والد الشهيد صيام: زوجتي تقبلت برضى استشهاد فلذة كبدنا فزدت صبرا وإيمانا

ما زال الحاج إبراهيم صيام، والد الشهيد أحمد صيام كما عهدناه دائما، الرجل المؤمن بقضاء الله وقدره، متيقنا بعدالة قضية شعبنا الفلسطيني، وسرعان ما تشعر بتقبله لقضاء الله الذي إختار إبنه أحمد بأن يكون شهيد القدس والأقصى

والد الشهيد صيام: زوجتي تقبلت برضى استشهاد فلذة كبدنا فزدت صبرا وإيمانا

ما زال الحاج إبراهيم صيام، والد الشهيد أحمد صيام كما عهدناه دائما، الرجل المؤمن بقضاء الله وقدره، متيقنا بعدالة قضية شعبنا الفلسطيني، وسرعان ما تشعر بتقبله لقضاء الله الذي إختار إبنه أحمد بأن يكون شهيد القدس والأقصى، بل لعل من جالسه قد لامس الفخر والعز والكبرياء وقد مضى على استشهاد ولده 14 عاما.

إلتقينا به في بيته بقرية معاوية المتاخمة لمدينة أم الفحم، وقد جمع ذكريات أحمد إلى جانبه وأخذ يقلب فيها ويستذكر إبنه وكيف إستشهد على أيدي قناصة من الشرطة الإسرائيلية، شموخه ورضاه بقضاء الله وقدره رفضا أن يكشف عن حزن الوالد الثاكل الذي قدم إبنه نصرة للقدس والأقصى، ولكن سرعان ما تلامس في عيونه حزن يصحبه شوق لإبنه الشهيد.

افتتح حديثه بذكرى خبر إستشهاد أحمد وكيف تقبلته زوجته، والدة الشهيد أحمد صيام، برضى وصبر، بل وحتى مهنئة اياه على ما كتب الله له من منزلة قد حلم بها أحمد منذ سنوات قبل استشهاده، حيث قال: "دخلت زوجتي إلى أحمد وكان قد ربطت الأجهزة الطبية بجسده، ولكنها عرفت أنه قد إستشهد، دخلت عليه وهنأته بما كتب الله له، وهذا ما زادني صبرا وإيمانا".

وأضاف قائلا: "بعد استشهاد أحمد حدثت بعض المبشرات والتي زادتنا رضى بقضاء الله وقدره، فقد حدث أننا أردنا ان نحضر البطانيات التي لف بها أحمد وقت عرسه، تشييعه، لغسلها، إلا أن صاحبها أخبرنا أن رائحة مسك تفوح منها، وحينها طلب منا أن نتقاسم معه البطانيات لما صدر منها من رائحة مسك لم نشهد مثلها على الإطلاق".

وأكمل والد الشهيد قائلا: "لقد دفن أحمد وهو ينزف دما، وهذه دلالة على أن الشهداء أحياء عن ربهم يرزقون، ونحسبه إن شاء الله شهيدا ونسأل الله أن يكون في منزلة الأنبياء والصديقين".

كما وأكد الحاج إبراهيم صيام على ضرورة إحياء ذكرى هبة القدس والأقصى بشكل متواصل وليس كذكرى سنوية وخاصة في هذه المرحلة التي يمر بها المسجد الأقصى وسط تهديدات خطيرة يتعرض لها، حيث قال: "لقد إستشهد أبناؤنا فداء للقدس والأقصى، ونحن اليوم نرى وضع القدس والأقصى وقد إزداد سوء، سواء أكان بالإقتحامات أو التدنيسات المستمرة من المستوطنين، ولذلك يجب علينا أن نحيي ذكرى هبة القدس والأقصى ليس فقط لإحياء ذكرى شهدائنا، بل لننصر القدس والأقصى، وبهذا نحفظ دماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء للقدس والأقصى".

هذا وقد حيا الحاج إبراهيم صيام عدد من الأحزاب السياسية والتي تعمل على إحياء ذكرى هبة القدس والأقصى في نفوس الجيل الصاعد، حيث قال: "لا شك أن جيل الشباب الجديد لا دراية له تامة بقضية هبة القدس والأقصى، وهنا تقع المسؤولية على الأحزاب والحركات السياسية والدينية، وفي الحقيقة هناك بالفعل حركات سياسية تعمل بإستمرار لإحياء هذه الذكرى على مدار العام، كما وأن هناك عدد من المدارس تقوم بفعاليات مميزة والتي تشعرنا نحن أهالي وذوي الشهداء بالفرح، وخاصة لرؤيتنا الجيل الصاعد متمسك ولم ينس قضايا شعبه وقضية استشهاد ثلاثة عشر شابا من الداخل فداء للقدس والأقصى".

التعليقات