جامعة أمسترادم تمنع محاضرة لعبد الفتاح بضغط اللوبي الصهيوني

عبد الفتاح: نرى عواقب الانشقاف المحزنة في الحركة الوطنية الآن في مستوى التضامن والإسناد المتدني لأسرى الحرية الفلسطينيين الذين يخوضون أقسى المعارك، دون أن يحظوا بدعم شعبي حقيقي

جامعة أمسترادم تمنع محاضرة لعبد الفتاح بضغط اللوبي الصهيوني

أقدمت إدارة جامعة أمستردام، تحت ضغط اللوبي الصهيوني، على منع تنظيم محاضرة سياسية كان من المفترض أن يلقيها الأمين العام السابق لحزب الجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، في أوائل هذا الأسبوع، في إطار جولة محاضرات ولقاءات في هولندا، عن واقع نظام الأبارتهايد الإسرائيلي ضد فلسطينيي الـ48، وعن الإجراءات القانونية التي تهدف إلى تكريسه وترسيخه دستوريا. وبررت إدارة الجامعه، في ردها الرسمي على طلب الجبهة الداعية والمنظمة الهولندية 'طلاب من أجل العدالة في فلسطين' أن رفضها جاء بسبب ما أسمته 'الانتماء السياسي للمتحدث'، دون توضيح ذلك.

واضطرت المنظمة الطلابية إلى تنظيم المحاضرة في قاعة بعيدة وخارج حرم الجامعة، مما حرم طلابا كثيرين من المشاركة. مع ذلك أكدت المنظمة الطلابية، على لسان أحد قادتها، ثوماس هوفلاند، أنها لن تخضع لضغوط اللوبي الصهيوني وستواصل، إلى جانب منظمات هولندية أخرى، حمل رسالتها الإنسانية، وتنظيم النشاطات التي تصب في التثقيف على أهمية العدالة في فلسطين والعالم.

هذا وكان عبد الفتاح قد تلقى دعوة من عدة منظمات فلسطينية وهولندية لجولة محاضرات ولقاءات، في مناسبة ذكرى النكبه، تناول فيها واقع القضية الفلسطينية مركزا على مكانة ودور فلسطينيي الـ48، واللاجئين في الشتات والمهاجر، في إطار المشروع الوطني الفلسطيني، الذي قال عنه إنه يجري إعادة تشكله من تحت ضمن صيرورة لا يراها الكثيرون بسبب الأزمة الحادة والكارثية التي تعيشها الحركة الوطنية الفلسطينية.

كما التقى السفيرة الفلسطينية السيدة روان أبو يوسف، في مقر السفارة، برفقة الناشط القديم ومنسق 'مجموعة عائدون' الأستاذ رجا ذيب، والناشط الفتحاوي السابق ماجد صالح.

وقد دار حوار مع السفيرة حول الوضع الفلسطيني، وحول دور السفارة تجاه الجالية الفلسطينية، التي يقدر عددها بـ 30 ألفا، والتي تشمل بضعة آلاف من اللاجئين الفلسطينيين الذين اضطروا إلى ترك مخيمات سورية مؤخرا.

وقال عبد الفتاح: '' رغم ملاحظاتي الكثيرة على دور السفارات الفلسطينية في الخارج، ورغم انتقادي لنهج السلطة الفلسطينية التي توجه هذه السفارات، إلا أنني أعتقد أنه من الضروري تذكير السفراء بالواجب الوطني، والضرورة السياسية بأن تكون قضية فلسطينيي الـ48 جزءا مذوتا في وعي السفراء حين يقابلون الهيئات الحكومية الرسمية، باعتبارهم جزءا من الصراع، وباعتبارهم يخضعون لنظام أبارتهايد مقنع ومراوغ، وهو في الحقيقه، وحسب ما لمست في جولاتي السابقه، لا يتم هذا الأمر'. وأضاف أن اللقاء كان وديا، وتم تبادل المعلومات ووجهات النظر بكل ما يتعلق بواقعنا، وبدور السفارة في هولندا.

وأضاف 'أيضا أعتقد أنه في حملتنا الإعلامية كفلسطينيين وكسفارات وكبعثات، في الخارج، يشكل عرض واقع العلاقة القائمة بين دولة إسرائيل وفلسطينيي الداخل، كونها علاقة تمييز وعنصرية وملاحقة سياسية وسرقة أراض، تمارسها دوله تدعي الديمقراطيه تجاه جزء كبير من مواطنيها لكونهم ليسوا يهودا، أي أصحاب الأرض والوطن، سلاحا إعلاميا قويا، لكونه يفضح أكثر من غيره الوجه الحقيقي لإسرائيل، ويساهم في رفد حملة المقاطعة'.

وفي لقاء موسع لنشطاء وممثلي الجالية الفلسطينية، من كافة التيارات السياسية إضافة إلى المستقلين، والذي أداره الأستاذ رجا ذيب، تحدث عبد الفتاح بإسهاب عن تجربة فلسطينيي الـ48، في إطار حديثه عن العلاقة مع كافة تجمعات الشعب الفلسطيني، وعن ضرورة تطوير العلاقة الوطنية والثقافية والسياسة بين كافة هذه التجمعات في مواجهة التشرذم والفشل والعجز، وفِي مواجهة تآكل وحدة القضية والرواية ومفردات التحرر الوطني. وقال: 'لقد بتنا جميعا مره أخرى واقعين تحت نير نظام استعمار وفصل عنصري واحد متعدد الأوجه والأشكال'.

وأشار عبد الفتاح إلى ظاهرة الانقسام المستمرة في الحركة الوطنية الفلسطينية والمنعكسة في جميع الجاليات الفلسطينية في أوروبا وأميركا، و'التي نرى عواقبها المحزنة الآن في مستوى التضامن والإسناد المتدني لأسرى الحرية الفلسطينيين الذين يخوضون أقسى المعارك، دون أن يحظوا بدعم شعبي حقيقي، وبإهمال مقصود ومستهجن من أصحاب القرار الرسمي'، كما قال.

وقال الأستاذ رجا ذيب، الذي أدار الاجتماع والمستمر في نشاطه، وهو الذي لجأ مؤخرا إلى هولندا مع عائلته بعد اعتقاله عدة مرات من أمن النظام السوري: 'نحن لا نستطيع التوقف عن أداء واجبنا تجاه قضية اللاجئين، وهي جوهر القضية الفلسطينية، وهي التي توحد كل الفلسطينيين'.

وأضاف ذيب 'رغم مواقفي السياسية المعروفة مما يجري في سورية وغيرها فإني أفضل ألا نقع هنا، في الخارج، ضحية الاستقطاب المدمر في سورية وفِي الساحة الفلسطينية، وأن نتجنب ما يمكن أن يعيق النهوض بالعمل الفلسطيني المشترك، مثل مساندة الأسرى، والتأثير والضغط على صانعي القرار وعلى المؤثرين على الرأي العام في هولندا وغيرها حيث ينشط اللوبي الصهيوني. دعنا نأخذ تجربة إخواننا في منطقة الـ48 مثالا على القدرة على العمل المشترك، في مواجهة عدو مشترك، وهي تجربة غنية جدا لا بد من التعمق فيها، والتي عبر عنها الأستاذ عوض عبد الفتاح، وهو أحد أبرز قادة العمل آلوطني في الداخل، وأحد الناشطين الفلسطينيين في إطار الجهود غير الرسمية لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني'.

التعليقات