وفد من التجمع يزور القدس ويلتقي أهالي الشيخ جراح والبستان

اطلع وفد التجمع على معاناة السكان المهددين بالطرد والتهجير والتطهير العرقي، مؤكدا دعمه لصمودهم وبقائهم في أرضهم وبيوتهم.

وفد من التجمع يزور القدس ويلتقي أهالي الشيخ جراح والبستان

زار وفد من التجمع الوطني الديمقراطي برئاسة الأمين العام، مصطفى طه، ونائبه يوسف طاطور، وعدد من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي، وكوادر التجمع، بتنسيق من هيئة العمل الوطني والأهلي في مدينة القدس، حيي الشيخ جراح "كرم المفتي" والبستان في قرية سلوان، أمس الثلاثاء.

واطلع وفد التجمع على معاناة السكان المهددين بالطرد والتهجير والتطهير العرقي، مؤكدا دعمه لصمودهم وبقائهم في أرضهم وبيوتهم.

وقال الأمين العام للتجمّع في كلمته: "نحن نأتي إلى هنا ليس كمتضامنين بل كجزء من شعب واحد ونضال مشترك، ومن السخرية أن أصحاب البلاد الأصليين عليهم إثبات ملكيتهم على أرضهم التي ولدوا وعاشوا فيها منذ الأجداد".

وأكد أن "من يراهن على أنه بالترجي والتسول يمكن أخذ الحق فإن هذا وهم، فحقنا في أرضنا نحافظ عليه بنضال وحدوي ومثابرة وتضحية، وهذا ما نحتاجه في هذه المرحلة بالذات".

وقال النائب سامي أبو شحادة في كلمته إن "معركة الأهل في الشيخ جراح وسلوان على صمودهم وبقائهم هي معركتنا جميعا، والقضية هنا ليست معركة قانونية، بل هي سياسية بامتياز تهدف إلى تهويد الأحياء العربية في القدس وتهجير الأهل كجزء من سياسات الاستعمار الاستيطاني التي تهدف إلى توطين المزيد من اليهود على حساب الفلسطينيين".

وختم أبو شحادة بالقول: "نحن في التجمّع الوطنيّ الديمقراطي سنكون إلى جانب نضال الأهل في القدس وأحيائها، ونعمل على تفعيل النشاط وتعزيز النضال الحق الذي يخوضه أهالي القدس عامةً والشيخ جراح وسلوان بشكل خاص".

وكان الكاتب الصحافي راسم عبيدات، قد رحب بالوفد، مؤكدا على "وحدة المعاناة والمصير والهدف لأبناء شعبنا الفلسطيني، فالتطهير العرقي لا يطال تجمعا فلسطينيا دون آخر، بل هذا المسلسل ممتد على طول وعرض جغرافيا فلسطين التاريخية في يافا والنقب والجليل والمثلث والشيخ جراح وسلوان وحمصة الفوقا ومسافر يطا وغيرها".

وقدّم ممثل أصحاب البيوت المهددة بالطرد والتهجير والتطهير العرقي، عارف حماد، في كلمته شرحا مفصلا للوفد عن "معاناة الـ28 عائلة المستهدفة بالاقتلاع والطرد والتهجير، والتي نجحت الجمعيات التلمودية والتوراتية بالسيطرة على أربعة من بيوتها".

وشدّد حماد في كلمته على أن "القضية سياسية بامتياز فقضاة محاكم الاحتلال، بمختلف درجاتها، يرفضون البحث في أوراق ملكية الأرض".

وقال إن "ثلاثة من العائلات في المحكمة التي جرت، مؤخرا، والذين حُدّد موعد 2 أيار/ مايو 2021 كموعد أخير من أجل إخلاء بيوتهم، خيّرتهم القاضية الصهيونية بين الاعتراف بملكية اليهود لمنازلهم مقابل إيجار محمي أو القيام بعملية الإخلاء".

