والد الشهيد طه لـ"عرب 48": "إغلاق ملف القضية يضفي شرعية على قتل العرب"

أكد والد الشهيد محمد طه من كفر قاسم، المربي محمود طه، عدم ثقته بتحقيقات النيابة العامة والشرطة المتعلقة بملف جريمة قتل نجله، برصاص حارس مركز الشرطة في كفر قاسم

والد الشهيد طه لـ

والد الشهيد طه يحمل صورة ابنه (أرشيفية - تصوير: "عرب 48")

أكد والد الشهيد محمد طه من كفر قاسم، المربي محمود طه، عدم ثقته بتحقيقات النيابة العامة والشرطة المتعلقة بملف جريمة قتل نجله، التي وقعت في الخامس من حزيران/ يونيو 2017، برصاص حارس مركز الشرطة في كفر قاسم، مشددا على أن "إغلاق ملف القضية يعطي الشرعية لقتل المزيد من المواطنين العرب".

وبعد عامين ونصف العام على الجريمة التي أدت إلى استشهاد محمد طه، لا تزال هناك العديد من الأسئلة المعلقة دون أجوبة، تحوم حول تفاصيل التحقيقات الجارية في ملف القضية، وتفاصيل الجريمة ذاتها.

والد الشهيد، المربي محمود طه (عرب 48)

وكانت وزارة القضاء الإسرائيلية قد أفادت أمس، بأن قرار النيابة المتعلق بملف الشهيد طه، سيصدر وسيتم الإعلان عنه حتى نهاية الشهر الجاري، أي خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك في رسالة أتت ردا على استجوابات تقدم بها النائب عن القائمة المشتركة، د. يوسف جبارين.

وفي حديث لـ"عرب 48"، يؤكد والد الشهيد، المربي محمود طه (56 عاما)، أنه "من غير المنطقي أن الشرطة والنيابة، وهم جزء لا يتجزأ من الجريمة، يحققون مع أنفسهم"، وتساءل: "أين المصداقية؟ وكيف سيأخذ التحقيق مجراه الطبيعي السليم؟".

الشريط المصور

ويشير والد الشهيد إلى أن تفاصيل كثيرة لا تزال غامضة في ملف التحقيق وتفاصيل الجريمة. وفي ما يتعلق بمجريات التحقيق، قال طه: "هنالك أسئلة كثيرة لم نلق لها الإجابات الشافية، الشرطة تفرض ضبابية تامة حول التحقيق، كل هذه الفترة لم تسلمنا الشرطة أية تحقيقات، علما بأنه من حقنا الاطلاع عليها".

مكان استشهاد طه غداة ارتكاب الجريمة (أرشيفية - عرب 48)

ولفت إلى أن "الشرطة ترفض أن تسلمنا الشريط المصور للجريمة، مع العلم أن الجريمة وقعت تحت كاميرات المراقبة التابعة لمحطة الشرطة، والشريط يظهر بوضوح كيف وقعت الجريمة. طالبنا في مرارا الحصور على الشريط، إلا أننا في كل مرة نقابل بالرفض، وهذا يثير الشكوك الكبيرة حول مصداقية التحقيق".

شكوك حول التقرير الطبي

وشكك طه في رواية الشرطة والتقرير الطبي الذي أصدره معهد التشريح الطبي في ‘أبو كبير‘، وجاء فيه أن الشهيد قتل من شظايا رصاصة، وأوضح طه أنه "لا نصدق رواية التقرير الطبي ولا الشرطة، كل الشهادات تشير إلى أن المرحوم محمد قتل برصاص مباشر، وأنه أطلقت عليه على الأقل 3 رصاصات من مسافة قريبة، تجري عملية تمويه للحقيقة من قبل السلطات".

وأكد أنه "لن نصمت عن حقنا بمحاسبة المجرمين وكل الضالعين بالجريمة، سوف نستخدم كل الوسائل المتاحة، حتى إذا كلفنا الأمر أن نعيد تشريح جثة الشهيد محمد من جديد، واللجوء إلى المحكمة العليا".

إغلاق الملف يضفي شرعية غلى قتل العرب

وأضاف أن "العائلة لا زالت تعاني منذ وقوع الجريمة، الجرح والألم يلازماننا حتى يومنا هذا، لم أدخل بيت المرحوم منذ عامين ونصف إلا في هذا الأسبوع، قلبي لا يطاوعني دخول منزله دون أن أراه".

وأوضح أنه "لم نتلق الدعم الكافي لا من المسؤولين ولا من المؤسسات القريبة ولا من السلطة المحلية، تُركنا وحدنا في هذه المعركة. ما زاد من معاناة والدته، محمد من المفروض أن يكون ابنا للجميع وليس فقط لعائلة طه".

وفي ختام حديثه، قال طه: "ابني قتل بدمٍ بارد أمام الجميع، وكل الشهادات تشير إلى ذلك، وها نحن على أعتاب إغلاق الملف دون تقديم المجرم إلى العادلة، هذا الملف كغيره، إذا ما تم إغلاقه من دون معاقبة المجرم، سوف يعطي شرعية قضائية للسلطات الإسرائيلية، بقتل المزيد من المواطنين العرب بلا رادع".

التعليقات