43% من النساء العربيات المصابات بسرطان الثدي دون سن الـ50

أكبر خطأ مُرتكب بموضوع سرطان الثدي في المجتمع العربي الاعتقاد السائد أن سرطان الثدي يصيب المرأة ما فوق سن الخمسين، وهذا معطى خاطيء، ذلك أن نسبة 43% من المصابات بسرطان الثدي العربيات هن دون جيل الخمسين

43% من النساء العربيات المصابات بسرطان الثدي دون سن الـ50

الكشف المبكر عن المرض يساعد بالعلاج

أقيمت أمسية توعية بعنوان 'معاً لأجل صحتك' مساء أمس الثلاثاء حول سرطان الثدي وذلك في قاعة 'أشكول بايس' في مدينة شفاعمرو بمشاركة مع جمعيات عديدة، جمعية بكرا أحلى شفاعمرو، جمعية مكافحة السرطان، جمعية الجليل، مؤسسة مريم لمكافحة السرطان وسوبر فارم، وبمبادرة من صندوق المرضى 'مكابي'، وتخللت الأمسية محاضرات عن أهميّة الكشف المبكر عن المرض قدمها الدكتور ريمون منسي، وقدمت الممرضة لينا نجار إرشادات حول كيفية الفحص الذاتي، وتحدثت أخصائية العلاج النفسي البديل، جمانة عابد، وعرضت قصة ذاتية لسيّدة مرت بفترات العلاج حتى الشفاء.

وفي حديث مع الدكتور ريمون منسى والذي أجرى عدة أبحاث على مدار عشرات الأعوام حول مرض السرطان، كشف عن معطى يشير إلى أن سرطان الثدي منتشر عند المرأة العربية دون سن الخمسين أكثر منه عند المرأة اليهودية، وعلى ضوء تلك النتيجة التي توصل إليها من خلال الأبحاث التي أجراها دون هذا المعطى، وفتح عيادات تابعة لصناديق المرضى لفحص سرطان الثدي، وحصل د. منسى على جائزة الدولة عام 1997 جراء بحث قام به على مدار سنوات بمرض سرطان الثدي عند المرأة العربية، وقال 'كنت أول من قال في العام 1998بأنه توجد فوارق بين تصرف سرطان الثدي عند المرأة العربية والمرأة اليهودية، لقد تمكنا في مستشفى العائلة المقدسة من إجراء فحوصات ما بين كل المجموعات الدينية والقومية،الإكتشافات الأولى في بداية 2000 تشير إلى أنه يوجد فارق بمعدل عمر بين المرأة اليهودية والمرأة العربية المصابة بسرطان الثدي بنحو 13 عاما، حيث أن المعدل عند المرأة اليهودية في جيل 65 عاما في حين المعدل عند المرأة العربية 53 عاما ودوّن هذا المعطى الذي قمت باكتشافه في وزارة الصحة'.

'المسبب الأول لوفاة المرأة هو سرطان الثدي'

وتابع قائلا إن 'أكبر خطأ مُرتكب بموضوع سرطان الثدي في المجتمع العربي الاعتقاد السائد أن سرطان الثدي يصيب المرأة ما فوق سن الخمسين، وهذا معطى خاطيء، ذلك أن نسبة 43% من المصابات بسرطان الثدي العربيات هن دون جيل الخمسين، ولكن من جانب آخر يوجد تجاوب كبير مع فحوصات سرطان الثدي، الأمر الذي يعني وجود إمكانية كبيرة للعلاج من المرض، وللأسف فإن العامل الأول لوفاة المرأة اليوم هو سرطان الثدي، ويوجد وعي كبير عند شعبنا ونسائنا لأهمية إجراء فحوصات منتظمة لموضوع سرطان الثدي خاصة لأنه يشكل نسبة 15% من مرض السرطان بشكل عام في العالم، ولكن مفتاح النجاح لمعالجة مرض السرطان ليس اكتشاف الدواء بل اكتشاف السرطان بشكل مبكر، وتجنب سوء الفهم بأن السرطان لا يصيب إلا المرأة في جيل متأخر. هناك إلحاح دائم للمرأة فوق الـ 25 عاما بأن تجري فحصا لسرطان الثدي، ولهذا يوجد تقدم جدي بقضية إنقاذ المرضى من السرطان'.

'الحياة الصحية تحمي من الأمراض'

وذكرت رئيسة جمعية بكرا أحلى لدعم مرضى السرطان وعائلاتهم، فيوليت خوري، أن 'المعطيات الأخيرة التي نسمعها عبر وسائل الإعلام حول تأثير التلوث البيئي في منطقة حيفا خاصة وارتفاع نسبة مرضى السرطان هي معطيات مقلقة، ونأمل أن يتم إتخاذ خطوات للحد من التلوث البيئي، لهذا على جميع الجمعيات تنظيم ندوات وبرامج توعية للتخفيف من إمكانية الإصابة بمرض السرطان. نلاحظ أن نسبة الوعي بارتفاع بما يتعلق بسرطان الثدي، لهذا أنصح باتباع نظام حياة يساهم بجعل حياتنا حياة سليمة صحيا'.

'ارتباط بين الأمراض والعقل الباطني'

وأشارت مديرة مركز إيعاز للعلاج النفسي البديل في الناصرة، جمانة عابد، إلى أن 'مرض السرطان هو آخر محطة يقول بها الجسم للإنسان لقد تعبت من السلبية والضغط والتوتر والحقد الذاتي، حيث أن الجسم يعطي إشارات معينة تشير إلى حالة من التعب ويتم تجاهل هذه الإشارات من قبل الإنسان فتكون العرضة للإصابة بالسرطان، ومهم معرفة أن الأمرض المتعددة متعلقة بالمعتقدات في العقل الباطني، وكل نوع سرطان مرتبط بالمعتقدات الجذرية في العقل الباطني'.

وتابعت: 'نحن نعمل على التصدي لمرض السرطان، وكيف يمكن للإنسان أن يخرج من الاكتئاب والتوتر ليتمتع بالحياة بعد يتجرأ باتخاذ خطوة ذاتية إيجابية تجاه نفسه. يجب أن تكون صحوة للطاقات الإيجابية فهي الأساس لصحة سليمة، وعلينا أن نعود أنفسنا بالتفكير الإيجابي حتى نتمكن من تجاوز كل العراقيل والتصدي للأمراض'.

 

التعليقات