قررت محكمة الصلح في الخضيرة صباح اليوم، الثلاثاء، تأجيل إصدار القرار النهائي في قضية المحامي جمال زهير إغبارية من قرية مصممص في المثلث إلى الشهر القادم، وذلك بعد إدانته في المحكمة بسبب تصديه لعملية هدم منزل في القرية في الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2009.
وقد أجلت المحكمة إصدار القرار النهائي حتى منتصف آذار/مارس القادم إلى حين الاستماع إلى وجهة نظر المسؤول عن العمل في خدمة الجمهور، حيث من المتوقع أن يصدر الحكم عليه بالعمل لمصلحة الجمهور.
وكانت المحكمة قد أدانته بتهم "الاعتداء على شرطي، والتجمهر غير القانوني"، وذلك خلال عملية التصدي لهدم منزل محمد شريف في قرية مصمص.
يذكر أن المحكمة رفضت توصية ضابط سلوك تضمنت عدم تقديم لائحة اتهام ضد المحامي إغبارية، علما أن المحكمة نفسها هي التي طلبت وجهة نظر ضابط السلوك.
وحضر المحاكمة العشرات من أهالي مصمص وأم الفحم، وقيادات سياسية، كان بينها أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي عوض عبد الفتاح، والقيادي في أبناء البلد رجا إغبارية، وعضو المكتب السياسي للتجمع رياض جمال، وعضو اللجنة المركزية ممدوح أغبارية، ومركز فرع التجمع في أم الفحم محمد أديب.
وعقب أمين عام التجمع على إدانة المحامي إغبارية بالقول إن "يعاقب لأنه دافع عن حق مواطن آخر من القرية في أن يكون له مسكن. إنها القصة نفسها مع نظام الأبارتهايد الاسرائيلي، إنها رواية النهب والمقاومة".
وأضاف عبد الفتاح "بالنسبة لنا، فالمحامي جمال والمئات من أهالي مصمص الذين تصدّوا لعملية الهدم الوحشية قبل عامين، لم يخالفوا القانون، إنما خالفوا قانون النهب والسطو والسرقة، وهذا واجب وطني وأخلاقي لن يتوقف عرب الداخل عن القيام به لأن الأمر الطبيعي أن يقاوم الإنسان الظلم".
وفي حديثه مع موقع عــ48ـرب، قال المحامي إغبارية إنه يدرس تقديم استئناف ضد القرار.
وتابع: "لقد أكدنا منذ البداية على أن المحاكمة سياسية تستهدف الجماهير العربية، ولكي تبعث برسالة ترهيب وتخويف للمواطنين العرب الذين يقومون بأقل الواجب دفاعا عن وجودهم ومساكنهم، والتي هي حقوق أساسية تضمنها المواثيق الدولية".
وأضاف "نقول لهم إن محاكماتكم لن تخيفنا، ولن نتراجع عن موقفنا الأساسي في الدفاع عن حقنا في العيش بكرامة على أرض وطننا".
وشكر المحامي إغبارية جميع المحامين الذين ساندوه ووقفوا إلى جانبه في هذه القضية، كما وجه الشكر للعشرات الذين حضروا للتضامن معه في قاعة المحكمة، والذين اتصلوا به مؤكدين وقوفهم إلى جانبه.
التعليقات