47 شهيدا عربيًّا برصاص الشرطة: تحقيقات متواطئة مع العنصريّة

عُقِد مساء اليوم الإثنين، مؤتمر صحافي في مركز "مساواة" الحقوقي في مدينة حيفا، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنصرية، تمّ التشديد فيه على أنّ الشرطة الإسرائيلية التي قتلت 47 مواطنًا عربيًا؛ فعلت ذلك "بدوافع عنصرية وبدم بارد"، وأجري المؤتمر بمشاركة عائلات

47 شهيدا عربيًّا برصاص الشرطة: تحقيقات متواطئة مع العنصريّة

جانب من المؤتمر

عُقِد مساء اليوم الإثنين، مؤتمر صحافي في مركز "مساواة" الحقوقي في مدينة حيفا، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنصرية، تمّ التشديد فيه على أنّ الشرطة الإسرائيلية التي قتلت 47 مواطنًا عربيًا؛ فعلت ذلك "بدوافع عنصرية وبدم بارد"، وأجري المؤتمر بمشاركة عائلات الشهداء التي أكّدت أن "التحقيقات مع عناصر الشرطة غير مهنيّة، ومنحازة".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وأكد المشاركون في المؤتمر أن الشرطة تمارس سياسة عنصرية، تؤدي إلى استخدام الرصاص الحي القاتل ضد المواطنين العرب.

وأشار مركز مساواة إلى 47 حالة قتل لمدنيين عرب، وذلك بعد فحص أجراه طاقم المركز لعشرات الحالات، والذي اتضح منه أن الضحايا لم يستخدموا السلاح، وكانوا ضحايا لـ"اليد الخفيفة على الزناد عند التعامل مع المواطنين العرب".

وتحدث والد الشهيد محمد كيوان الذي استشهد برصاص الشرطة يوم 19 أيار/ مايو الماضي، بعد إصابته الحرجة جراء تعرضه لإطلاق رصاص من قبل عناصر الشرطة على مفرق حي البيار/ خلة الخشب في منطقة وادي عارة.

كما تحدثت ليلى كيوان والدة الشهيد محمد، عن ابنها الذي فقدته، وشددت على أنها لن تتنازل حتى تتم محاسبة من قتل ابنها.

وبدوره، تحدث خلال المؤتمر الصحافي، المحامي ألبير نحاس، الذي تحدث عن قضية الشهيد كيوان، وضرورة استكمال الملفات حتى تتم معاقبة الشرطي الذي أعدم كيوان.

ومن ثم، كانت مداخلة لمحام يتابع قضية الشهيد إياد أبو رعية من عين نقوبا الذي ترك خلفه زوجة وثلاثة أبناء، والذي استشهد برصاص الشرطة عام 2015، وحتى اللحظة لم تتم محاسبة الشرطي الذي قتله.

وتحدث شقيق الشهيد أحمد حجازي، جبر حجازي الذي شدد على ضرورة العمل ومتابعة قضايا الشبان، الذين استشهدوا برصاص الشرطة دون أي ذنب، فقط لأنهم مواطنين عرب.

وخلال المؤتمر تم استعراض حيثيات القتل من قبل عناصر الشرطة، وعمليات التحقيق المزعومة التي جرت في أعقابها، وقرارات النيابة العامة التي أوصت بإغلاق 45 قضية من أصل 47 قضية منذ أكتوبر 2000.

وأكدت العائلات أن التحقيق مع عناصر الشرطة غير مهنيّة، ومنحازة، إذ يتمّ اللجوء إلى قسم التحقيق مع أفراد الشرطة ("ماحاش") التي تستخدم موارد الشرطة لجمع الأدلة وفحصها، وتتم هذه العملية بالتنسيق مع الشرطة، لدرجة أن "ماحاش" لا يملك حتى مختبرًا جنائيًا لفحص المعطيات في موقع تنفيذ الجريمة.

كما تمّ استعراض بعض القضايا من قبل المحامين، حيث اتضح منها أن التحقيقات كانت سطحية، وفي قسم كبير من الحالات يتم تحويل ملفات غير جاهزة إلى النيابة العامة، ما يدفعها إلى طلب استكمال التحقيق.

ويتم المماطلة لأكثر من سنة في غالبية الحالات من قِبل "ماحاش" والنيابة العامة، ويتم التعامل بعدوانية وتجاهل لتوجهات المحامين والعائلات من قبل الشرطة وأقسام النيابة العامة المسؤولة عن مرافقة القضايا.

وذكر مركز" مساواة" أن ما يحدث في "ماحاش"؛ هو تواطؤ مع العنصرية في الشرطة.

يُذكر أن العالم يحتفي في 21 آذار من كل عام بـ"اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري"، وقد تم اختياره في أعقاب "مجزرة شاربفيل" في جنوب إفريقيا، حيث أطلقت الشرطة النار وقتلت 69 شخصًا كانوا مشاركين في مظاهرة سلمية ضد "قوانين المرور" المفروضة من قِبل نظام الفصل العنصري في عام 1960.

وفي إعلانها ذلك اليوم في سنة 1966، دعت الجمعية العامة المجتمع الدولي إلى مضاعفة جهوده من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وأعلنت عن أسبوع التضامن مع الشعوب التي تكافح ضد العنصرية والتمييز العنصري، والذي يبدأ في 21 آذار/ مارس، ويحتفَل به سنويًا في جميع الدول.

التعليقات