عقدت المحكمة المركزية في مدينة حيفا، اليوم الأربعاء، جلسة جرى خلالها الاستماع للشاهد الأخير من طرف النيابة العامة في ملفات ثلاثة من معتقلي هبة الكرامة من مدينة عكا، وذلك في جلسة مغلقة، إذ سُمح للأهالي المعتقلين بالتواجد في المحكمة فقط لمدة 10 دقائق، ومن ثم تم إخراجهم من القاعة.
والمعتقلون الثلاثة من معتقلي هبة الكرامة من عكا، هم: جواد سطيلي (26 عامًا)، ومحمد عثمان (21 عامًا)، ومصطفى مصري (28 عامًا)، ويترافع عن سطيلي المحامي بدر إغباريّة، وعن عثمان المحامي نمير إدلبي، وعن مصري المحامي رمزي كتيلات.
وهذه الجلسة ضمن سلسلة من الجلسات التي خاضها الشباب الثلاثة منذ اعتقالهم في أيلول/ سبتمبر 2022 وأيار/ مايو 2021.
ونسبت النيابة العامة تهما مختلفة للمعتقلين، بينها "إطلاق نار على عناصر للشرطة، وإلقاء زجاجات حارقة على الشرطة، والإخلال بالنظام العام".
وقال المحامي نمير إدلبي، الموّكل بالدفاع عن محمد عثمان، لـ"عرب 48" إنه "خلال هذه الجلسة تم الاستماع إلى الشاهد الأخير من طرف النيابة العامة، في جلسة مغلقة، إذ جرى الاستماع إلى أحد المحققين من جهاز الأمن العام (الشاباك)، والذي قام بالتحقيق مع المتهمين في هذا الملف، وبناءً على ذلك يكون الشاهد الأخير من طرف النيابة العامة".
وأضاف إدلبي أنه "خلال الأسبوع المقبل ستكون جلسات دفاع من طرف الدفاع، إذ أننا أيضًا سنستمع إلى أقوال المتهمين، والتي سيدلون بها بخصوص ما يتعلق بأحداث هبة الكرامة، وسيتم الإدلاء بشهاداتهم عن ظروف التحقيق الصعبة التي خاضها الشباب، بعد الضغوطات التي مورست من قبل المحققين تجاه المعتقلين".
وبخصوص الملف، أوضح إدلبي أن "الملف يتمحور حول ثلاثة معتقلين من مدينة عكا، اعتقلوا على خلفية هبة الكرامة عام 2021، إذ تنسب النيابة للمعتقلين في هذا الملف تهما خطيرة جدًا أبرزها محاولة الاعتداء على أفراد الشرطة، وإلقاء زجاجات حارقة".
وختم إدلبي بالقول إن "الإجراءات في هذه الملفات مستمرة منذ ما يقارب العام ونصف، والشباب رهن الاعتقال، حيث استمعنا إلى 35 شاهدًا من طرف النيابة، وحاولنا إبرام صفقة مع النيابة، لكنها للأسف تتعنت بالتهم".
ومما يذكر أن سطيلي اعتُقل في أيلول/ سبتمبر 2022، فيما اعتقل مصري وعثمان في أيار/ مايو 2021.
ويواجه محمد عثمان اتهامات بينها "إطلاق نار على الشرطة، وشراء مفرقعات بقيمة 40 ألف شيكل لإلقائها على الشرطة، وحرق بازار، وإلقاء زجاجة حارقة (مولوتوف) على الشرطة".
والتهم البارزة ضد المعتقل جواد سطيلي "إطلاق النار وتحطيم ممتلكات"، فيما أبرز التهم الموجهة ضد المعتقل مصطفى مصري "إطلاق النار على الشرطة" خلال أحداث هبة الكرامة.
وفي السياق، بلغ عدد الشباب العرب الذين اعتقلتهم الشرطة من عكا في السجون الإسرائيلية 31 معتقلا؛ وهم، إبراهيم جمالي، رازي عودة، نديم أنطقلي، خليل خاسكية، قصي عباس، قاسم مجدوب، جواد سطيلي، محمد عثمان، مصطفى مصري، أحمد عكاوي، فؤاد عسكري، هيثم علي، زكريا ماضي، أحمد ماضي، حبيب أبو حبيب، محمد حلواني، فؤاد ماضي، محمد أسود، ساهر حتحوت، محمد حجوج، أحمد شموخ، بلال حلواني وكامل طوالبة. وتابع عدد من الشباب من عكا ملفات المحاكمة، من الحبس المنزلي، بينهم خالد سليمان، كريم حسين، أدهم بشير، حسن عيد، باسل طنطوري، معتز علي، خالد أنصاري، فايز سالم وأحمد سعدي.
وكانت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) قد نفذا حملة اعتقالات ضد مئات الشبان من المجتمع العربي على خلفية الاحتجاجات ضد العدوان على غزة واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات تهجير سكان حي الشيخ جراح في القدس المحتلة، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد، في شهر أيار/ مايو 2021.
وأعلنت النيابة العامة الإسرائيلية، حديثا، عن تقديم 397 لائحة اتهام ضد 616 متهما، غالبيتهم العظمى من العرب، ورُبعُهُم قاصرون، على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار/ مايو 2021، والتي جاءت احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على غزة في العملية التي سُميت إسرائيليا بـ"حارس الأسوار"، والتي سبقتها اعتداءات قوات الأمن الإسرائيلية في القدس في رمضان من العام ذاته.
وذكرت النيابة العامة في التقرير أن المتّهمين الـ616 والذين تبلغ نسبة العرب من بينهم 89%، قد اعتُقِلوا منذ نيسان/ أبريل 2021 ولغاية اليوم، لافتة إلى أنه "خلال الفترة المذكورة، تمّ تقديم لوائح اتهام بشأن 108 أحداث ضدّ 239 متهمًا في ظروف مشددة لعمل إرهابيّ أو دوافع عنصرية، 85% منهم (عرب) و 15% يهود".
التعليقات