قدّمت الطفلة لينوي سوسان من مدينة حيفا، أمس الأربعاء، دعوى قضائية ضد وزارتي الصحة والبيئة عن طريق المحامي حسام مارون، تطالبهما فيها بتعويض مادي قيمته 2.5 مليون شيقل، وتحمّلهما مسؤولية إصابتها بمرض سرطان الدم (لوكيميا) بعد أن تبيّن أن مسببات المرض الذي أًصابها موجود في الهواء جراء التلوّث البيئي الموجود في خليج حيفا.
وكانت الطفلة أصيبت قبل عامين بسرطان الدم (لوكيميا)، وقامت قبل نحو نصف عام بزرع نخاع شوكي بعد فترة طويلة من المعاناة بين أروقة المشافي والبحث عن نخاع شوكي ملائم.
وقال المحامي حسام مارون، لـ'عرب 48' إن 'الأطباء أكّدوا أن مسببات المرض الذي أصيبت به لينوي، ناتجة عن ملوّثات موجودة في هواء خليج حيفا، وقدّموا وجهة نظر طبيّة للمحكمة تؤكّد ادّعاءنا هذا'.
وأضاف أن 'وجهة النظر هذه، بالإضافة إلى تقرير وزارة البيئة وتقرير مراقب الدولة، تؤكد أن إهمال وزارتي البيئة والصحة في منطقة خليج حيفا على صعيد عدم إجراء الفحوصات الملائمة على عيّنات الهواء، وعلى صعيد توزيع الميزانيات هو سبب إصابة لينوي بالمرض'.
وعن احتمالات كسب الدعوى القضائية، قال المحامي مارون إن 'هذه المعطيات كلّها تؤكد أن إهمال الوزارتين سبب مرض لينوي، وبالتالي هم يتحمّلون المسؤولية الكاملة، ونحن نتوقّع أن احتمالات كسب القضية عالية جداً خاصة وأن الطفلة وباعتراف المؤسسات الحكومية تعاني من عجز بنسبة 175%'.
أمّا والد الطفلة، أمير سوسان، فقال لـ'عرب 48' إن 'لينوي، ومنذ عامين لم تذهب إلى الروضة ولم تخرج من البيت إلا إلى المستشفيات. ومن يتحمّل مسؤولية إصابتها بمرض السرطان وزارة البيئة ووزارة الصحة'.
وأَضاف أن 'العائلة وبمشاركة المشافي والأطباء، بحثوا فترة عام ونصف عن نخاع شوكي في كل العالم، حتى وجدنا واحداً في أمريكا وأحضرناه إلى هنا قبل نصف عام، وحتى بعد زرع النخاع، ما زالت لينوي تقضي ثلاثة حتى أربعة أيام في مشفى 'رمبام' بهدف العلاج ومراقبة الدم. ومن يتحمّل مسؤولية عذاب الطفلة والعائلة التي ما زالت منذ أكثر من عامين بين أروقة المشافي هي وزارة الصحة ووزارة البيئة'.
وتطرّق سوسان إلى إصابة الطفلة بالمرض، وقال إن 'المرض الذي أصاب لينوي خاصة، مسبّباته موجودة في الجو، وسنحارب هذه الظاهرة، وكما تغلّبت لينوي على المرض ستتغلب على إهمال الوزارات بحق أطفالنا وعائلاتنا'.
وكان المراقب العام للدولة، أصدر تقريراً حمّل من خلاله المسؤولية لوزارة حماية البيئة لكونها تقاعست في إنفاذ سلطة القانون ومتابعة أخذ العينات وفحصها من مصادر التلوث المختلفة. وهو ذاته التقرير الذي يستند إليه المحامي مارون في ادّعائه بأن وزارة حماية البيئة هي المسؤولة عن إصابة لينوي بمرض سرطان الدم.
التعليقات