بعد غضب الأهالي: مجلس الطائفة الأرثوذكسية بالناصرة يوّضح "استخدام بركة غان نير مؤقت ومحدود"

أعرب عدد من أهالي أطفال مخيم "مركز الأحداث الأرثوذكسي" في الناصرة عن غضبهم وسخطهم على قرار إدارة المخيم تنظيم يوم ترفيهي لمئات الأطفال العرب، في بلدة "غان نير" في منطقة المروج، والتي قتل أحد سكانها دنيس موكين (32 عاما) الشاب ديار العمري (20 عاما) من قرية صندلة في جريمة إطلاق نار، مساء يوم السبت الموافق 6 أيار/ مايو 2023.

وقال قريب الشهيد ديار عمري، الصحافي رشاد عمري، في حديث لـ"عرب 48" إن "هذا القاتل الإرهابي كان يمكن أن يقتل أي عربي آخر بسبب عنصريته وإرهابه، سواء من قرية صندلة أو الناصرة أو أي عربي من أي بلدة أخرى".

وأضاف عمري أنه "لا يجوز لمؤسسة عربية مثل مركز الأحداث الأرثوذكسي بدعم اقتصاد هذه البلدة الاستيطانية التي خرج منها القاتل، من خلال تنظيم رحلة لنحو 1600 طفل لقضاء أوقات ممتعة فيها، فهذا استهتار نحن نعارضه ولا نستبعد قيام الأهالي في صندلة باعتراض طريق الحافلات إلى هذه البلدة".

وكانت مجموعة من أهالي الأطفال المشاركين في مخيم مركز الأحداث الأرثوذكسي قد بعثوا برسالة إلى رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة بسيم عصفور، جاء فيها "نحن مجموعة من أهالي عدد من الأطفال المشاركين والمشاركات في مخيم مركز الأحداث للروم. نتوجه إليك عبر هذه الرسالة العاجلة رغم أن الوقت متأخر (مساء الإثنين) لأن الموضوع لا يحتمل التأجيل وهو جد خطير. ونتمنى على حضرتكم المباشرة في معالجته. عرفنا هذا المساء أن إدارة مخيم مركز الأحداث الأرثوذكسي قد قررت إلغاء الرحلة غدا (اليوم الثلاثاء) للمجرسة بسبب درجات الحرارة العالية (وهو أمر محمود طبعا) واستبدالها برحلة إلى بركة مستوطنة غان نير!".

وأضافت أن "غان نير هي المستوطنة الواقعة بالقرب من قرية صندلة، والتي تحتضن قاتل الشهيد ديار العمري. طبعا لا يخفى عليك كم القهر والقمع الذي يتعرض له أهالي صندلة بسبب وقوفهم إلى جانب أهل الشهيد منذ لحظة الاستشهاد. هذه القرية وقفت وما تزال تقف أمام سلطات القمع في محاولة لإنصاف دم الشهيد. في الوقت الذي يقف أخوتنا في صندلة ضد القاتل، تأتي إدارة مخيم مركز الأحداث للروم - عن جهل أو عدم دراية أو سوء تدبير على الأغلب - لتنظيم رحلة إلى بركة المستوطنة بما سيدر بالأموال على المستوطنة التي تجمع المال من أجل القاتل. إن عدم إلغاء هذا البرنامج سيشكل اعتداء على دم الشهيد واستفزازا لأهل صندلة تحديدا في الوقت الذي يقاطع به شعبنا القاتل والمستوطنة التي تحميه. إن الواجب يقتضي رفض تعليم اطفالنا التطبيع مع القاتل، بل تزويدهم بثقافة وطنية تليق بهم".

وجاء في الرسالة أيضا أن "كل هذا، عدا عن عداء المستوطنين لنا ولأبنائنا، والذي استفحل في هذا الوقت، وعدا عن الأخبار التي تتوارد كل يوم عن مواجهات في المستوطنة مع مقاتلين من أبناء شعبنا على الجهة الأخرى من جدار الفصل العنصري، الأمر الذي فيه تعريض الأطفال لمخاطر لا تبرير لها. بعد النشر الذي قام به الصحافي رشاد العمري، ابن صندلة، ثارت ضجة كبيرة حول الموضوع، وبالتالي من المهم جدا أن تكونوا على اطلاع وتعملوا على تغيير البرنامج ليوم غد حتى لا نكون في صف واحد مع القاتل ضد أبناء شعبنا، وحتى يبقى اسم النادي بعيدا عن أي اتهام. نتمنى على حضرتكم تدارك الخطأ، خصوصا وأن الناس بدأت تبحث عن اسم المخيم والجهة المنظمة".

تعقيب رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة

بعد قيام "عرب 48" بالاتصال هاتفيا مع رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، المحامي بسيم عصفور، أصدر بيانا، شرح فيه الاستخدام المؤقت والمحدود لبركة "غان نير"، الواقعة بمحاذاة قرية صندلة، بلد الشهيد ديار عمري.

وقال عصفور إن "الأمر تم تحت ضغط الظروف الجوية الحارة، وليس كبرنامج مخطط سلفا"، مشددا على "تماثل مجلس الطائفة في الناصرة، مع ألم عائلة الشهيد، وأهالي صندلة وجماهيرنا عموما".

وأضاف أنه "على ضوء الأجواء الحارة الاستثنائية التي تسود البلاد، فقد صدرت تعليمات بعدم إجراء جولات في الطبيعة في هذه الأيام، وحسب برنامج مخيم نادي مركز الأحداث التابع لمجلس الطائفة في الناصرة، وهو من أضخم المخيمات الذي يضم أكثر من ألف طفل، فقد كان عدد كبير من الأطفال مخطط لهم جولات في الطبيعة، واضطرت إدارة المخيم للبحث عن بديل، سباحة، ونظرا للعدد الكبير، فإن الخيارات كانت ضيقة، وكان الوقت قصيرا. ولاحقا تم ترتيب بدائل، احتراما لأهلنا في صندلة، ابتداء من يوم غد الأربعاء".

وختم رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة بالقول إن "هذا إجراء مؤقت محدود، ينتهي اليوم الثلاثاء. وفي ذات الوقت نؤكد مجددا وقوفنا إلى جانب عائلة الشهيد ديار، الذي جريمة اغتياله الوحشية هزّت مجتمعنا كله، ووقوفا مع أهلنا في صندلة ضد سياسة التضييق عليهم، ونؤكد أننا جزء من جماهيرنا بكل ما تحمله من قضايا وطنية ومجتمعية".