في العاشر من أيّار: نسير معًا إلى الدامون والرويس

تحوّلت مسيرة العودة السنوية إلى حدث سياسي وطني جماهيري يستقطب آلاف المشاركين، ويحمل معاني التشبّث في حقّ عودة اللاجئين والمهجرين والتمسّك بالذاكرة الجماعية. تختار لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين كل سنة قرية مهجّرة ليعود الناس إليها رمزيًا، من "صفورية" إلى "اللجون" و"الغابسية" و"مسكة"، وفي هذا العام ستكون العودة إلى قريتيّ الدامون والرويس.

في العاشر من أيّار: نسير معًا إلى الدامون والرويس

تحوّلت مسيرة العودة السنوية إلى حدث سياسي وطني جماهيري يستقطب آلاف المشاركين، ويحمل معاني التشبّث في حقّ عودة اللاجئين والمهجرين والتمسّك بالذاكرة الجماعية. تختار لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين كل سنة قرية مهجّرة ليعود الناس إليها رمزيًا، من "صفورية" إلى "اللجون" و"الغابسية" و"مسكة"، وفي هذا العام ستكون العودة إلى قريتيّ الدامون والرويس. 

دومًا في الدامون

ما زال طه سعيد زيداني (79 عاما)، أحد مهجّري قرية الدامون واللاجئ في طمرة، يذكر قريته التي هجّر منه عنوة، ويقول "ما زلت اتذكر الدامون بيت بيت وحارة حارة، كما وأذكر احتلالها من قبل العصابات الصهيونية واذكر مشاهد الناس المقتولة وصور التهجير".

وتابع: "أنا سعيدٌ جدًا بأنّ مسيرة العودة في الدامون هذه السنة، وسعيدٌ أيضًا بالمشاركة الشبابية، وكم اتمنى أن يكون هناك تواصل بين أبناء الجيل الثالث من الدامونيين، إذ نعرف نحن الكبار في العمر بعضنا ونتواصل بشكل دائم، لكني أريد لهذا التواصل أن يبقى".

وأشار زيداني إلى أنّ الدامون كانت تشهد اطيب العلاقات بين أهلها المسلمين والمسيحيين، وكانت مركزًا اقتصاديًا كون قرية مكزية اذ كان يستريح بها المسافرين.

شباب طمرة يستعدّون

وفي حديث مع محمد صبح، عضو اللجنة الشعبية في طمرة، حول الاستعدادات لإنجاح المسيرة، قال "لقد دخلنا منذ أكثر من أسبوعين إلى مرحلة التحضيرات اللوجستية لمسيرة العودة 2011، التي ستنطلق من قرية الدامون المهجرة الى قرية الرويس المهجرة، حيث تمّ توزيع العمل بين لجان عدة تم تشكيلها: اللجنة المالية، اللجنة التنظيمية، اللجنة السياسية واللجنة الاعلامية. وما يثلج الصدر هو تعاون أهالي طمرة والقرى والمدن المجاورة مع كافة اللجان وإبدائهم الاستعداد الكامل للمساهمة في استكمال التحضيرات، من أجل انجاح المسيرة بكافة الجوانب. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه عشرات الشباب تسجّلوا حتى الآن ليساهموا في تنظيم المسيرة، ونتوقع وصول العدد إلى مئات الشباب المشاركين الذين سيعملون كمنظمين يوم المسيرة".

وأضاف صبح: "إن إحياء ذكرى النكبة في هذا العام عبر المشاركة في مسيرة العودة، والقيام بفعاليات عدة تخلد روايتنا الفلسطينية، له أهمية كبيرة، حيث أنه يشكل تحديًا لسياسات الترهيب الاسرائيلية المتمثلة بسنّ القوانين العنصرية الرامية إلى ترهيب فلسطينيي الداخل وسلخهم عن شعبنا الفلسطيني وقضاياه بشكل عام، وقانون النكبة الذي يمنع المؤسسات من إحياء ذكرى النكبة بشكل خاص، حيث يهدف إلى مصادرة الذاكرة الفلسطينية بشكل تدريجي. ومن أجل إفشال هذا المخطط علينا أن نعمل سويا لحشد اكبر عدد للمشاركة في مسيرة العودة إلى قريتي الرويس والدامون المهجرتين، حيث انها تبعث رسالة واضحة للمؤسسة الإسرائيلية بأننا نتحداكم ونتحدى قوانينكم العنصرية وأن يوم استقلالكم هو يوم نكبتنا. ولا بد من التأكيد على اهمية مشاركة أعداد كبيرة جدًا من الجيل الشاب والذي بدوره يؤكد في كل عام اننا متمسكون بروايتنا التاريخية وبحقوق شعبنا الفلسطيني كافة".

