شقيقة المغدورة زيادات: "الخوف ملأ حياتها وقاتلها يستحق أقسى العقوبات"

وقالت شقيقة الضحية، أمل عباس، في حديث لـ"عرب 48"، إنها "واثقة تماما بأن جثة شقيقتها ستظهر في حال فرضت المحكمة على زوجها، عوني زيادات، عقوبة السجن المؤبد مدى الحياة، وأنه لا بد له أن يعترف ويعلن عن مكان وجود الجثة

شقيقة المغدورة زيادات:

أمل عباس تحمل صورة شقيقتها المغدورة (عرب 48)

أدانت المحكمة، اليوم الاثنين، زوج المغدورة أحلام زيادات (20 عاما) من مدينة الناصرة، بتهمة القتل المتعمد لزوجته الحامل وإخفاء جثتها والأدلة ومحاولة عرقلة عملية التحقيق، في حين برأته من تهمة الخطف.

وتعود أحداث الجريمة إلى العام 2016 حين قُدمت للمحكمة المركزية في الناصرة، يوم 4 كانون الأول/ديسمبر 2016، لائحة اتهام ضد عوني زيادات من مدينة نوف هجليل (نتسيرت عيليت) نسبت إليه فيها تهمة قتل زوجته أحلام زيادات، وقدمت في حينه طلبا لتمديد اعتقاله حتى الانتهاء من الإجراءات القضائية ضده، علما أن جثة الضحية لا تزال مفقودة ولم يُعرف ما إذا جرى دفنها.

وقالت شقيقة الضحية، أمل عباس، في حديث لـ"عرب 48"، إنها "واثقة تماما بأن جثة شقيقتها ستظهر في حال فرضت المحكمة على زوجها، عوني زيادات، عقوبة السجن المؤبد مدى الحياة، وأنه لا بد له أن يعترف ويعلن عن مكان وجود الجثة لكي يخفف عنه الحكم".

وأضافت أن "المتهم عوني زيادات الذي أدين صباح اليوم، بتهمة قتل زوجته وإخفاء جثتها، ومحاولة عرقلة مجريات التحقيق، إنما يعتقد بأن عدم وجود جثة سيبرئه من التهم المنسوبة إليه، بحيث أن هنالك العديد من الأدلة القاطعة التي تربط المتهم بالجريمة وأنه يستحق أقسى العقوبات لأنه قتل الأم (زوجته) وجنينها (ابنه)".

من جلسة المحكمة عن بعد، اليوم (عرب 48)

ونوهت إلى أنه "منذ البداية لاقت علاقتها به قبل الزواج معارضة شديدة داخل عائلتها، نظرًا لأننا كنا نرى في سلوكه الكثير من علامات الاستفهام، التي تنذر بحياة زوجية غير موفقة في المستقبل، وبناء عليه حاولنا إقناعها بالتخلي عنه، إلا أنها أصرت على الارتباط به وبأنها تحبه ولن ترضى بغيره شريكا لحياتها، وفي المقابل كان هو يهدد بقتل نفسه ما لم يرتبط بها، وهي كانت تتحسر عليه حتى أخضعتنا لرغبتها وارتبطت به".

وتابعت "في فترة الخطوبة كان يظهر بثوب الحمل الوديع الحريص على بناء أسرة سعيدة، وكان يوهمها بأنهما سيعيشان بسعادة غامرة، إذ أنها كانت تصدقه لكننا كنا نرى بأنه غير صادق، خصوصًا أنه لم يكن يعمل، وليس لديه منزل مستقل وبدون مستقبل".

وسردت بالقول "لم يمض عام واحد على زواج شقيقتها حتى بدأ يظهر على حقيقته، وأصبحت بنفسها تعلم أن ذنبها الوحيد هو أنها أحبته، بعد كل ما تعرضت له من عنف وإهانات وإساءة، إذ أنه في إحدى المرات اعتدى عليها بالضرب المبرح وهما يسكنان في نوف هجليل (نتسيرت عيليت) وتسبب بفقدانها إحدى عيناها، ونقلت على إثر ذلك إلى المستشفى لتلقي العلاج، في حين جرى اعتقاله من قبل الشرطة، وفي النهاية عادت وتعاطفت معه وأسقطت الشكوى ضده وانتقلت للسكن عندنا في منزل العائلة، بينما هو كان يحضر ويغادر منزلنا بغير استقرار".

ووصفت حياة شقيقتها بالقول "كانت مليئة بالخوف، حتى حين علمت بأنها حامل وكادت تطير من الفرح، كان هو ينغص عليها فرحتها ولطالما قال لها إنه لا يريد الجنين وأنه لن يستطيع أن يوفر له العيش والرعاية السليمة، وقد طالبها بإجهاض حملها، لا بل أنه حاول الاعتداء عليها لكي تجهض الجنين خوفا من أن تكون أنثى، ليتضح فيما بعد أنها حامل بجنين ذكر".

