مظاهرة في ام الفحم نصرة للنقب وتنديدا ب "مخطط برافر"

ورأى أمين عام التجمع عوض عبد الفتاح أن المرحلة الحالية تتطلب ترسيخ بنية تنظيمية شعبية قادرة على خوض وإدارة كفاح شعبي مستمر وفاعل ضد مجمل مخططات الدولة العبرية التي تتخذ أشكالا أكثر خطورة على صفوف وحاضر ومستقبل عرب الداخل.

مظاهرة في ام الفحم نصرة للنقب وتنديدا ب


لنصرة النقب وتنديدا بمخطط "برافر الاقتلاعي نظمت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، اليوم الجمعة، مظاهرة قطرية  في مدينة ام الفحم.


وانطلقت المظاهرة في أعقاب صلاة الجمعة من حي الإغبارية لتجوب أحياء المدينة وصولا الى ساحة مدرسة عمر بن الخطاب في حي المحاميد وسط هتافات وشعارات مناهضة لهذا المخطط الذي يهدد عشرات الآلاف من سكّان القرى الفلسطينية البدوية في النقب من خلال هدم وتدمير قراهم واقتلاعهم من أرضهم بهدف المصادرة ، حيث أن قانون برافر العنصري الذي أقرّ في أيار 2013 ، يشرعن تهجير أكثر من 30 ألف فلسطيني من سكان النقب ومصادرة 90% مما تبقى من أراض بأيدي الفلسطينيين في النقب .

وحضر التظاهرة قادة مختلف الأطر والأحزاب والحركات السياسية في الداخل الفلسطيني ، من بينها قادة التجمع الوطني الديمقراطي.

وتحدث عدد من القيادات السياسية كما تحدث رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب  طلب الصانع مؤكدا أن رسالة التظاهرة ثمينة، وخاصة أنها من مدينة أم الفحم التي تبعث بتحيتها وصمودها لأهل النقب ورسالة للسلطة الاسرائيلية أن فلسطينيي الداخل يقفون الى جانب اخوانهم في النقب . فاستهداف النقب هو استهداف للمثلث والجليل والساحل ، مصيرنا ومستقبلنا واحد".

وأشار الى أن مخطط برافر ليس مجرد مخطط ، إنما عقلية صهيونية تستهدف الهوية العربية في هذه البلاد، متطرقا باسهاب الى المخطط وأهدافه القمعية ومخاطره وأبعاد على فلسطينيي الداخل ، ومتحدثا حول تهجير أهل النقب على مرّ السنين .

ودعا الصانع عرب الداخل الالتزام بالاضراب الشامل والعام الذي أقرّته لحنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني.
أمين عام التجمع قال، ان الأمر الأهم في هذه المرحلة هو ترسيخ بنية تنظيمية قادرة على إدارة نضال مستمر، والإضراب العام ليس نهاية المطاف.

ورأى أمين عام التجمع عوض عبد الفتاح أن المرحلة الحالية تتطلب ترسيخ بنية تنظيمية شعبية قادرة على خوض وإدارة كفاح شعبي مستمر وفاعل ضد مجمل مخططات الدولة العبرية التي تتخذ أشكالا أكثر خطورة على صفوف وحاضر ومستقبل عرب الداخل.

وأضاف شارحاُ الفكرة، "حتى الآن تميّز نضالنا بغياب المنهجية والاستمرارية. صحيح أن تجربة عرب الداخل هي تجربة غنية وبفضلها تمكنا من الصمود والبقاء وتحقيق انجازات تعليمية وثقافية نوعية وهامة. ولكن علينا أن نعترف أننا حققنا القليل في معركة الأرض. وكما هو معروف فإن تطور الإنسان مرتبط بوجود الأرض... التطور المادي والإقتصادي والحضاري. ولذلك حان الوقت لإحداث نقلة في التفكير والإستراتيجيات النضالية، والرؤية للتطور الشامل. معركتنا ليست فقط إسقاط مخطط برافر، بل استرجاع أراض أخرى صودرت تحت حجج مختلفة بهدف نقلها إلى أيد يهودية ضمن سياسة الاستعمار الداخلي التي تنتهجها الدولة العبرية. نريد أن نتوسع، أن تتوسع قرانا ومدننا، وأن نبني المشاريع الاقتصادية والصناعية ،نريد أن نطور مراكز حضارية متطورة نحفظ وجودنا كمجموعة قومية أصلانية وكجزء من شعب فقد وطنه وتشرد".

وفيما يتعلق بعملية تنظيم النضال الشعبي قال: "كل هذه الأهداف المذكورة، وهي أهداف إستراتيجية وجرى وضع تصورات جدية لها في العقد الأخير، تحتاج إلى نقلة نوعية في الفكر التنظيمي، وفي تطوير النضال الشعبي الذي سار عليه عرب الداخل منذ عشرات السنين، ولكن الوتيرة الحالية لم تعد كافية، بل أصبحت مضرة لأنها تسمح للسلطة بالمضيّ قدماً وبوتائر متسارعة للإجهاز على ما تبقى لدينا من أرض وحقوق. يجب أن نقول للمؤسسة الإسرائيلية وبصوت عالٍ أننا لسنا فقط موجودين بل أننا قادرون على تشويش وتعطيل جوانب عديدة من حياتها. هذا يتطلب كما قلت وكررت مراراً، تطوير بنية ودور اللجان الشعبية في كل مكان، وأهمها دمج الأجيال الشابة المفعمة بالحماس والشرعية في أخذ دورها والدفاع عن مصالحها وطموحاتها الشرعية المتمثلة بالعيش الحر في الوطن".

وأنهى حديثه: "إن عملية التحضير الجارية للإضراب يجب أن تدار بطريقة ترسخ البنية التنظيمية المطلوبة- بنية اللجان الشعبية التي من المفترض أن تلعب الدور الأساسي في تنظيم وتحصين المجتمع في العديد من النواحي في مواجهة العدوان اليومي عليه، وفي مواجهة انتشار العنف والفقر ومظاهر التفكك الاجتماعي. إنها الآلية الأكثر فاعلية في عملية انتقال مجتمعنا إلى حالة أفضل وفتح الباب واسعاً أمام الأجيال الشابة. لا بدّ أن نبرهن أن للنضال جدوى، وفائدة عملية.    

 

التعليقات