اللد تتحدى التهميش: مخيم البقاء يختتم فعالياته بمهرجان احتفالي

الأسير المحرر مخلص برغال: ما زلنا في بداية الطريق، وأمامنا مهمات وتحديات وعلينا أن نكون على ثقة بأننا في الاتجاه الصحيح..

اللد تتحدى التهميش: مخيم البقاء يختتم فعالياته بمهرجان احتفالي

الأسير المحرر مخلص برغال: ما زلنا في بداية الطريق، وأمامنا مهمات وتحديات وعلينا أن نكون على ثقة بأننا في الاتجاه الصحيح..


اختتم مخيم البقاء الثالث في مدينة اللد مساء أمس، الخميس، فعالياته في مهرجان احتفالي، تخلل عروضه الفنية كلمات تقييمية وفقرات فنية أكدت على أهمية هذا النشاط من حيث المضامين الثقافية والوطنية ومستوى التنظيم، كما أكدت الحاجة الملحة لمثل هذه النشاطات في المدن التاريخية على وجه الخصوص لما تعانيه من غياب الأطر الحاضنة، واستهداف الهوية والوجود العربي في هذه المدن أكثر من غيرها.

افتتحت المهرجان الناشطة سهير سعد من مدينة الرملة بحضور عدد كبير من الأهالي وعلى إيقاع النشيد الوطني، تلاه فقرات فنية استهلتها أمل أبو صيام بغناء للطفل والطفولة وفقرات من اغاني الراب الايقاعية الناقدة، وعروض إبداعية معبرة للفرق المشاركة.

كما استضاف المهرجان الأسير المحرر مخلص برغال الذي تحدث عن يوم الأسير الذي يصادف 17 نيسان، في كلمة مؤثرة عن الأسر والأسرى ومعاناتهم.

واستضاف المهرجان أمين عام التجمع الوطني عوض عبد الفتاح الذي أثنى بدوره على القيمين على هذه الفعالية الريادية، وأكد على المعاني الكبيرة لهذا العمل، حيث يكتسب هذا النشاط أهميته لكونه يندرج ضمن سلسلة نشاطات تعتمد الرؤية الثقافية والتنظيمية والفكر المنهجي للعمل الدؤوب والمتواصل لتحقيق الإنجازات بشكل تراكمي، وذلك من خلال تجنيد أوسع قطاعات شبابية تعتمد روح المبادرة والتخطيط والتنظيم السليم، ويكتسب أهمية أكبر لكونه يجري في إحدى أهم المدن التاريخية التي استهدفت وتستهدف بشكل منهجي محموم لتعميق الإقصاء والتهميش والتهجير.

وأقيم المهرجان في حضانة "البقاء" اختتاما لمخيم احتضن 85 مشتركا من مدينتي اللد والرملة إلى جانب طاقم من المرشدين والمشرفين المتمرسين، وعلى مدار الأيام العشرة المتتالية شهدت أعمال المخيم سلسلة فعاليات تثقيفية وتربوية وفنية هدفت إلى تمرير معاني الهوية والرواية التاريخية لشعبنا، وأخرى فنية تناولت الموروث والفلوكلور الشعبي في إطار ورشات قدمها طاقم من المرشدين المتمرسين وذلك في قوالب فنية وشيقة ليسهل استيعابها وتمريرها على الطلاب.

يشار إلى أن الشرطة وبعد تلقيها شكوى من المستوطنين هناك حاولت أكثر من مرة إرغام الإدارة على إنزال العلم الفلسطيني الذي رفرف في ساحات المخيم إلا أن الإدارة رفضت ذلك متمسكة بحقها الذي لا يتنافى مع القانون.

وأكدت المرشدة سندس قدورة لـ عــ48ـرب، والتي تشارك للمرة الثانية في مخيم البقاء كمرشدة، على نجاح المخيم بكافة محطاته وعلى القدرة على توصيل الرسالة من حيث المضامين والترفيه واكتساب خبرات جديدة إلى جانب تعزيز روح العمل الجماعي وروح المبادرة وتعزيز مفهوم الهوية والانتماء، وترسيخ قيم العمل التطوعي.

وأضافت قدورة: "تعلمنا وعلمنا كيف يمكن أن نصنع بالإمكانيات المتواضعة عملا إبداعيا عندما تتوفر الإرادة والتنظيم السليم الأمر الذي يعيدنا إلى إحياء مدينتنا لنكمل خدمة أهلنا في سبيل تطورنا والحفاظ على بقائنا".

أما المرشد عيد حسونة فقد أكد بدوره أيضا على نجاح المخيم. وقال: "سنة بعد سنة بات مخيم البقاء مشروعا يراكم الإنجازات الثقافية نحو تعزيز أطر العمل الجماعي والحاضنة للطلاب والشباب الذين يفتقدون للأطر والمؤسسات الراعية، كما أن مواصلة هذا العمل من شأنه أن يربي قيادات مجتمعية شبابية تأخذ دورها في الشأن العام، ودورا لترميم ما دمرته المؤسسة ودوائرها عبر الإهمال والإقصاء والتهميش للمواطن العربي بالمدينة.

مدير المخيم  والأسير المحرر مخلص برغال عبر رضاه وقناعته بأهمية هذا العمل الذي يتضمن رسالة عميقة وهامة في سبيل بناء نواة جيل جديد يتمتع بروح العطاء والثقة، وأن يحمل همومه بنفسه ضمن رسالة اجتماعية وطنية.

وقال إن مخيم البقاء انطلق إلى جانب سلسلة مشاريع تربوية وتثقيفية، منها إقامة الروضات وبناء مكتبة عامة وملاعب وغيرها من المشاريع.

واعتبر برغال أن هذا الحراك يأتي ضمن رؤية ثقافية إستراتيجية من أجل الإسهام، وبواسطة إمكانيات متواضعة، في بناء الانسان لاسيما في المدن التي عمدت السلطات الى اقصائها وتهميشها.

واضاف برغال: "نحن ما زلنا في بداية الطريق، وأمامنا مهمات وتحديات كبار، لكن علينا أن نكون على ثقة بأننا بالاتجاه الصحيح، ونعلم جيدا كم هي استحقاقات هذا العمل من الجهد والتعب وتوفير الموارد، فنحن نعمل بإمكانيات متواضعة تعتمد مساهمات النشطاء والتبرعات البسيطة لكننا نتسلح بالقناعة والثقة والإيمان ومساهمة كل الخيرين من أهلنا".

التعليقات