المحكمة تواصل النظر في ملفات 3 من معتقلي هبة الكرامة من عكا

عقدت المحكمة المركزية في حيفا، اليوم، جلسة أخرى لثلاثة من معتقلي هبة الكرامة وهم: محمد حماد وصالح مجيد وآسي حوراني من عكا.

المحكمة تواصل النظر في ملفات 3 من معتقلي هبة الكرامة من عكا

من المحكمة في حيفا، اليوم (عرب 48)

واصلت المحكمة المركزية في حيفا، اليوم الإثنين، النظر في ملفات ثلاثة من معتقلي هبة الكرامة وهم: محمد حماد وصالح مجيد وآسي حوراني من عكا.

ويواجه المعتقلون الثلاثة تهم المشاركة في أحداث هبة الكرامة التي وقعت في أيار/ مايو 2021.

ومن أبرز التهم الموجهة ضد المعتقل محمد حماد، المشاركة في حادثة الاعتداء على المواطن اليهودي في عكا الجديدة، أي أن الحديث يدور عن الملف الذي صدر بحق المتهم أدهم بشير، وحُكم عليه بالحبس عشر سنوات بسببه.

وتزعم النيابة العامة أن المتهم آسي حوراني اعتدى على مواطن يهودي خلال أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021.

والدة المعتقل صالح مجيد: "لا أحد يسمعنا ولا حياة لمن تنادي"

وقالت نجاح عجم، والدة المعتقل صالح مجيد، لـ"عرب 48" إن "ابني معتقل منذ ثمانية أشهر تقريبا بتهم كاذبة وواهية منها رشق الحجارة على الشرطة والسيارات، حتى أنه ألصقت به تهمة بأنه قلب السيارة التي جرح خلالها الشاب اليهودي، مع أن ابني لم يكن متواجدا في مكان الواقعة".

وأضافت أن "ابني البالغ 28 عاما كان يعتزم الحصول على قرض لشراء منزل حيث كان يخطط للزواج، ولكن كل شيء ذهب أدراج الرياح. كان سندي أنا وأخته حيث نسكن في بيت مستأجر".

وعن معاناة العائلة بسبب حبس الابن الوحيد والمعيل لها، قالت والدته إنه "عندما أقوم بزيارة ابني يشعرني أن معنوياته مرتفعة، لكنني أنا من أشعر بالانهيار النفسي جراء هذا الاعتقال الجائر وفقدان ابني والحنين إليه، وهو أصغر أبنائي سنا، وأنا وحدي من يتكبد مصاريف المحاماة والقضاء ولا يساندني أحد في مأساتي هذه سوى الله عز وجل، وأريد إيصال رسالة إلى كل المعنيين نيابة عني وعن ذوي الأسرى والمعتقلين بأن ساندونا وقفوا معنا، لا نريد دعما ماديا بل دعما معنويا وأن تلتفوا من حولنا وتشعرونا بأننا لسنا لوحدنا في مواجهة هذا الظلم الذي وقع علينا وأنهكنا، ولكن كما يقال: أسمعت إذ ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي".

بدوره، قال المحامي محمد حاج، الموكل بالدفاع عن المتهم صالح مجيد، بشأن جلسة المحاكمة، لـ"عرب 48": "تعتبر جلسة المحاكمة التي عُقدت اليوم في مركزية حيفا، أول جلسة لسماع الأدلة ضد المعتقلين محمد حماد، وصالح مجيد، وآسي حوراني، وقد وجهت لكل منهم اتهامات مختلفة، ولكن التهمة الأساسية المشتركة في ما بينهم هي اشتراكهم بالاعتداء على الشاب اليهودي في حي فولسون، وأيضا نسبت لمحمد حماد تهمة اشتراكه بضرب الحجارة على قوات الشرطة في عكا القديمة، ونُسبت لصالح مجيد تهمة اشتراكه في أعمال شغب، ورشق الشرطة بالحجارة، وذلك في أول يومين من المواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرط".

وأضاف المحامي: "قمنا بإنكار لائحة الإتهام، ولكن بشكل جزئي، فقمنا بالإقرار في ما يخص قضية صالح مجيد باشتراكه في رشق الشرطة بالحجارة، ولكن لم يقم بأي عمل إرهابي، أو فيه إثارة للنعرات القومية أو العنصرية".

