المتابعة تشيد بهبة الشباب الفلسطيني وتؤكد على حق وواجب التظاهر

وتدين قمع الشرطة وتحمل الحكومة المسؤولية الكاملة عن أي مكروه أو اعتداء أو أعمال عنف ضد أبناء الشعب الفلطسيني وقياداته

المتابعة تشيد بهبة الشباب الفلسطيني وتؤكد على حق وواجب التظاهر

في اجتماعها الطارئ الثاني الذي انعقد يوم أمس، الأحد، بحثت لجنة المتابعة العليا التطورات المتسارعة، قررت اللجنة تنظيم مظاهرة قطرية الجمعة القادم، يعلن لاحقا عن مكانها، ومقاطعة الإفطارات التي دعا لها مسؤولون إسرائيليون، والإسراع في إنشاء لجان الحماية الشعبية، والإعلان عن حالة انعقاد مستمر لسكرتاريا لجنة المتابعة.

وأشار بيان صادر عن اللجنة إلى أن الأيام الثلاثة الأخيرة شهدت خروج آلاف الشباب في القرى والمدن العربية للتظاهر في الشوارع والمفترقات، للتأكيد على حق شعبنا وقضاياه العادلة، وكرد فعل على حالة الانفلات الأمني والعنصري ضد الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الضفة وغزة، وما تعرض له الشباب من قمع شرس من أجهزة الشرطة لتظاهرهم واعتقالهم بالعشرات، والتعامل مع المظاهرات من منطلق العداء، وكذلك محاولة استهداف الحركات والقيادات العربية على خلفية المواقف التي عبرت بها عن رفضها لسياسات الحكومة الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني واستمرار الاحتلال الارعن للأراضي الفلسطينية وحالة الحصار والعدوان الدائم على الضفة الغربية وقطاع غزة والاعتداءات المتكررة على القدس وأحيائها والأقصى المبارك وما يحاك ضدهم.

وفي بيان صادر عن لجنة المتابعة، أشادت اللجنة بهبة الشباب الفلسطيني في كافة المدن والقرى ووقفتهم البطولية أمام بطش أجهزة الشرطة القمعية التعسفية. وأكدت على أن الشباب خرجوا للشوارع يتظاهر بروح وطنية تعبيرا عن حالة غضب ناتج عن سياسات عنصرية فاشية متراكمة ومستمرة يتعرض لها الشعب الفلسطيني في الداخل وكافة الأراضي المحتلة في جميع المستويات والمجالات السياسية والمعيشية والوجودية.

وأكد اللجنة على الحق والواجب الوطني والأخلاقي في التظاهر والنضال للتصدي للسياسات العنصرية والفاشية ولأي اعتداء على "وجودنا وممتلكاتنا وشبابنا وقياداتنا ونصرة لقضيتنا وحقنا".

وحملت لجنة المتابعة الحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو شخصيا المسؤولية كاملة عن كل ما حدث وسيحدث، وتحمله مسؤولية أي مكروه واعتداء وأعمال عنف ضد أبناء الشعب الفلسطيني وشبابه وقياداته.

كما أكدت اللجنة أنه وصلت لقياداتها اتصالات من مسؤولين ووزراء إسرائيليين يطلبون منهم جلسة للتباحث حول المستجدات، ويطلبون منهم تهدئة الشارع الفلسطيني، وكان رد القيادة أن وسائل الشرطة القمعية واستمرار التحريض العنصري الرسمي الأرعن تجاه كل ما هو فلسطيني وعربي هي التي تساهم في تأجيج الوضع، وفي الوقت ذاته فكلما استمرت السياسات العنصرية والفاشية وغيرها من الأسباب التي تقف وراء موجة الغليان والغضب فستكون هناك ردود فعل من قبل الشباب.

وأدانت لجنة المتابعة وبشدة بطش أجهزة الشرطة وتعاملها القمعي العدائي تجاه الشباب الذين خرجوا للتعبير عن سخطهم على سياسات الظلم والإجرام، وواجهتهم الشرطة بأسوأ الأدوات والوسائل لقمع التظاهرات واعتقال العشرات منهم.

ودعت اللجنة في بيانها إلى الإفراج الفوري غير المشروط عن كافة المعتقلين، وإغلاق كافة الملفات دون تركها مفتوحة بأي شكل من الأشكال ضد أي أحد من المتظاهرين.

وحذرت لجنة المتابعة من الاستمرار في عمليات التحريض العنصرية والإرهابية على الشعب الفلسطيني، وذلك من مستويات قيادية رسمية وشعبية وصلت إلى حد التحريض الفاشي من قبل وزراء ومسؤولين تحرض على استهداف وقتل قياداتنا العربية، والاعتداء على كل ما هو عربي وفلسطيني من إنسان وممتلكات وأراض.

