دعت جمعيّة كيان - تنظيم نسويّ الأهالي إلى المشاركة في وقفة نصرة لحق المرحومة وفاء عباهرة ودعما لعائلتها، في الذكرى السنوية الأولى لمقتلها، وتزامنا مع استئناف محاكمة المتّهم بارتكاب الجريمة طليقها، ربيع كناعنة، وذلك في ساحة المحكمة المركزية بمدينة حيفا، الساعة التاسعة من صباح يوم الثلاثاء المقبل.
وصرحت "كيان" أنها "تتابع قضيّة المرحومة وفاء عباهرة، منذ أن سلبها طليقها المجرم ربيع كناعنة حياتها ظهيرة يوم 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، وعلى مرأى الناس وسط بلدة عرابة".
وكانت الجمعية قد طالبت منذ البداية بـ"إقامة لجنة تحقيق لفحص التقصيرات الفادحة من قبل المؤسسات"، وأوكلت المحامية عبير بكر بمرافقة العائلة في المسار القانوني، وإلى جانبها نسرين مصاروة - محامية القسم القانوني في الجمعيّة.
وأشارت إلى أن موعد إحدى الجلسات في المحكمة المركزية بحيفا، يتزامن مع الذكرى السنويّة الأولى لوقوع الجريمة. وطالبت كيان، من خلال المحامية نسرين مصاروة، تغيير موعد الجلسة، حتى يتسنى للعائلة والجمعية والجمهور إحياء الذكرى، في موقع حدوث الجريمة البشعة في بلدها عرّابة، لكن المحكمة رفضت.
وفي هذا السياق، أدانت جمعية كيان "البيان الذي أصدرته الشرطة حول ما جرى في جلسة الأمس، الذي أعلنت فيه عن اعتقالها لأشقّاء وفاء، بتهمة محاولة الاعتداء على المتّهم خلال المحاكمة، متجاهلة ما شهده الحضور في الجلسة من تطاول المتّهم كلاميّا على أحد الشهود خلال إدلائه بشهادته، وضربه الحاجز الزجاجيّ بيده، الأمر الذي استدعى تدخّل أشقّاء المغدورة للتصدي له حرصا على سلامة الحضور".
وقالت المحامية عبير بكر إن "الشرطة تتذرع بضرورة اعتقال الأشّقاء إلى أن تطّلع على ما وثّقته كاميرات المحكمة، وفي نفس الوقت تسارع لتعميم بيان صحفيّ يتبنّى رواية جزئية، دون مراجعة الكاميرات التي تنفي ما جاء في بيانها. والدليل أن إطلاق سراح الأشقاء الأربعة جاء بعدما تأكّدت الشرطة من التفاصيل التي تنفي ما جاء في البيان. حضور عائلة المغدورة الجلسات يهدف للاطلاع على سيرورة العدالة ليس إلا. وإن أخوة وفاء يجاهدون لتمالك أنفسهم في كل لقاء مع المتّهم رغم صعوبة الموقف".
وأضافت بكر معلّقة على سيرورة المحاكمة أنه "يبدو من الجلسات أن خط الدفاع يرتكز على ادعاء عدم تعمّد القتل، بل قصد الإيذاء. القانون لا يمنحنا حقّ التدخّل المباشر في المحاكمة في هذه المرحلة، لكن من واجبنا الأخلاقيّ أن نراقب عمل النيابة العامّة والمحكمة في كل المراحل تصدّيا لأي محاولة للتخفيف عن المتهم، والتقصير في أيّ إجراء من شانه إظهار الحقيقة ومعاقبة الجاني، الذي تربّص للمغدورة وطعنها 12 طعنة، بادعاء 'مش قصدي أقتلها'".
وقرّرت جمعيّة كيان إحياء الذكرى السنويّة لجريمة القتل في الموعد المحدّد، في ساحة المحكمة، ودعت إلى وقفة احتجاجيّة لإحياء الذكرى ورفع الصوت عاليا ضد جرائم قتل النساء، ومطالبة المحكمة والجهاز القضائيّ بفرض أشد العقوبات على المجرمين، لتشكّل رادعا حقيقيّا أمام استفحال جرائم العنف الذكوري وقتل النساء.
ومن جهتها، قالت نسرين مصاروة، محامية الجمعية ومرافقة العائلة إن "مشاركتنا في الوقفة هي أقل ما يمكننا فعله من أجل وفاء وعائلتها، ومن أجل كل ضحايا العنف والقتل وعائلاتهن. ما نقدّمه من مرافقة قانونيّة في هذه الحالات هو صوتنا الموحّد المطالب بقيام أجهزة القانون والقضاء لدورها بشكل جدّي، من أجل تحقيق العدالة وردع المجرمين بحقّ النساء".
التعليقات