قانون "يهودية الدولة" يكرس العنصرية ويغذي الصراع الديني

فجر مشروع قانون "يهودية الدولة" غضب الشعب الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر، حيث تم الإجماع على أن القانون هو عنصري بامتياز ويعزز الفصل والأقصاء للفلسطينيين ويشكل خطرا وجوديا عليهم.

قانون

فجر مشروع قانون 'يهودية الدولة' غضب الشعب الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر، حيث تم الإجماع على أن القانون هو عنصري بامتياز، ويعزز الفصل والأقصاء للفلسطينيين ويشكل خطرا وجوديا عليهم، كما أن القانون يقضي على أي فرصة لأنهاء الصراع أو التوصل لأي تسوية سياسية ويبدد الحلم بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.

وكانت الحكومة إسرائيلية  قد صادق بالأسبوع الماضي، بأغلبية كبيرة، في جلسة سادها التوتر على مشروع قانون أساس 'يهودية الدولة' الذي قُدم من قبل بعض أعضاء الكنيست من اليمين المتطرّف، الأول: من قبل زئيف ألكين (الليكود - بيتينو)، والثاني: من قبل أييلت شاكيد (البيت اليهوديّ) ويريف ليفين وروبريط أليطوف (الليكود- بيتينو)، يؤكّدان ويرسّخان الطابع اليهوديّ- الإثني لإسرائيل: قانون 'القومية' أو 'الوطن القومي' الذي يهدف إلى تعريف إسرائيل كوطن قوميّ لليهود، وينص مشروع القانون على 'أن العبرية هي اللغة الرسمية، واللغة العربية تحظى بمكانة خاصة' (ممّا يعني إلغاء مكانة اللغة العربية كلغة رسمية)، كما ينص مشروع القانون على 'تشجيع البناء اليهوديّ في البلاد دون الالتزام بالبناء للعرب'.

 وفي حديث مع الناشطة عائشة بدير قالت : 'من الممكن أن يكون لي رأي مغاير عن كثير من الناس الذين يرون في القانون له تأثير كبير علينا كأقلية عربية في الداخل ، ممكن أن يكون تأثيره أكبر، ولكن عنصرية اسرائيل واضحة وبارزة وليست بحاجة إلى قوانين لكي تنصها ، القانون هو لتأكيد وتوسيع نطاق العنصرية التي تفرضها السياسة الإسرائيلية علينا ، بشكل عام إسرائيل تعاملنا كمواطنين درجة ثانية ولا أعلم لماذا يتم التعامل مع القانون بهذا التهويل'.

مشارقة: توجه دولة إسرائيل في الطابع الدولة الدينية هو درجة جديدة من الفاشية في العقل الإسرائيلي

بدوره قال الصحفي صالح مشارقة لعرب 48 : 'أولا أنا أعتقد بأن  توجه دولة إسرائيل في الطابع الدولة الدينية هو درجة جديدة من الفاشية في العقل الإسرائيلي، بمعنى أنه يقترح اطاراً دينياً لدولة مليئة في العسكر والصناعات ، ستأخذ شكل جديد من التناقض وهذا يدلل على أن العقل الإسرائيلي والذات الاسرائيلية غير متصالحة حتى مع ذاتها'.

وقبل أن يؤثر هذا القانون على الشعب الفلسطيني سواء في الأراضي المحتلة عام 1948 أو في الأراضي المحتلة عام 1967  يقول مشارقة' سيدخلهم طبقة جديدة من التناقض ، بمعنى أن الدولة الدينية يتطلب شكلاً دينياً مثل دولة الفاتيكان دولة كنائس وارسالات دينية هم غير قادرين على ترجمة هذا لأنفسهم لأنهم مجتمع أخر مختلف غير قادر ليعود إلى الصبغة الدينية ، هذا التناقض سيضر بهم أصلا وسيأخذهم لعقل سياسي يدخل درجة جديدة من الفاشية يعتمد على هويات ماضوية هويات تقليدية لأنشاء دولة حديثة ويدخلون في تناقض ' .

