مشروع رياضي ثقافي من يافا إلى قرية الحرم المهجرة

تنظم الهيئة الإسلامية المنتخبة في مدينة يافا، يوم السبت المقبل، نشاطا رياضيا ثقافيا ومسيرة دراجات هوائية من مسجد السكسك إلى مسجد سيدنا علي في قرية الحرم المهجرة في هرتسليا.

مشروع رياضي ثقافي من يافا إلى قرية الحرم المهجرة

عبد القادر أبو شحادة

تنظم الهيئة الإسلامية المنتخبة في مدينة يافا، يوم السبت المقبل، نشاطا رياضيا ثقافيا ومسيرة دراجات هوائية من مسجد السكسك إلى مسجد سيدنا علي في قرية الحرم المهجرة في هرتسليا.

وقال عضو الهيئة الإسلامية المنتخبة، عبد القادر أبو شحادة، لـ'عرب 48'، إن 'الهيئة الإسلامية المنتخبة أعلنت إطلاقها مشروعا جديدا رياضيا وثقافيا في مدينة يافا، حيث سيتم تنظيم رحلة دراجات هوائية باتجاه مسجد سيدنا علي في قرية الحرم بمدينة هرتسليا'.

وأضاف أبو شحادة أن 'المشروع سينطلق يوم السبت القريب وسيكون التجمع في تمام الساعة التاسعة صباحا في مسجد السكسك، وعلى كل من يرغب بالمشاركة أن يكون عمره فوق جيل الـ17 عاما، وبإمكان من هم تحت جيل الـ17 عاما أن يشاركوا في المشروع شرط وجود مرافق لهم، كما يتوجب على المشاركين اصطحاب دراجاتهم الهوائية والتزود بملابس مناسبة وقبعة، ولن يتم السماح بمشاركة الدراجات الكهربائية'.

ويمكن التسجيل في المشروع لدى الناشط عبد القادر أبو شحادة على هاتف رقم 0542048175.

قرية الحرم (سيدنا علي) في سطور

يذكر أن قرية الحرم (سيدنا علي) تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، على بعد 19 كم شمال مدينة يافا، و 15 كم غرب مدينة قلقيلية، و13 كم جنوب غرب بلدة الطيرة- منطقة المثلث. وكانت القرية تابعة لقضاء يافا.

قرية الحرم قرية صغيرة مساحتها 18 دونما، كانت منازلها مبينة بالحجر أو بالطوب، وقريبة بعضها من بعض. وقد أُسسَتْ فيها مدرسة ابتدائية في سنة1921م، بلغ عدد طلابها 68 طالبًا في أواسط الأربعينيات، يعلمهم معلمان، وللمدرسة مكتبة ضمت 132 كتابا. وكان في القرية 110 من الرجال يلمون بالقراءة والكتابة.

كان في هذه القرية عام 1904م 341 نسمة. وفي عام 1922م انخفض عددهم إلى 172 نسمة. وفي عام 1931م ارتفع العدد إلى 333 نسمة لهم 83 بيتا. وفي عام 1945م قدروا بـ 520 نسمة، وكان معظم سكان الحرم من المسلمين. وبلغ مجموع اللاجئين من هذه القرية في عام 1998 حوالي 3704 نسمة.

وكانت الزراعة عماد اقتصاد القرية، ولها أراض زراعية مساحتها 8065 دونما. تسرب منها 4574 دونما لليهود. وزرعت 2096 دونما بالحبوب و137 دونما بالزيتون، وتوفرت فيها المياه لري المزروعات، فزرعت 136 دونما من أراضي القرية بالحمضيات والموز، و256 دونما مزروعة بالبساتين المروية. بالإضافة إلى الزراعة اهتم سكان القرية أيضا بصيد السمك.

ونتيجة لأعمال العنف التي كانت تقوم بها قوات 'الهاغاناة' الصهيونية ضد العرب الفلسطينيين، وقتل أبناء عائلة الشوبكي المجاورة للقرية، دب الرعب والخوف بين سكان القرية، واضطروا إلى مغادرتها والرحيل عنها، خوفا من هجوم صهيوني وشيك على القرية، واحتلت قوات 'الهاغاناة' القرية بتاريخ 12/4/1948م، وقامت بهدمها وتشريد أهلها البالغ عددهم عام 1948م حوالي 603 نسمة، وأقاموا على موقعها مستعمرة 'رشف' التي تعتبر اليوم ضاحية من ضواحي مدينة هرتسيليا.

وكانت قد بُنيت على الحدود الشمالية لأراضي القرية مستعمرة 'ريشبون' في سنة 1936، وفي سنة 1937 أنشئت 'كفار شمرياهو' إلى الجنوب الشرقي من أراضي القرية.

ومن العائلات الفلسطينية التي عاشت على ثرى قرية الحرم (سيدنا علي) حتى عشية النكبة عام 1948م: عائلة أبو زهرة، أبو إرحيم، القرم، الدلو، النبريصي، أبو قنديل، أبو نمر، أبو سلام، دار جبر، أبو رأس، آل عودة، أبو حيش، ياسين، عبد الرازق، عنبص، أبو غالي، أبو عبية، الشرقاوي، القصاص، الطنايب، بدوي، المشعلجي، القاسم، هاشم، شحادة، مرعي، زهران، اليوسف، إزدودي وأبو ربحي.

ومن هذه العائلات التي لجأت إلى قلقيلية وأقامت فيها بصفة دائمة: عائلة الدلو وعائلة النبريصي، ولهم ديوان خاص بهم في حي النقار- قلقيلية. أما عائلة القرم فقد لجأ قسم منها إلى قلقيلية، وأقاموا في حي شريم، لكن لم يطل بهم المقام حتى غادروها إلى الأردن والسعودية، قبل أواسط الستينات من القرن الماضي. أما باقي عائلات قرية الحرم فقد أقامت في قرى منطقة المثلت، وطولكرم والمخيم، ونابلس والمخيم، ومنهم من غادر إلى الأردن. وكان المرحوم الحاج عبد الكريم عبد الفتاح أحمد القرم، آخر مختار لقرية الحرم حتى عشية النكبة عام 1948م، وكانت عائلته من أشهر عائلات القرية وأغناها، وتمتد هذه العائلة في جذورها إلى شبه جزيرة القرم في أوكرانيا.

ومن عائلات قلقيلية التي أقامت في قرية الحرم حتى حلول النكبة عام 1948م، عائلة الحاج محمد شاكر زهران وأولاده (الحاج شاكر زهران وأخيه الحاج محمود زهران)، وهم من صميم عشيرة آل زهران في قلقيلية، وقد عملوا في قطاع البناء لأكثر من 40 عاما.

كل ما تبقى اليوم من قرية الحرم هو المسجد والمقام، والأسس المهدمة لبعض منازل القرية، وعدة منازل يسكنها اليهود، ومقبرة مهدمة تبرز فيها بعض القبور المتناثرة هنا وهناك، وتشرف المقبرة المتهدمة على البحر، وتستخدم موقفا للسيارات.

التعليقات