كوكب أبو الهيجا: الطلاب يساندون المعلمين ويلتزمون بالإضراب

تشهد المدارس الإعدادية والثانوية اضرابا عاما وشاملا في كافة مدارس البلاد، وذلك احتجاجا على إيقاف برنامج الرحلات المدرسية

كوكب أبو الهيجا: الطلاب يساندون المعلمين ويلتزمون بالإضراب

تشهد المدارس الإعدادية والثانوية إضرابا عاما وشاملا في كافة مدارس البلاد، وذلك احتجاجا على إيقاف برنامج الرحلات المدرسية والمطالبة بتفعيلها مع التحصين الجنائي للمعلمين الذين يطالبون بإعفائهم من المسؤولية عن أمن الطلاب، وذلك في أعقاب مقاضاة بعض المعلمين وتحميلهم المسؤولية عن إصابة ووفاة أحد الطلاب خلال رحلة مدرسية وإعلان منظمة المعلمين عن نزاع عمل مع وزارة المعارف على خلفية ما يعرف بملاءمات 'البجروت' والمطالبة بتحصين المعلم من المقاضاة الجنائية.  

وعبر عدد من الطلاب والهيئات التدريسية عن حقهم باتخاذ الخطوات الاحتجاجية لممارسة الضغط على وزارة المعارف وتحميلها المسؤولية كاملة بكل ما يتعلق بوقف الرحلات وغيرها.

خطيب وأبو الهيجاء: الإضراب من حق الطلاب

وعبّر عدد من طلاب ثانوية كوكب أبو الهيجاء عن آرائهم حول الأمر، وقال الطالبان يزن خطيب ووسام أبو الهيجاء إن 'إعلان الإضراب من حق الطلاب لأن الرحلات مهمة بالنسبة لنا وهي أيضا جزء من تعليم وتثقيف الطلاب'.

واعتبرا أن 'امتناع المعلمين عن الخروج للرحلات أو الفعاليات خارج إطار المدرسة هو من حق المعلمين لأن تحميلهم مسؤولية سلامة الطلاب وتقديمهم للمحاكم هو أمر غير صحيح'.

خليل: لا تعليم وتربية مريحة وسط قلق المعلم وخشيته

واعتبر الأستاذ رياض خليل أن 'القلق والخوف هو قلق مشروع عندما تتوقع أنك ستتعرض للمساءلة القانونية والمحاكم خلال عملك، وأن  هذا التوتر والقلق لا يمكّن المعلم من القيام بواجبه التعليمي والتربوي'.

وأضاف: 'أنا كمعلم لا أعتقد أنه من الصحي تربويا وتعليميا أن أقوم بواجبي ورسالتي عندما أشعر أنني مهدد خلال قيامي بالفعاليات اللا منهجية خارج إطار المدرسة، فقد تواجهني مقاضاة جنائية بالمحاكم مع كل آثارها النفسية والمعنوية والمالية وكذلك المهنية، وبالتالي أعتقد أن الطلاب بإعلان إضرابهم هم متفهمون لذلك ولم يخرجوا بإضرابهم ضد المعلمين، بل ضد الوزارة المطالبة أن تشترك بهذه المهمة وأن تكون هي المسؤولة عن سلامة وأمن الطلاب وتغطية استحقاقاتها المالية والطواقم، وعليها أن تجد الآليات والأدوات البديلة لإعفاء المعلم من هذا العبء الكبير ليتسنى له القيام بدوره التعليمي والتربوي. كذلك لدي تجربة في مجال ملاءمة البجروت فالفقراء من الطلاب هم الضحية الكبرى، لأن هذا الأمر يحتاج إلى مختصين ويحتاج إلى ميزانيات لا تتمكن عائلات الطلاب المستورة من تحمل تكاليفها، والعائلات المستورة لدى العرب هي كثيرة جدا ولا يعقل أن يبقى هذا حكر على أبناء الأغنياء علما أن أبناء الأغنياء لا يحتاجون كثيرا مثل هذه الملاءمات'.

منصور: الطلاب بين مطرقة الوزارة وسندان منظمة المعلمين

أما مدير ثانوية كوكب، الأستاذ يوسف منصور، فاستعرض لـ 'عرب 48' مجمل الأسباب التي دفعت المعلمين إلى إعلان نزاع عمل حول مسألتي ملاءمات البجروت والامتناع عن الخروج في فعاليات لا منهجية خارج إطار المدرسة، وقال: 'لا شك أن الرحلات المدرسية هي أمر هام جدا وهي من حق الطلاب بمعانيها الترفيهية والتثقيفية بالتعرف على معالم البلاد وتاريخها، وهذا حق أساسي لهم، لكن المعلم وقع هو الآخر ضحية المسؤولية الكبيرة التي تلقيها عليه الوزارة، وإن مقاضاة أحد المعلمين جنائيا بالمحاكم على خلفية حادث وفاة أحد الطلاب أرعب المعلمين، وإن خوفهم مبرر ومشروع لأنه ليس هناك من يتحمل هذه المسؤولية التي تتضمن ملفا جنائيا وتكاليف مادية كبيرة، ناهيك عن إمكانية تعرضه للسجن، وبالتالي أعلنت منظمة المعلمين عدم قدرة المعلم على تحمل هذا العبء، وعلى الوزارة أن تجد حلولا في توفير وسائل الوقاية والأمان وتحملها كامل المسؤولية'.

وأضاف منصور: 'لهذه الاسباب وكرد مشروع جاء قرار منظمة المعلمين بإعلان قرارهم بعدم استعدادهم للخروج والمشاركة بفعاليات خارج إطار المدرسة، والمعلمون بهذه الحالة لا يريدون رحلات لأن حقوقهم مهددة، وبالتالي فإن الطلاب هم الضحية، ولكن الأمر متعلق بالوزارة. هذا السبب الأول لإعلان منظمة المعلمين  نزاع عمل، أما السبب الثاني فهو ملاءمات البجروت وهذه إشكالية واسعة وعميقة'.

ولفت منصور إلى أن نسبة الطلاب الذين يعانون من عسر تعليمي على مستوى الدولة ويحتاجون إلى هذه الملاءمات تصل إلى ما بين 28% وحتى 30%، أما عند العرب فنسبتهم أقل، ليس لأنهم أفضل بل لأنه لم يتم إجراء مسح وفحص لهذه الشريحة التي أعتقد أنها شريحة واسعة عند العرب، وذلك بسبب تكلفة هذا الفحص الذي قد تصل إلى 3000 شيكل للطالب الواحد، وبطبيعة الحال فإن الأمر يحتاج إلى ميزانية، وغالبية هؤلاء الطلاب هم من العائلات المستورة وتحت خط الفقر، ومع غياب المختصين وتغطية هذه التكاليف فإن هذه المسؤولية تبقى على كاهل المعلم وإدارة المدرسة دون أن يتقاضوا مقابل ذلك وهذا يثقل على المعلم والهيئات التدريسية'.

التعليقات