واستهجنت اللجنة وأدانت المحاولة الفاشلة التي أقدم عليها ملثمان جبانان في ساعات متأخرة من ليلة أول أمس لاقتحام بيت الشيخ رائد صلاح، وحذرت نتنياهو شخصيا وزمرته وأجهزته، وحملته المسؤولية الكاملة عن أي مكروه قد يقع للشيخ رائد صلاح ولكافة القيادات والشباب، حيث "بات نتنياهو بنفسه قائد جوقة المحرضين على وجودنا وقياداتنا عامة وعلى الحركة الإسلامية خاصة داعيا لحظر نشاطها"، وأكدت اللجنة مجددا على أن هذا خط أحمر لن يسمح بتجاوزه.

كما حذر بيان لجنة المتابعة السلطات الإسرائيلية من تفشي الإرهاب اليهودي العنصري، وتكرار حالات الاعتداء الإرهابية على الجماهير العربية في الداخل متمثلة بمجموعات "دمغة الثمن" الإرهابية، ومجموعات فاشية أخرى حيث رصد العشرات منها في الأيام الأخيرة، وكذلك حالات المضايقة والتهديد للطلاب في المعاهد العليا والجامعات، وحذرت من الاقتراب من مسيرة الطلاب العلمية، هذا بالإضافة لجوقة التحريض والفلتان العنصري غير المسبوق على شبكات التواصل الاجتماعي في الإنترنت. وعليه، أضاف البيان فـ"إننا نحمل السلطات الإسرائيلية مسؤولية أية اعتداء على شبابنا وعلى ممتلكاتنا، ونطالبهم بلجم حملة الإرهاب العنصرية والفاشية الشعبية والرسمي منها ضد كافة أبناء شعبنا الفلسطيني لما لها من عواقب وخيمة في حال استمرار السلطات الإسرائيلية تغذيتها وإرخاء الرسن لها".

وتوجهت لجنة المتابعة إلى الشباب المتظاهرين في الداخل الفلسطيني بضرورة الحفاظ على الممتلكات العامة وعدم الانجرار وراء دعوات الاعتداء عليها، فـ"واجبنا حفظ بيوتنا وأراضينا وممتلكاتنا، واجبنا بناء وتعمير قرانا ومددنا، وأنتم عماد المجتمع وقلبه النابض، ونحن على ثقة أنكم أهل لحمل المسؤولية وثقتنا بكم كبيرة في ذلك".

كما وتتوخى اللجنة من الشباب تمحيص ما يتم تداوله في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أنه تم رصد عشرات الشائعات التي تم ترويجها والتي تناقلها الشباب دون تبيان أصلها وحقيقتها، والتي تبينت لاحقا أنها مجرد أكاذيب وإشاعات أطلقها مروجون وربما أياد خفية لها مصلحة بتأجيج الواقع. فلا يعقل ولا يمكن اعتماد الشائعات والأكاذيب لاتخاذ قرارات وخطوات وفي مشروع لبناء مجتمع ووطن خاصة في هذه المرحلة المفصلية.

وأكدت لجنة المتابعة رفضها للاعتداء على أي فرد لمجرد كونه يهوديا. وقال البيان "إن شيمنا وقيمنا تحتم علينا توجيه نضالنا نحو عنوانها الصحيح، نحو أجهزة الظلم والاستبداد لا التفرد بعائلات يهودية دخلت قرانا لمسائل معيشية سلمية، لا سيما وأن هناك شخصيات وعائلات وناشطين يهود مناهضين للاحتلال وكافة أشكال العنصرية ويناصرون قضيتنا وحقنا".

وأكدت اللجنة أن العمل الجماعي المنظم للشعب الفلسطيني هو "الضمان لاستمرار وجودنا وتثبيت حقنا في وطننا. مع ضرورة استحداث آليات ووسائل نضالية توصل رسالتنا للقاصي والداني بشكل واضح. ولجنة المتابعة إذ تهيب بأبناء شعبنا الوقوف كالبنيان المرصوص في وجه العنصرية المنفلتة، وتتوخى من شبابنا تمحيص المواقف وتفويت الفرصة للهجمة العنصرية المتربصة بهم للنيل منهم ومن وجودهم في وطنهم".

وقررت اللجنة في نهاية الجلسة الدعوة للمشاركة في المظاهرة القطرية الوحدوية الجبارة يوم الجمعة الموافق 11/7/2014 الساعة الثالثة 15:00، وسيعلن لاحقا عن مكانها.

كما قررت مقاطعة كافة الإفطارات التي دعا لها مسؤولون إسرائيليون رسميون ومن بينهم دعوة رئيس الدولة شمعون بيريس.

وقررت ايضا رفع القضية أمام المحافل والمؤسسات والهيئات الدولية.

وكذلك، الإسراع في إنشاء لجان الحماية الشعبية التطوعية، وإشراك الشباب فيها ليأخذوا دورا رياديا وفعالا، وذلك لحماية القرانا والمدن العربية من أي اعتداء عنصري فاشي.

وأعلنت اللجنة أيضا عن حالة انعقاد مستمر لسكرتارية لجنة المتابعة العليا لتطبيق القرارات ومتابعة الأحداث على جميع المستويات والأصعدة.

التعليقات