وطالب حماد، الوفد، بـ"ممارسة الضغوط على الجهات الرسمية الأردنية والفلسطينية لكي تلعب دورا هاما في منع طردهم وتهجيرهم عبر تزويدهم بالوثائق الأصلية المطلوبة والمصدقة".

وأكد عبد اللطيف غيث عن هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس، في كلمه على أن "المشروع الصهيوني يقوم على الطرد والتهجير والإقصاء، وأن حماية الأرض والممتلكات لا يمكن أن تكون المسار القانوني، والمسار الذي يمنع السيطرة عليها، فالقضاء الصهيوني وما يتفرع عنه من محاكم موظف لخدم المستوطنين والجمعيات الاستيطانية، وبالتالي فإن تكثيف النضال الجماهيري والمقاومة الشعبية والنشاطات والفعاليات المختلفة تلعب دورا كبيرا في تشكيل عوامل ضاغطة على دولة الاحتلال لمنعها من تنفيذ مشاريعها ومخططاتها التهويدية والاقتلاعية".

وشدد كذلك على أن "التاريخ لم يعرف شعبا تحرر دون مقاومة، ورغم كل الظروف التي يمر بها شعبنا فإن حالة الصمود البطولي وما حققه أشبال وفتية وشبان القدس من انتصار على المحتل في منعه من السيطرة على الحيز والمكان، ومنع إغلاق ساحة باب العامود، يؤكد على أن إرادة الصمود والتحدي والفعل الميداني قادرة أن تحقق إنجازات وانتصارات وتجبر العدو على التراجع".

ووجه المتحدثون باسم التجمع "التحية لكل هذه الهامات والسواعد التي أعادت رسم البوصلة والوجهة الصحيحة للأمة العربية".

كما زار وفد التجمع حي البستان في سلوان، واستمع إلى شرح تفصيلي من رئيس جمعية حي البستان، قتيبة عودة، والناشط المجتمعي داود الغول، عن الاستهداف الذي تتعرض له سلوان من الجمعيات التلمودية والتوراتية وكل أذرع ومؤسسات الاحتلال من سلطة آثار وما يسمى بـ"حماية الطبيعة" وسلطة الأراضي وبلدية الاحتلال وغيرها للسيطرة على أحياء البلدة، وقالا إن "40% من منازل بلدة سلوان مهددة بالهدم وعدد البؤر الاستيطانية في سلوان في تزايد مستمر، والمنازل والأراضي أغلبها يجري السيطرة عليها تارة تحت ذريعة أن العديد من الأراضي المقامة عليها المنازل الفلسطينية تعود ملكيتها ليهود، كما هو الحال في بطن الهوى، أو الاستيلاء على أحياء أخرى من أجل إقامة حدائق تلمودية وتوراتية كما الحال في أحياء البستان ووادي ياصول والربابة. وتتشارك بلدية الاحتلال والجمعيات التلمودية والتوراتية في عمليات السيطرة على أراضي ومنازل المواطنين وطردهم وتهجيرهم".

وأكد عودة والغول أن "أهل سلوان والقدس صامدون رغم كل مشاريع الطرد والتهجير والتهويد، ولكن إرادة الصمود والبقاء على الرغم من أنها تشكل الدعامة الأساسية لمجابهة وإفشال مخططات التهويد، إلا أن السكان يحتاجون إلى من يسند صمودهم ومقاومتهم ماديا وسياسيا وقانونيا، وكذلك عبر المشاركة في الفعاليات وكل أشكال النضال الشعبي والجماهيري".

وفي الختام، توجه الوفد إلى المسجد الأقصى لأداء الصلاة والتجول في البلدة القديمة. ومثّل هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس، في هذه اللقاءات، كل من عبد اللطيف غيث وحاتم عبد القادر وراسم عبيدات وسليمان مطر ومازن الجعبري ورتيبة النتشة وأحمد الصفدي وزكريا عودة وفادي عليان.

التعليقات