واضطهادهن من المجتمع الذكوري، وكيفية تفكيك هذا المجتمع ونظامه.

التعليقات