الجليل تعقد مؤتمرا بعنوان "تقنيات بيولوجية ذكية لاستخلاص موارد من المياه العادمة"

هدف المؤتمر هو تقليل الانبعاثات ودراسة مسبباتها والتدخل في الفعاليات البيولوجية، ودراسة أنواع المكروبات التي تتدخل في تحليل المواد الموجودة في مياه الصرف الصحي، وإنتاجها للغازات

الجليل تعقد مؤتمرا بعنوان

جانب من المؤتمر في جمعية الجليل (عرب 48)

عقد معهد البحوث التطبيقية في جمعية الجليل أمس، الخميس، مؤتمرا بعنوان "تقنيات بيولوجية ذكية لاستخلاص موارد من المياه العادمة". والذي استهدف جمهور الباحثين ورجال أعمال.

تخلل جدول أعمال المؤتمر عدة مواضيع أبرزها: الإدارة الحيوية لمياه الصرف الصحي، إدارة النفايات الزراعية المستدامة والمزرعة النموذج، تحسين إنتاج الغاز الحيوي المشتق من النفايات من خلال الهندسة المجتمعية المدفوعة بالبيانات الضخمة، اعتبارات تصميم العملية لاقتران الهضم اللا هوائي بخلية التحليل الكهربائي، تحسين الهضم اللا هوائي ضمن اقتصاد الطاقة المنصة الحرارية المائية، المعالجة الهوائية كحل للنفايات العضوية ولاستبدال مطامر النفايات ولتخفيف انبعاثات غازات الدفيئة، توجيه مجتمعات الكائنات الحية الدقيقة لتحسين العالم.

وذكر المدير العلمي لمعهد البحوث التطبيقية في جمعية الجليل، الباحث د. نضال مصالحة، لـ"عرب 48"، أنه "جرى تنظيم هذا المؤتمر من قبل مركز الأبحاث في جمعية الجليل ومعهد الأبحاث الزراعية وكلية براودة من تمويل وزارة العلوم، والموضوع يبحث عملية استخراج وإنتاج مواد ذات قيمة من المخلفات الصناعية أو من مياه الصرف الصحي، وتحويلها إلى مواد تستخدم في الصناعة، والتقليل من السلبي على البيئة، في حال لم تتم معالجة المخلفات الصناعية، فالفكرة ترتكز على استخدام التقنيات البيولوجية للتقليل من انبعاثات الغازات التي تؤثر على التغيير المناخي، وكلنا نشعر بهذه التغييرات كالتأثير على مستوى هطول الأمطار وتوزعها وارتفاع درجات الحرارة على مستوى العالم كله".

د. نضال مصالحة

وعن الهدف من المؤتمر قال "هدفنا هو تقليل الانبعاثات ودراسة مسبباتها والتدخل في الفعاليات البيولوجية، ودراسة أنواع المكروبات التي تتدخل في تحليل المواد الموجودة في مياه الصرف الصحي، وإنتاجها للغازات التي تؤثر على البيئة. الفكرة قائمة والتقنيات موجودة، وتتم المعالجة، ولكن نحن نقوم بإجراء البحوث لإنتاج مواد أكثر وتحويلها لمواد ذات قيمة عالية، كما نبحث تقليل تكلفة المعالجة من جهة، وإنتاج المواد ذات القيمة العالية في الصناعة، ومحاولة استغلال العمليات البيولوجية للعمل بأفضل طرق ممكنة وهذا بالنسبة لنا تحدي هندسي".

وختم مصالحة بالقول "تواجد معنا في المؤتمر باحثين وعلماء متخصصين في الموضوع، كما شركات متخصصة مهتمة باستخدام التقنيات الحديثة لتنجيع عملية الإنتاج لديها، بالإضافة إلى مشاركة من وزارات تعد من متخذي القرارات، تقوم بالدراسات، وعلى ضوئها تتخذ قرارات تتلائم مع مخرجات المؤتمر".

وقال بروفيسور عصام صباح، لـ"عرب 48"، إننا "ناقشنا في المؤتمر مواضيع بيئية تهدف لتحسين جودة البيئة مما يعود بالفائدة على كل البشرية وعلى كل فرد على المستوى اليومي وعلى المستوى العام، ولا تقتصر هذه الفائدة على المستوى البيئي بل تتعداه للمستوى الاقتصادي، كالتوفير في مصادر الطاقة التي يهدر جزءا منها في معالجة المياه العادمة، حيث ينظر إلى هذه المياه العادمة كآفة ووباء بدل النظر إليها كمصدر اقتصادي، في حين يمكننا استخراج الكثير من المواد منها، كالتركيز على البيوغاز، الغاز الطبيعي، غاز الميثان، لإنتاج الطاقة بطرق بيولوجية، اعتمادا على الـBig data، أي القوائم المعلوماتية الكبيرة والتي هي أساسا بيولوجيا عضوية جزئية والتي من الممكن من خلال فهمنا للديناميكية التي تحدث نتيجة للتفاعلات، نستطيع توجيه التفاعل البيولوجي لإنتاج غاز أقل تكلفة هندسيا، وبجودة عالية أكبر لإنتاج الطاقة".

بروفيسور عصام صباح

وأشار إلى أن هذا البحث موجود في العالم في مراحله الأولى في السنوات العشر الأخيرة، ويهدف لإنتاج مصادر طاقة بديلة والحفاظ على الكرة الأرضية بدافع بيئي، والتقليل من التغيير المناخي. وعلى الرغم من أن الطريق أمامنا طويلة للتوصل إلى هذه التقنيات إلا أننا موجودين على الخريطة العلمية، ونشارك في المؤتمرات العالمية ونصدر النشرات في هذا الصدد، وجزء من النتائج التي توصلنا إليها، ممكن أن نصل من خلالها لنموذج عيني، نعني فيه شركات معينة متخصصة في هذا المجال، ليكون بداية الطريق لتحقيق أهدافنا في السنوات العشر القادمة".

التعليقات