*يوم دراسي مع مسؤولات الملف في السلطات المحلية
نظم "كيان- تنظيم نسوي"، مؤخرًا، بالتعاون مع مركز مساعدة ضحايا الاعتداءات الجنسية - حيفا، يوما دراسيا استهدف المسؤولات والمسؤولين عن منع التحرش الجنسي في السلطات المحليّة، حيث حضر اللقاء عدد من المسؤولات والمسؤولين في السلطات المحلية إلى جانب عدد من المختصات لمنع الظاهرة في عدد من المؤسسات منها جامعات.
وهدف اليوم الدراسي، الذي جاء تحت عنوان "نحو سلطات محلية خالية من التحرش"، ونظم في مكاتب جمعية "شتيل"- حيفا، بدعم من السفارة الأميركية، إلى تعميق التواصل مع المسؤولات عن منع التحرش الجنسي، وذلك بغية تقديم الدعم المهني والمعنوي لهن، والمساهمة في تمكينهن من أداء وظيفتهن وفقا للقانون، بما في ذلك، تلقى التوجهات والشكاوى ومعالجتها بشكل موضوعي ومهني.
كما هدف إلى متابعة العمل لتطوير ومنهجة عمل منتدى المسؤولات، الذي عمل "كيان" على مأسسته، والذي من شأنه أن يوفر حيزا آمنا لتبادل المعرفة والخبرات وتوفير الدعم اللازم بشكل دائم.
وتطرق البرنامج إلى القضايا والتجديدات في المسار القضائي فيما يتعلق بعمل المسؤولات عن منع التحرش الجنسي في السلطات المحلية، كما تناول موضوع الفجوات الجندرية والثقافية في سوق العمل، وتأثيرها على التحرش الجنسي، إضافة إلى عرض نتائج أولية للمسح الذي باشر "كيان" بإجرائه من أجل تحديد الاحتياجات والتحديات التي تواجهها المسؤولات عن الملف.
وقام تنظيم "كيان" خلال اليوم الدراسي بعرض آخر التطورات في موضوع منع التحرش الجنسي في أماكن العمل، حيث عرض توصيات اللجنة القومية لمناهضة التحرش في أماكن العمل، التي قدمت مؤخرًا وشارك "كيان" فيه كعضو فعالة.
وتم التوضيح على أنّ التوصيات وإن كانت جيدة وتساهم بشكل فعلي برفع الوعي المجتمعي لخطورة الظاهرة، وتعزيز عمل مسؤولين منع التحرش الجنسي في أماكن العمل إلا أنّ الموضوع ليس بالكافِ وهنالك حاجة إلى العمل في الحقل أكثر لمواجهة الظاهرة، خاصةً في المجتمع العربي الذي لا زال يعتبر موضوع التحرش والمذنب فيه المرأة دون محاسبة المتحرش!
بدورها، تحدثت مديرة قسم التوعية من مركز "مساعدة ضحايا الاعتداءات الجنسية"، ميخال غولدين، عن العمى الجندري والثقافي، مؤكدة أنّ هنالك حاجة إلى العمل على فرض ثقافة تنظيمية آمنة للمرأة وتحترمها.
ووجهت رسالة إلى مسؤولات التحرش مؤكدة على أهمية أنّ يوفرن أذنا صاغية للموظفات، كما يسهلن طرق التواصل معهن مما يدعم أكثر الموظفات.
وفي تعقيبٍ حول الموضوع، قالت مركزة المشروع في "كيان"، زينب ذياب، إنّ "كيان" من المؤسسات العربية الأولى التي تابعت موضوع التحرش الجنسي في أماكن العمل وعملت على مواجهته بكافة الطرق، سواءً التوعوية أو من خلال طرق أبواب حكومية تعنى بالموضوع.
وأشارت إلى أنّ "كيان" نظم سابقًا عددا من الورشات التي استهدفت موظفين في عدد من المؤسسات، ليس فقط في السلطات المحلية، آملا في محاولة مواجهة الظاهرة وتعزيز عمل الطواقم، خاصة النسائية، للتعامل معها بالشكل الصحي والسليم.
وأوضحت أنّه إضافة إلى الجانب التوعوي عمل "كيان" في مجال المرافعة، ومحاولة إجراء تعديلات على قانون منع التحرش الجنسي في أماكن العمل، والذي ورغم أهميته إلا أنه يمس بمكانة هذه الوظيفة حيث لا يمنح المسؤولات وظيفة محددة وكاملة في المجال، إنما يفتح الباب للسلطات المحلية أن توظف أي موظفة في المجلس، تعمل في وظيفة أخرى، لتكون مسؤولة على الملف، مما يلقي مهام أضافية عليها قد لا تمنح الوقت والاهتمام الكافي لمحاربة الظاهرة.
كما ذكرت بتعامل المحاكم مع الدعاوى في المجال، مشيرةً إلى أنّ معظم الشكاوى تم إسقاطها من خلال جلسات التجسير بين المشغل والضحية والتي أبدت خلالها الضحية مخاوف من فقدان عملها ومصدر الرزق لها.
يذكر أن العمل على محاربة الظاهرة مستمر على مدار أيام السنة، بما في ذلك مواصلة تفعيل "خط الدعم" لتقديم الاستشارة والدعم القانوني اللازم.
التعليقات