"المتابعة" من طبرية: مسجد البحر معلم فلسطيني وسنتصدى لمخطط البلدية

عقدت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، اليوم الثلاثاء، اجتماعا استثنائيًا، فوق مسجد البحر في طبرية، وذلك في إطار التصدي لمساعي بلدية طبرية، لتحويل المسجد التاريخي إلى متحف، حيث بحثت اللجنة سبل التصدي لمخططات المصادرة والتهويد.

(عرب 48)

عقدت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، اليوم الثلاثاء، اجتماعا استثنائيًا، فوق مسجد البحر في طبرية، وذلك في إطار التصدي لمساعي بلدية طبرية، لتحويل المسجد التاريخي إلى متحف، حيث بحثت اللجنة سبل التصدي لمخططات المصادرة والتهويد.

وخلال زيارة وفد لجنة المتابعة لمسجد البحر، رفع عضو لجنة المتابعة، محمد كناعنة، الأذان من مأذنة المسجد، وأقيمت الصلاة فوق سطحه.

وسرعان ما حضرت قوات كبيرة من الشرطة برفقة رئيس بلدية طبرية، رون كوبي، الذي هدد أمام الجميع بأن جزءًا من المكان سيحول إلى متحف، زاعمًا أنه "ملك لدولة إسرائيل".

وحذر رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، بلدية طبرية، من الإقدام على أي خطوة تُغير من وضع المسجد، وأكد على الحق الطبيعي في ترميمه والصلاة فيه، وشدد على أنه "معلم فلسطيني عرب إسلامي خالص".

واستعرض رئيس مجلس البعينة نجيدات، منير حمودة، خلال الزيارة، أحداث عام 2000 التي شهد أول محاولات بلدية طبرية لتحويل المسجد إلى متحف، حيث تصدى لها الأهالي.

وأوضح حمودة أن أهالي القرى العربية المحيطة نفذوا دوريات حراسة لمنع الاعتداء على المسجد، إلى أن تم الاتفاق على الحفاظ على الوضع القائم، مؤكدًا أن "بلدية طبرية تنقض العهود التي أبرمت معها وتحاول مجددا فرض أمر واقع جديد، وهو ما يستوجب وقفة صريحة لحماية المسجد".

بدوره، كشف رئيس مجلس المحلي في طرعان، مازن عدوي، عن محادثة أجراها مع رئيس بلدية طبرية، والنية لعقد اجتماع مشترك، يوم الأحد المقبل، لبحث هذه القضية، في محاولة لثنيه عن تنفيذ مخططه، في محاولة لحماية المعلم الفلسطيني التاريخي في مدينة طبرية.

من جهته، قال رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة، الشيخ كمال خطيب، إن "هذا المسجد هو وقف إسلامي خالص، وحقنا ترميمه والصلاة فيه، فدور العبادة اليهودية تحفظ في البلاد الإسلامية، بينما تواصل إسرائيل إمعانها في انتهاك الأوقاف والمقدسات الإسلامية".

في حين، قالت النائب، د. يوسف جبارين: "هي معركة متواصلة، وليست فقط هنا في طبرية، وإنما على كل المقدسات الإسلامية، التي جمدت منذ عام 1948 ووالتي تواجه حملة منظمة"، وأوضح أن السلطات "يبحث عن الفرصة السانحة لتحويل الأوقاف الإسلامية إلى مشاريع تهويدية مختلفة".

وتابع أنه "لن نسمح بأن يتم تحويل المسجد إلى أي شيء، سيبقى مسجدًا ووقفا إسلاميًا، والمتحف هي ذريعة للسيطرة على المسجد، في سيناريو مشابه لمسجد بئر السبع الكبير".

وقال رئيس القائمة العربية الموحدة والقيادي في الحركة الإسلامية، د. منصور عباس، إن "إسرائيل تصر على استمرار سيطرتها على الأوقاف الإسلامية. منع المسلمين من الصلاة في هذا المسجد هو اعتداء فظ على حرية العبادة، وهذا نهج قائم في الكثير من المدن والقرى العربية، التي تم السيطرة عليها، وعلى إسرائيل أن ترتدع عن نهجها العدواني هذا".

فيما قال كناعنة إن "محاولة بلدية طبرية تأتي ضمن حملة واسعة ومستمرة للسيطرة على كل معلم فلسطيني في هذه البلاد، هذا المسجد وهذه المدينة هي أراض فلسطينية، هُجر أهلها قسرا ويجب بذل كل ما يمكن للحفاظ على المسجد".

وتم تفويض كل من رئيس مجلس طرعان، مازن عدوي، ورئيس مجلس البعينة نجيدات، منير حمودة، ورئيس بلدية عرابة، عمر نصار، رئيس مؤسسة "ميزان" لحقوق الإنسان، المحامي عمر خمايسي، النائبين مسعود غنايم ويوسف جبارين، لعقد لقاء مع رئيس بلدية طبرية، الأحد المقبل، لحماية المسجد، وعلى ضوء الاجتماع، تبحث المتابعة اتخاذ خطوات لاحقة.

وأكد بركة أن "أي انتقاص من جامع البحر وتبديل على حاله كدار للعبادة مخصص للمسلمين، لن يقبل أبدا، ولذلك بعد اجتماع الأحد القريب، ما لم يتم التوصل لحل، ستنطلق الفعاليات الجماهيرية للحفاظ على المسجد، بدء من يوم الجمعة بعد المقبل، وعلى رئيس بلدية طبرية تحمل المسؤولية، هذا المسجد سيبقى مسجدًا إسلاميًا فلسطينيًا طبراويًا، لا بل وسنطالب بإعادة افتتاحه للصلاة".

 

التعليقات