وأشارت إلى أن "عوني كان يفتعل المشاكل لزوجته أحلام، وفي إحدى المرات غضب منها لأنها توجهت إلى طبيب نساء وليس طبيبة، وعندها قمنا بطرده من المنزل وطلبنا منه ترك أحلام وشأنها، وأنها ستنجب في منزلنا ونحن سنقدم الرعاية للطفل، إلا أنه كان يهدد إما أن تكون عنده أو تكون عند خالقها، في رسالة واضحة أنه قد يقتلها إذا ما تخلت عنه".

وروّت قائلة إن "التعب والخوف كانا ظاهران على أحلام قبل أيام من مقتلها، وقد حاولت إخفاء هذا الخوف بالحديث على أنها قررت فتح صفحة جديدة مع زوجها، وأن كل شيء سيكون على ما يرام، وأنا أذكر أنها خرجت معه في نزهة إلى مكان ما، وعادت متعبة وقالت لنا حينها إنه في حال اختفائها فإنها قد ماتت، وكررت هذه العبارة أكثر من مرة، وكان يبدو أنه حدث شيء ما في هذه النزهة وربما حاول أن يؤذيها بطريقة ما".

واستذكرت اليوم الأخير الذي غادرت فيه الضحية المنزل إلى الغرفة المستأجرة التي حجزتها لهما قريبة العائلة لكي يقضيا معا فترة نقاهة نزولا عن رغبته، بعدما قال لها إنه تقاضى مبلغا من المال مقابل عمله، وأنه يريدها أن تكون معه، بالقول "نظرت إلى أحلام حينها وهي داخل السيارة وشعرت أنها متضايقة، ربما تشاجرت معه، وقد بدت غير راغبة في الذهاب معه، لكنها كانت تخشى غضبه".

ومضت بالقول "في تلك الليلة وكعادة والدتي النوم في سريرها، فجأة أجفلت أمي عند الساعة الثامنة والنصف مساء، واستيقظت من نومها وقالت إن أحلام ماتت، وبعد هذا الحلم المزعج حاولت أمي الاتصال به عدة مرات لكنه لم يرد على الهاتف، واتضح لنا لاحقا أنه فعلا في تلك الأثناء كانت أحلام قد قتلت، وكان يبحث عن أداة لدفنها مع الجنين الذي تحمله في أحشائها".

ويُستدل من لائحة الاتهام أن "المرحومة كانت متزوجة للمتهم منذ حوالي العام، وكانت في الأشهر المتقدمة من حملها وعلى وشك الولادة، وفي موعد غير محدد للنيابة العامة قرر المتهم قتل زوجته على خلفية شكوك راودته بأنها تنوي تركه والانفصال عنه ومنعه من تربية ابنهما الذي كان على وشك أن يولد. وتوجه المتهم يوم 24 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 مع الضحية إلى غرفة في كوخ خشبي في نوف هجليل، وعند الساعة 20:16 مساء وصلا إلى الكوخ وبقيا هناك ساعتين، وأقدم المتهم داخل الكوخ على خنق زوجته حتى فارقت الحياة".

وتبيّن كذلك، حسبما جاء في لائحة الاتهام، أن "المتهم خرج من الكوخ الخشبي حوالي الساعة 22:20 وكان يحمل جثة زوجته ووضعها في السيارة وغادر المكان، بعدها وصل المتهم إلى منزل شقيقته في نوف هجليل ثم غادر المكان وأخفى جثة زوجته، وبعدها بساعات عاد لمنزل شقيقته واعترف أمامها أنه خنق زوجته وقتلها وأنهم لن يجدوا جثتها أبدا. وبعدها بيوم حوالي الساعة 20:00 مساء وصل المتهم إلى مدرسة وأخبر والدة المرحومة وشقيقها أن زوجته تعرضت للاختطاف قرب صفورية وهما في الطريق من حيفا إلى الناصرة، ثم وصل المتهم إلى مركز الشرطة وأبلغ الشرطة بأن زوجته تعرضت للاختطاف".

المحامية عبير بكر: العائلة ستلاحق المتهم قانونيا للكشف عن مكان دفن أحلام

وفي حديث لـ"عرب 48" قالت المحامية عبير بكر، المكلفة من قبل عائلة المرحومة أحلام إن "إدانة المتهم اليوم لم تأت من فراغ، بل لوجود أدلة ظرفية تدين المتهم وتفند ادعاءاته بأن المغدورة اختطفت منه ليلة قتلها".

واضافت "على الرغم من كذبه وإخفاء مكان الجثة، اقتنعت المحكمة بأن كاميرات الفيديو رصدته وهو يحمل المغدورة على ذراعيه وفيما بعد يلجأ إلى اخته لاستعارة اداة للحفر "الطورية" مما يدل على ضلوعه الواضح بقتل أحلام".

واختتمت بكر حديثها قائلة إن "العائلة ستلاحق المتهم قانونيا للكشف عن مكان دفن احلام ليستطيعوا بذلك ضمان وداعها الأخير ودفنها احتراما لذكراها".

التعليقات