بيان جمعية المهجرين

عام آخر يمر على نكبة شعبنا العربي الفلسطيني، حيث قامت المنظمات العسكرية الصهيونية، ومن بعدها إسرائيل، بطرد حوالي مليون فلسطيني إلى خارج الوطن وتنفيذ المجازر والتهجير القسري المبرمج ليصبح معظم شعبنا بين ليلة وضحاها يفترش الأرض ويلتحف السماء في مخيمات اللجوء كما وقامت بهدم وتدمير أكثر من 530 قرية ومدينة عربية عن بكرة أبيها ومصادرة كافة أملاكنا وأراضينا بموجب العشرات من القوانين التعسفية، معتبرة شعبنا غائبًا عن أرضه ووطنه وهو حي يرزق وهم يستبيحون مقدساتنا وما زالوا مستمرين في مخططاتهم الإجرامية عبر سن العديد من القوانين المتعلقة بخصخصة أملاك اللاجئين والمهجرين، وكذلك القانون سيء الذكر والذي يتعلق بإحياء ذكرى النكبة.


ونحن إذ نحيي الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية، فإننا نؤكد أنه مهما شرعت المؤسسة الإسرائيلية من قوانين لكمّ الأفواه والمس بحرية التعبير فإننا مصرين على إحياء ذكرى النكبة التي حلت بشعبنا، ونحن الذين على مرمى حجر من قرانا ومدننا المنكوبة، وننظر بحسرة لصمت مآذن المساجد وأجراس الكنائس يوم أسكتت لتتحول زرائب لأبقار المستوطنين وخمارات وبؤر للدعارة وتعاطي المخدرات، ومقابر أجدادنا تدنس وهي تستصرخ الضمير الإنساني منذ أكثر من اثنين وستين عامًا. 


وإيمانا منا بانتمائنا الفلسطيني وتجديدًا للقسم والعهد اللذين قطعناهما على أنفسنا بالعودة ورفض كل البدائل، من تعويض وتبديل وتوطين، فإننا نتوجه إلى أبناء شعبنا، وهيئاته الاجتماعية والسياسية للمشاركة الفعالة في الفعاليات التي تنظمها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين بدعم ومشاركة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية التي أقرت وتبنت هذه الفعاليات النضالية على النحو التالي: 


أولا – تنظم اللجان والجمعيات المحلية للمهجرين زيارات للقرى المهجرة صباح يوم الثلاثاء الموافق 10.05.2011.


ثانيا – بتاريخ 10.05.2011 تنظم جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في إسرائيل 
مسيرة العودة الرابعة عشرة إلى قريتي الرويس والدامون المهجرتين.
 حيث تنطلق المسيرة في تمام الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، وتم التنسيق لهذه المسيرة مع اللجنة الشعبية لمسيرة الرويس والدامون المحلية، وبدعم ومشاركة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، رافعين أسماء قرانا ومدننا المهجرة وهتافات تؤكد تمسكنا بعودتنا كشرط لآي سلام عادل ودائم وسوف تختتم مسيرة العودة بمهرجان خطابي تلقى فيه كلمات لجنة المتابعة العليا,جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، كلمة لأهالي الرويس والدامون، وأخرى للجمعيات اليهودية المناصرة لحق العودة، كما سيتخلل مسار المسيرة عروضا فنية ملتزمة من تراثنا الشعبي، وكذالك سيتخلل المهرجان فقرات فنية ملتزمة.


إننا نهيب بأبناء شعبنا وبالقوى التقدمية اليهودية المناصرة لحق العودة المشاركة الفعالة في هذه النشاطات دعما لحق العودة للمهجرين واللاجئين، كما نناشد الجميع الامتناع عن أية مظاهر حزبية أثناء المسيرة والمهرجان والتقييد بشعارات وهتافات المسيرة التي أقرت من قبل جمعية المهجرين واللجنة الشعبية لمسيرة الدامون والرويس التي تشمل جميع القوى والفعاليات والأحزاب السياسية. وكذلك نناشد الجميع التقيد التام بتوجيهات المنظمين بهدف تسهيل حركة السير وليتسنى للجميع الوصول بانتظام إلى مكان تجمع المشاركين وانطلاق المسيرة قي الوقت المحدد لها أي في تمام الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر حيث سيتم توجيه المشاركون عبر الدخول إلى المدخل الرئيسي لقرية كابول.
تؤكد جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين أنها قامت بوضع خطة لتسهيل وصول الوافدين إلى المسيرة من خلال تنظيم سفر منظم عبر حافلات في العديد من المدن والقرى العربية والمدن المختلطة".


الدامون:

في أصل التسمية ـ الدامون ـ انها تحريف لكلمة كنعانية بمعنى العجيب ، وتقع إلى الجنوب الشرقي من مدنية عكا وتبعد عنها 11 كم وترتفع 35م عن سطح البحر. تبلغ مساحة أراضيها 20357 دونماً وتحيط بها أراضي قرى كابول وطمرة والرويس والبروة وشفا عمرو وشعب. قدّر عدد سكانها عام 1922 (727) نسمة ، وفي عام 1945 (1310) نسمة، تضم القرية تل كيسان الذي كانت تقوم عليه بلدة (أكشاف) الكنعانية التي ذكرت مع المدن التي احتلها تحتمس الثالث 1497 ق.م. قامت المنظمات الصهيونية المسلحة بهدم القرية وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 48 (1520) نسمة ، وكان ذلك في 16-7-1948 وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي (9332) نسمة

التعليقات