وتابع مشارقة : ' منظومة القانون الدولي التي لا تحترمها إسرائيل ستظل نافذة وستتصدى لكل السياسيات الإسرائيلية التي ستنبني على فكرة أن دولتهم دولة دينية خاصة في اليهود فقط ، أنا برأيي أنهم يغادرون العالم الحديث بشكل خاص وسيصطدمون أكثر في منظومة القوانين الدولية ، لن يجدوا لأنفسهم مكان متوازن بهوية دينية في ظل عالم جديد يعتبر أن الديانة الأممية ديانة حقوق الأنسان وحقوق الفرد هي السائدة ، من هنا أرى أنهم أتى في تناقض لن يفلتوا منه صحيح أنه سيضر في الفلسطينيين، ولكن حسب رأيي من السهل جدا التغلب على هذا الفكر السياسي الذي تدعي إسرائيل أنه جديد وأنا في رأيي أنه يجرهم إلى الماضي وسيخرب عليهم معركتهم السياسية في الداخل والخارج ' .

مشارقة: على السياسيين الإسرائيليين أن يراجعون نفسهم واقتراح قانون القومية أيضا سبب لهم مكانة معزولة في العقل السياسي الدولي

ونوه مشارقة حول تصريحات نتنياهو والتي تنص على أنه يحق لليهود أن يطالبوا في دولة قومية يهودية كما يطالب الفلسطينيين في دولة للقومية الفلسطينية قائلاً : ' أنا برأيي أنه على الضعف الذي يعيشه الشعب الفلسطيني من الناحية السياسية من انقسام وتراجع مؤشرات كثيرة ، لكن الجانب الفلسطيني هذا العام وفي العام الماضي أكثر تماسكاً من عقل نتنياهو ، فهو يعتمد على مجموعة من المصطلحات السياسية التي لا تصمد طويلا المدعومة من شرائح سياسية في إسرائيل قد تتفكك في أي لحظة هذا مؤشر أن المرحلة التاريخية في اسرائيل غير ناجحة كلياً، قد تبدو قوية وقد تبدو منتصرة'.

 ولكنها، يؤكد مشارقة 'لا تأسس لحياة سياسية تراكم وتبني إلى الأمام ، مصطلحاته غير سليمة وفهمه لطلب الفلسطيني في الحرية وإقامة دولة على نصف فلسطين هو فهم يحاول أن يزور فهمه للموضوع كي يظهر أمام وسائل الإعلام في العالم بأن الفلسطينيين هكذا يطلبون ، مع أن العكس صحيح تماما للفلسطينيين على اختلافاتهم وانقساماتهم على الأقل معركة حرية متفق عليها في كل العالم'.

المشكلة لدى الإسرائيلي-بحسب مشارقة- أنه يقترح اقتراحات لا تتصالح مع الفكر السياسي بالعالم ولكنها لا تتحول إلى واقع وأنا برأيي أنه على السياسيين الإسرائيليين أن يراجعون نفسهم واقتراح قانون القومية أيضا سبب لهم مكانة معزولة في العقل السياسي الدولي ' .

  مطر: عمليا كل ما يطرح هو من باب المزاودة السياسية هو يظهر العنصرية في التعامل الفلسطينيين في الداخل أو في الضفة الغربية والقطاع

بدوره قال الأستاذ الجامعي مأمون مطر لعرب 48 : ' عمليا يتمادى الإسرائيليين في تفكيرهم وبدأوا يكشفوا مدى العنصرية التي يفكر بها السياسيين الإسرائيليين ، عمليا كل ما يطرح هو من باب المزاودة السياسية هو يظهر العنصرية في التعامل الفلسطينيين في الداخل أو في الضفة الغربية والقطاع ، هذا التفكير يدل على توجهات مستقبلية ، ليس ظاهرة مؤقتة، وبالتالي عمليا نحن في وجود مثل هؤلاء السياسيين بدأت إسرائيل تنكشف للعالم ومن المتوقع أنه سيتم محاسبتها بشكل أو بأخر ' .

وتابع مطر: 'في السنوات الأخيرة بدأت اسرائيل تتجه نحو اليمين وهنالك حالة عنصرية واضحة في المجتمع الإسرائيلي ، بالرغم من هذه لم تصل إلى مرحلة التغييرات هناك وقعة تغيرات داخل إسرائيل لأن هناك نسبة من الإسرائيليين ذاتهم يرفضون هذا القانون وهنالك صراع داخلي في مواجهة القانون لأنه مرفوض من قبل بعضهم لعنصرية هذا القانون لأنه سيضر في الأنسان والمجتمع الاسرائيلي ' .

التعليقات