النائب زحالقة: هبة القدس والأقصى كانت سياسية وطنية بالدرجة الأولى

وأكد زحالقة أن الهبة الشعبية في الداخل، في الجليل والمثلث، إلى جانب انتفاضة شعبنا قد أربكت وأفشلت حسابات السلطة والمؤسسة الإسرائيلية، وأحلامها بتفتيت وتذرير الشعب الفلسطيني ومحو الهوية الفلسطينية والعربية من أذهان وقلوب الجيل الفلسطيني الناشئ، خاصة في الداخل الفلسطيني

النائب زحالقة: هبة القدس والأقصى كانت سياسية وطنية بالدرجة الأولى

اعتبر رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي، النائب جمال زحالقة أن هبة القدس والأقصى، كانت هبة سياسية وطنية بامتياز، ولم تكن ذات طابع مدني أو مطلبي. وقال زحالقة في محاضرة له ، مساء أمس الأربعاء، على شرف هبة القدس والأقصى نظمها التجمع الوطني في جلجولية إن هبة القدس والأقصى تكتسب أهميتها من ارتباطها التاريخي الوثيق بالانتماء للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، ومن تزامنها مع انتفاضة وهبة باقي أجزاء شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ولم تكن منفصلة عما جرى في حينه من اقتحام شارون للمسجد الأقصى وما تبع ذلك من غضب شعبي وحدوي لكافة قطاعات الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزه والداخل والشتات.

وأكد زحالقة أن الهبة الشعبية في الداخل، في الجليل والمثلث، إلى جانب انتفاضة شعبنا قد أربكت وأفشلت حسابات السلطة والمؤسسة الإسرائيلية، وأحلامها بتفتيت وتذرير الشعب الفلسطيني ومحو الهوية الفلسطينية والعربية من أذهان وقلوب الجيل الفلسطيني الناشئ، خاصة في الداخل الفلسطيني. وقد أفشلت الهبة وأحبطت كل مخططات ومساعي الأسرلة ، ومخططات التجهيل والتدجين الحكومية لأبنائنا في الداخل. فقد رفضت ولا تزال الغالبية العظمى من شعبنا ترفض هذه المخططات، بل إن رد فعلها جاء عكسيا وتمثل بزيادة انتمائها والتحامها بشبعنا وقضيته الوطنية. 

وشدد النائب جمال على الإصرار غير المتلعثم على ملاحقة القتلة والشركاء في الجريمة، سواء كانوا من المنفذين ميدانيا أم من أصدروا الأوامر والتعليمات بإطلاق الرصاص الحي، وفق كل الطرق المعهودة في الثقافة العسكرية الإسرائيلية، منذ أيام بن غوريون، مرورا بشارون وبراك. وسواء كانت هذه الأوامر صريحة أم جاءت بلغة الرموز والإيحاءات للجنود وأفراد الشرطة، فُهمت كضوء أخضر للقمع بكل الوسائل بما في ذلك القتل والتهجير وارتكاب المجازر.

وتطرق النائب زحالقة إلى القضايا الحارقة التي يعانيها الفلسطينيون في الداخل مؤكدا على أهمية الاستمرار في النضال وتطوير أساليب ووسائل الدفاع عن الحق والحرية والعدالة والرواية الفلسطينية وقضايا الأرض والمسكن، خاصة ما يجري في القدس من قمع وتهويد لمعالمها العربية  ومقدساتها الاسلامية والمسيحية. كما تطرق إلى قضية النقب والمخطط الإسرائيلي لمصادرة أراضي النقب وتهجير سكانه الأصليين من أراضيهم.

وأشار د. زحالقة إلى أهمية مواصلة السعي لضمان الحماية الدولية، وتدويل قضيتنا كأقلية قومية مهددة بشكل دائم من دولة وأيديلوجيا بعيدة كل البعد عن قيم العدل والمساواة والديمقراطية. وضرورة مواصلة شرح وفضح التناقضات البنيوية في النظام الإسرائيلي، وعنصرية قوانين الدولة وسياساتها أمام المحافل الدولية المختلفة، والرأي العام في الغرب لتفنيد الأوهام والأعذار التي تستخدمها وترددها حكومات تلك الدول في دعمها المتعامي وغير المحدود لإسرائيل. ومن أجل هزم العنصرية الصهيونية كما جرى مع الأبرتهايد (نظام الفصل العنصري) في جنوب أفريقيا.

وكان اللقاء استهل بكلمة ترحيب من المحامي إياد رابي، الذي عرض أمام الحضور موضوع الندوة مؤكدا أهمية إحياء ذكرى الهبة وذكرى الشهداء الذين سقطوا برصاص الشرطة الإسرائيلية. وطرحت بعد المحاضرة أسئلة من الجمهور الواسع وجرى نقاش حول القضايا المتفرعة من علاقتنا مع الدولة وسبل النهوض بوعي كافة شرائح قطاعات فلسطينيي الداخل.

التعليقات