سياسة الصمود: تسيس الحياة اليومية للنساء الفلسطينيات

أقامت جمعية السوار، الجمعة، ندوة تحت عنوان "سياسة الصمود: تسيس الحياة اليوميّة للنساء الفلسطينيات"، بمقرّها في حيفا، استضافت خلالها الباحثة الفلسطينية د. سماح صالح، رئيسة قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس.

سياسة الصمود: تسيس الحياة اليومية للنساء الفلسطينيات

أقامت جمعية السوار، الجمعة، ندوة تحت عنوان 'سياسة الصمود: تسيس الحياة اليوميّة للنساء الفلسطينيات'، في مقرّها في حيفا، استضافت خلالها الباحثة الفلسطينية د. سماح صالح، رئيسة قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة النجاح الوطنية في نابلس.

أقيمت الندوة بالتزامن مع ذكرى النكبة التاسعة والستين ومع إضراب أسرى الحرية والكرامة.

تناولت الباحثة صالح، خلال مداخلتها، شهادات الأسيرات الفلسطينيات السياسيات حول تجربتهن في المعتقلات وحياتهن اليومية في المجتمع بعد هذه التجارب.

وبحسب صالح، فتجربة الاعتقال السياسي التي تعيشها النساء الفلسطينيات تشكل تجربة سياسية اجتماعية مركّبة ومعقّدة، حيث الرقابة المزدوجة من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الأبوي المحافظ.

 فمن ناحية أولى، قالت صالح: 'نجد أن للنساء الفلسطينيات تجربة نضالية مميزة داخل الاعتقال، تحت ضغط الحرمان والعزلة التامة. نراهن نجحن في خلق الجوّ السياسي والمقاوم في مواجهة المحتلّ والسجّان، وصمدن في مواجهة كلّ الضغوطات والظلم. إلى جانب ذلك، وضعت تجربة الاعتقال المرأة تحت مجهر المراقبة السلوكية من قبل المجتمع الأبوي، الذي يظهر خوفاً وقلقاً كبيرين ودائمين من المرأة وجسدها، فتتحمل المرأة العبء الأكبر لتؤدي الدور المتوقع منها كأسيرة سياسية، بينما تمتثل لما هو متوقع منها من قبل حزبها السياسي ومحيطها الاجتماعيّ'.

وأضافت الباحثة: 'تعيش الأسيرات الفلسطينيات نظم مراقبة مختلفة داخل الاعتقال، بدءاً من مراقبة وتفتيش دائمين لتفاصيل حيواتهن اليومية، وصولاً إلى المراقبة الخارجية المتمثلة بمتابعة بنى المجتمع الفلسطيني الأبوي لتفاصيل حياة الأسيرات اليومية وعلاقاتهن السياسية وسلوكياتهن المختلفة. على الرغم من كلّ هذه القيود والمراقبة المستمرة، إلا أن النساء يسعين دائماً إلى مقاومة نظم المراقبة المختلفة، وخاصة تلك المتعلقة بإدارة السجون'.

وقالت إن 'حياة الأسيرات الاجتماعية تتمثّل بصلابة الانضباط، فوعي النساء الدائم إلى أنهن مراقبات بصورة مستمرّة، يشكّل أفعالهن، سواءً النفسية أو الجسدية. مع الوقت، يصبح نظام المراقبة جزءاً من حياتهن اليومية داخل السجن، ويصبح شيئاً طبيعياً ضمن النظام الخاص المفروض عليهن من قبل إدارة السجن أو ذاك الذي تفرضه عليهن طبيعة أسرهن كسياسيات'.

تجدر الإشارة هنا الى أن عدد الأسرى الحالي في سجون الاحتلال هو 6500 أسير وأسيرة. عدد الأسيرات 57 أسيرة من بينهن 13 قاصر.

التعليقات