اللد: سكان مخيم أبو عيد يتظاهرون ضد الهدم

شارك العشرات في التظاهرة الأسبوعية في اللد، الثلاثاء الماضي، معظمهم من النساء، وسط هتافات "لا للمستوطنين، نعم للأصليين"، " يا مستوطن إنت منين؟؟ نسيت".

اللد: سكان مخيم أبو عيد يتظاهرون ضد الهدم

شارك العشرات في التظاهرة الأسبوعية في اللد، الثلاثاء الماضي، معظمهم من النساء، وسط هتافات "لا للمستوطنين، نعم للأصليين"، " يا مستوطن إنت منين؟؟ نسيت".

وقد شارك وفد من التجمع الوطني الديمقراطي في دعم التظاهرة الأسبوعية، فحضرت عشرات النساء من الجليل والمثلث والنقب بمرافقة النائبة حنين زعبي ومركزة اتحاد المرأة التقدمي أميمة مصالحة، إضافة إلى نساء هدمت منازلهن سابقا، بينهن السيدة عبلة إغبارية التي هدمت الشرطة بيتها في مصمص، وسيدة أخرى، سمية إغبارية، هدمت الشرطة مصدر رزقها في أم الفحم، وذلك لدعم صمود ما أسماه أهل البلد "مخيم أبو عيد"، حيث ما زالت المأساة ليومية لسبع عائلات ترفض أن تترك المكان، كما يرفضون المشاركون في التظاهرات التوقف عن مظاهراتهم الأسبوعية. 

تجدر الإشارة إلى أن العائلات السبع لا تزال تتنقل مضطرة بين بيوت الأهل والجيران، في حين أن معظم الأطفال لم يعودوا للمدرسة، علما أن بعضهم طلاب ثانويون ولم يتمكنوا من المشاركة في امتحانات "البجروت".


مع ذلك، تصر العائلات وعدد من الداعمين من اللد وعلى رأسهم حركة "خطوة" الشبابية من المنطقة والناشطة بثينة ضبيط، وعشرات المتضامنين العرب واليهود من كافة أنحاء البلاد، ومنهم حركة "تضامن" المثابرة بشكل أسبوعي ويومي على دعم النضال والمشاركة على التظاهر الأسبوعي، وعلى الحفاظ على معنويات الصمود والنضال لدى أهالي اللد، وتحديدا ضحايا الهدم المباشرين. 

وفي ظل تحريض الشاباك على تفكيك خيمة الاعتصام المقامة، وهي مركز تنظيم النشاطات والتظاهرات، إلى جانب العدد القليل نسبيا من المتضامنين من اللد نفسها، فقد أدى ذلك إلى تراخي معنويات البعض، بعد 5 شهور من الحياة بدون مأوى، وبالذات من النساء اللواتي كن رأس الحربة، ورأس المواجهات مع الشرطة، كما مع واقع الهدم. فالرجال يخرجون من البيت للعمل ويعودون في المساء، مما يضطر النساء لمواجهة مطالب وشكاوى وبكاء الأبناء والبنات الذين يقضون اليوم بحثا عن مكان يدرسون فيه، أو يلعبون، أو حتى يقضون فيه حاجاتهم الأساسية.

كما يجدر التنويه إلى أن معظمهم ترك المدرسة منذ خمسة شهور، ويحتاج لعلاج نفسي من الكوابيس التي تلاحقهم منذ أن أقدمت جرافات السلطة على هدم منازلهم.

ورغم ذلك، ظلت المرأة عماد التظاهرات الأسبوعية طوال خمس أشهر، لكن الشهر الأخير شهد تراخيا كبيرا في المواظبة على التظاهرات، كما في حدتها. وعليه فإن المظاهرة الأخيرة، الثلاثاء الماضي، كانت محاولة لإعادة المعنويات وإعادة الزخم إلى هذه التظاهرات الأسبوعية.

وقامت النساء المشاركات في التظاهرة بإغلاق الشارع، الأمر الذي أدى إلى استجلاب قوات كبيرة من الشرطة، إلا أنها لم تتمكن من منع استمرار التظاهرة.

وعقبت النائبة حنين زعبي، التي شاركت في التظاهرة، بالقول إن "المعركة الحقيقية ليست على الجدران، بل على الصمود داخل الجدران أو خارجها، وعلى المعنويات وعلى روح النضال فينا. فنحن لا نريد جدرانا تحمي نفوسا مهزومة، والنفوس الصامدة والمناضلة تملك النفس الطويل لإعادة بناء الجدران، وحتى ذلك الحين يمنع صمودها من هدم بيوت أخرى".

كما أكدت زعبي على أن "الصمود مجد، ويبني شعبا وليس فقط بيوتا. الجرافات التي تهدم البيوت، تبني في نفس الوقت أجيالا واعية ومناضلة، لكن هذا يحدث فقط بحضور مشروع نضالي واضح وفاعل، ويبقى السؤال المطروح على الأمهات، رأس الحربة في مواجهة تداعيات الهدم، هل نيأس من غير حل أو لا نيأس ريثما نفرض إرادتنا".

وأنهت حديثها بالتأكيد على ضرورة توسيع دائرة النضال الشعبي، والتأكيد على استمرار التظاهرات الأسبوعية.
كما وقامت كل من السيدة عبلة إغبارية من مصمص، والسيدة سمية إغبارية من بالتعبير عن تجربتهما الخاصة فيما يتعلق بالهدم، وفي التعبير عن التضامن الكامل، حيث القضية ليست قضية فردية، بل قضية الوجود العربي المهدد من قبل المخططات الإسرائيلية. 

التعليقات