إضراب في المدارس الأهلية بالناصرة غدا احتجاجا على العنف والجريمة

أعلنت الأمانة العامة للمدارس الأهلية في البلاد عن إضراب شامل في كافة المدارس الأهلية في مدينة الناصرة، غدا الإثنين، وذلك احتجاجا على إطلاق النار على مدرسة راهبات الفرنسيسكان، واعتداء ملثمين على مدرسة راهبات السالزيان، قبل أيام.

إضراب في المدارس الأهلية بالناصرة غدا احتجاجا على العنف والجريمة

توضيحية

أعلنت الأمانة العامة للمدارس الأهلية في البلاد، الإضراب العام في المدارس الأهلية في الناصرة، يوم غد الاثنين، وذلك احتجاجا على حادثتي اعتداء استهدفتا مدرستي راهبات السالزيان وراهبات الفرنسيسكان في الناصرة، في الأسبوع الأخير.

وكانت مدرسة راهبات السالزيان قد تعرضت لاعتداء من قبل خمسة ملثمين داهموا المدرسة وعاثوا فسادا فيها، في حين كان مجهولون قد أطلقوا النار على بناية مدرسة راهبات الفرنسيسكان أثناء تواجد الراهبات داخلها، الأسبوع الماضي.

وجاء في بيان صادر عن الأمين العام للمدارس الأهلية، الأب فهيم عبد المسيح، أنه "خلال الأسبوع الأخير، تعرضت مدرستان من مدارسنا الأهليّة المسيحيّة في الناصرة لحالات اعتداء وعنف، كان أولها الاعتداء بإطلاق النار على مدرسة راهبات الفرنسيسكان، ثم اعتداء خمسة ملثّمين على بيت راهبات السالزيان، الأمر الذي يتجاوز، بنظرنا، كل الخطوط الحمراء؛ لا سيّما وأن مدارسنا تعمل، منذ إنشائها، على خدمة كافّة شرائح المجتمع على اختلاف انتماءاتها. وبعد أن تداولنا مع غبطة البطريرك والسادة الأساقفة، نرى من واجبنا، اتّخاذ خطوات فعليّة للتعبير عن استنكارنا وشجبنا لكل ممارسات العنف في مجتمعنا".

وأعلن عن أنه "يوم الاثنين الموافق، 27.03.2023، سيكون يوم إضراب شامل في كافّة مدارسنا المسيحيّة في الناصرة. يوم الثلاثاء، ستُقام في كافّة مدارسنا المسيحيّة أيضا، فعّاليّات تربويّة هادفة، نُشرك فيها طلابنا وطواقمنا في حوار راق نتبادل فيه الفكر حول كيفيّة تنقية مجتمعنا من آفة العنف، لنكون بعيدين أشد البعد عن الشر ملتصقين بالمحبّة؛ لأن ُكنُوز الشر لاَ تَنفَع، أَما البر فَيُنَجي من الموت. يوم الأربعاء، سيُنظم مؤتمر صحفي في مدرسة راهبات السالزيان، بعنوان "لا للعنف" نسعى من خلاله إلى إعلان موقفنا من العنف".

وأوضح بيان الأمانة العامة للمدارس الأهلية أنه "نضع في سلّم مبادئنا أنّنا نختار الحياة، واختيار الحياة يعني أنّنا لا نتنازل عن حقّنا بأن نعيش بأمن وأمان، لا نسمح للجاهل بأن يد ّمر إنسانيّتنا وأخلاقنا، ولا نفسح المجال لأحد بأن يفرض علينا العنف كوسيلة تعامل وأسلوب عيش. نختار الحياة، ونختار الحكمة والكرامة والمحبّة الّتي لا يُلغيها شيء، لأن الإنسان دون محبّة لا يساوي شيئًا ولا ينفع شيئًا. نتمسك بالمحبّة إذَنْ، ونحمل هموم هذا المجتمع المتعب كخاتم في أيادينا، ولا نجازي أحدا عن شر بشر ولا يغلبنا الشر، بل نغلب الشر بالخير".

وكانت إدارة مدرسة راهبات السالزيان قد أصدرت بيانا مساء أمس، السبت، أوضحت فيه حقيقة الاعتداء الذي تعرضت له المدرسة، وقالت إنه "نحن راهبات السالزيان في الناصرة، نود مشاركتكم بتفاصيل الحدث الذي قام به أشخاص مجهولون لا يمثلون أحدا من مجتمعنا المحب والمتعاضد، وإنما هم أشخاص يحاولون زعزعة الأمن والأمان من خلال تصرفات غير مسؤولة، وغير أخلاقية. نرى من واجبنا مشاركتكم بتفاصيل الحدث لمنع البلبلة ونشر الأقاويل غير الصحيحة، وللمحافظة على مجتمعنا مترابطا يعيش بسلام على الرغم من اختلافاته، وتعدد فئاته".

وجاء في التفاصيل أنه "في يوم الخميس المنصرم، 23 آذار 2023، في تمام الساعة الثامنة والربع مساء، قام خمسة أشخاص ملثمون مجهولون يحملون العصي بالاعتداء على دير راهبات السالزيان في الناصرة، وفي هذا تعدّ على حرمة البيت السالزياني والمؤسسة التي تُربي الأجيال على المحبة والتسامح (لأن الله محبة ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه) - رسالة يوحنا الأولى: 4-16، وهذه هي رسالتنا التربوية لأبناء الناصرة".

وأضافت أنه "بعد قرع جرس الباب عدة مرات فتحت لهم إحدى الراهبات بوابة الدير الرئيسية وتفاجأت من مظهرهم الخارجي مع أقنعة سوداء. بعد الدخول طلب أحدهم منها أن تقول (رمضان كريم)، فاستجابت لطلبه وقالت: (رمضان كريم). وبعدها، قال لها (أسلمي)، فقالت له لقد ولدت مسيحية وسأموت مسيحية، فقال لها ستذهبين إلى جهنم. قامت الراهبة بمحاولة إغلاق البوابة، ولم تتمكن من ذلك، لأنهم قاموا بعرقلة الأمر عن طريق تسكير عين البوابة الحساسة، كما قاموا بالضرب على البوابة لإخافة الراهبات؛ الأمر الذي أدى إلى سماع باقي الراهبات فخرجن لتفحص الأمر، وطلبن من الملثمين مغادرة المكان. بداية رفضوا وقاموا بالتلفظ بكلمات بذيئة وحركات غير أخلاقية، وبعد توسل الراهبات لهم بالمغادرة غادروا المكان. حينها استدعت الراهبات الحارس الموجود داخل أسوار المدرسة، فقام بالاتصال بالشرطة التي بدأت بالتحقيق في الحادث".

التعليقات