وتابع: "حاولنا أن ندافع عن المعتقلين بموضوعية، وأن نقلّص الفوارق بيننا وبين النيابة، والادعاء المركزي الذي قمنا به كفريق دفاع بأن صالح مجيد لم يقم بأي مخالفة أو ’إرهاب’، أو ما من شأنه التفرقة العنصرية أو القومية، وفي ما يخص الشاب اليهودي فلقد أكدنا أن هذا الشاب هو من دخل الحي بسيارته بسرعة كبيرة مما تبادر إلى ذهن صالح مجيد أن الشاب اليهودي يحاول دهس الشباب، ولذلك تم الاعتداء الذي مورس عليه".

وذكر المحامي أن "صالح مجيد لم يشترك بالاعتداء المباشر على الشاب اليهودي، ولم يقترب من السيارة التي اصطدمت بالحائط، وإنما رشق الحجارة على السيارة أثناء سيرها، ونحن أكدنا على حدوث ذلك بسبب الاعتقاد أن الشاب اليهودي كان ينوي دهس الشباب العرب، ولم يشارك بأي اعتداء على الشاب، واقتصر ما قام به على رشق السيارة بالحجارة وحسب. ولم يكن لمجيد علاقة بضرب الشاب بالعصي واللحاق به وما إلى ذلك".

وأضاف: "ما قلناه اليوم كان بهدف إظهار صورة مختلفة للمحكمة، وهي الصورة الحقيقية لما حدث، حيث أكدنا أن الاعتداءات كانت متبادلة ما بين العرب واليهود، واليهود أنفسهم هم من بادروا إلى تشكيل مجموعات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ونزولهم إلى الشارع، وكانت لديهم نية مبيتة للاعتداء على حي فولسون، والأحياء الأخرى التي تعيش فيها نسبة عالية من السكان العرب، ولم يكن الاعتداء موجها من العرب ضد اليهود، ولم يبادر إليه العرب أصلا".

31 معتقلا من عكا على خلفية أحداث الهبة الشعبية

جاء في بيان سابق للشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) أن "عددا كبيرا من الشبان اعتدوا على مواطن يهودي بواسطة إلقاء حجارة وأغراض على سيارته خلال سيرها، وتواصل الاعتداء عليه بالهراوات والقضبان الحديدية وإضرام النار في سيارته، ما أسفر عن فقدانه الوعي ونقل في أعقاب ذلك إلى المستشفى حيث مكث لفترة طويلة ووصفت حالته بالمتوسطة آنذاك".

وتضاف لائحة الاتهام إلى لوائح اتهام أخرى قدمت ضد شبان من مدينة عكا بزعم ضلوعهم في الاعتداء نفسه.

وفي السياق، بلغ عدد الشباب العرب الذين اعتقلتهم الشرطة من عكا في السجون الإسرائيلية 31 معتقلا؛ وهم، إبراهيم جمالي، رازي عودة، نديم أنطقلي، خليل خاسكية، قصي عباس، قاسم مجدوب، جواد سطيلي، محمد عثمان، مصطفى مصري، أحمد عكاوي، فؤاد عسكري، هيثم علي، زكريا ماضي، أحمد ماضي، حبيب أبو حبيب، محمد حلواني، فؤاد ماضي، محمد أسود، ساهر حتحوت، محمد حجوج، أحمد شموخ، بلال حلواني وكامل طوالبة. وتابع عدد من الشباب من عكا ملفات المحاكمة، وهم رهن الحبس المنزلي، بينهم خالد سليمان، كريم حسين، أدهم بشير، حسن عيد، باسل طنطوري، معتز علي، خالد أنصاري، فايز سالم وأحمد سعدي.

وكانت النيابة العامة الإسرائيلية قد أعلنت عن تقديم 397 لائحة اتهام ضد 616 متهما، غالبيتهم العظمى من العرب، ورُبعُهُم قاصرون، على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021، والتي جاءت احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة في العملية التي سُميت إسرائيليا بـ"حارس الأسوار"، والتي سبقتها اعتداءات قوات الأمن الإسرائيلية في القدس في رمضان من العام ذاته.

وذكرت النيابة العامة في التقرير أن المتّهمين الـ616 والذين تبلغ نسبة العرب من بينهم 89%، قد اعتُقِلوا منذ نيسان/ أبريل 2021 ولغاية اليوم، لافتة إلى أنه "خلال الفترة المذكورة، تمّ تقديم لوائح اتهام بشأن 108 أحداث ضدّ 239 متهمًا في ظروف مشددة لعمل إرهابيّ أو دوافع عنصرية، 85% منهم (عرب) و 15% يهود".

التعليقات