جولة قضائية يائسة: عائلة القرعان تصارع للاحتفاظ بأرضها

نظرت المحكمة المركزية في بئر السبع، السبت، في الاستئناف الذي قدمته عائلة القرعان من النقب الغربي ضد سلطة أراضي إسرائيل، بهدف تثبيت ملكيتهم لأرضهم الواقعة في قرية تل عراد مسلوبة الاعتراف، في ظل ملاحقات السلطات الإسرائيلية ومخططات السلب والتهجير المحدقة.

جولة قضائية يائسة: عائلة القرعان تصارع للاحتفاظ بأرضها

منظر عام لأراضي القريعان في تل عراد ("عرب 48")

نظرت المحكمة المركزية في بئر السبع، الأحد، في الاستئناف الذي قدمته عائلة القرعان من النقب الغربي ضد "سلطة أراضي إسرائيل"، بهدف تثبيت ملكيتهم لأرضهم الواقعة في قرية تل عراد مسلوبة الاعتراف، في ظل ملاحقات السلطات الإسرائيلية ومخططات السلب والتهجير المحدقة.

ورفعت العائلة الدعوى بعد قرار سابق للمحكمة المركزية في بئر السبع الصادر بتاريخ 20 شباط/ فبراير الماضي، القاضي بمصادرة أرض العائلة القاطنة في قرية تل عراد مسلوبة الاعتراف. وكان القرار قد صدر عن المحكمة المركزية في بئر السبع بشكل أحادي الجانب دون حضور أصحاب الأرض.

ويهدد قرار المحكمة مئات الدونمات السكنية والزراعية، التي سكنتها عائلة القرعان منذ أزمان بعيدة، ووثقوا ملكيتهم لها بالأوراق العثمانية ومستندات من عهد الانتداب البريطاني، وفقًا لرواية العائلة.

وقدمت الدعوى باسم قرابة 49 شخصًا من عائلة القرعان ضد ممارسات سلطة أراضي إسرائيل، سعيًا منهم إلى تثبيت ملكيتهم للأرض، ومثل الشيخ علي القرعان، العائلة أمام قاضي المحكمة المركزية في بئر السبع، يعكوف دنينو.

الشيخ علي القرعان

وفي حديث لـ"عرب 48"، كشف الشيخ القرعان أن سلطة أراضي إسرائيل نفسها التي تحاول سلب الأرض عبر المسار القضائي، كانت قد توجهت للعائلة القرعان في العام 1972 ومارست ما وصفه بـ"اللعبة القذرة"، حيث سجلت أسماء أصحاب الأرض وأحصت الدونمات بزعم تسجيل ملكيتهم لها كما صرحت سابقًا ومن ثم توضح عكس ذلك.

وأضاف الشيخ القرعان: "يدعون أن أرضنا أرض موات (أرض مهملة ومتروكة دون ملكية خاصة) وهذا غير صحيح، أرضنا تمت زراعتها واستخدامها منذ حكم الأتراك ولدينا وثائق تثبت ذلك".

وتابع "يحاولون سلبنا الأرض وهي السبب الوحيد لبقائنا هنا، من يدعي أننا جئنا من مكان آخر فليثبت ذلك، ونحن مستعدون للرحيل إذا كان لديهم إثبات واحد على ذلك، السلطات لا تريد الأرض لغاية معينة تريد فقط طردنا منها".

وأضاف القرعان "كنا هنا في زمن العثمانيين، وكانت أرضنا مزروعة على الدوام، نعيش منها ونحصدها، الأرض ليست لنا ولا لهم، الأرض لله، ونحن عشنا فيها ولن نتنازل عنها".

وعن جلسة الاستئناف قال القرعان: "القاضي لم يسمح لنا بالحديث، شعر أننا محقون أكثر من الادعاء ولا يريدنا أن نظهر حجتنا".

واستطرد "ما أعرفه أن القاضي وجب أن يكون طرفًا محايدًا ويسمع جميع الأطراف ويحكم بالعدل ولكن هذا لم يحدث، القاضي هو من واجهني وليس الطرف الآخر، وهذا دليل على نقص العدل، لا أعول على القضاء الإسرائيلي ولا نثق به كأصحاب أرض".

وفي ختام حديثه، أوصى الشيخ القرعان "بالتكاتف ووحدة القرار، الأرض ليست لشخص واحد ومصيرنا مشترك وحتى أصحاب النفوس الرديئة الذين يريدون بيع الأرض نحن علينا شراؤها منهم، الملك ملك الله، وعلينا العمل الجماعي معًا للحفاظ على ما تبقى".

التعليقات