تسييج دير وكنيسة مار إلياس: "نرفض الاعتداءات والتهويد ونحذر من فخ التحريض"

غطاس: "هذا يرتب علينا مسؤولية حماية الشباب من الانجرار إلى الفخ الذي ينصبه اليمين الإسرائيلي المتطرف من اتهامهم بالتحريض وإشعال الفتنة في سياق حملته الانتخابية".

تسييج دير وكنيسة مار إلياس:

سياج حديدي حول دير مار إلياس بحيفا، صباح اليوم

أقيم سياج حديدي حول دير مار إلياس مع بوابة مقفلة في مدينة حيفا، اليوم الإثنين، بهدف منع أي محاولة للاعتداء على الدير والذي شهد اقتحامات متكررة من قبل مجموعات من المتطرفين اليهود، في الآونة الأخيرة، من أجل أداء طقوس وصلوات فيه والبحث عما يسمى "قبر النبي إليشع"، إذ تزعم هذه المجموعة أن الضريح داخل الدير.

وقال الناشط إبراهيم غطاس، لـ"عرب 48" إنه "جرى، اليوم، المباشرة ببناء الجدار الحديدي حول دير مار إلياس كما كنّا قد أوصّينا قبل شهر ونصف. هذا الجدار هو فرز لحدود حرية التجوّل للعامة التي يسمح بها الدير".

وأكد أنه "يجب التنويه أن ملكية الدير المثبتة في سجلات الملكية الرسمية للدولة تحوي الشارع وموقف السيارات والجبل كاملا أيضًا".

وأشار غطاس إلى أن "هذا هو الاعتداء التاسع على التوالي في غضون شهر ونصف، والذي زادت وتيرته مقارنة مع الاعتداء الأول، إذ تزداد في كل مرة أعداد المعتدين اليهود على دير وكنيسة مار إلياس تحت ذرائع واهية، ولذلك صدر قرار عن الرهبان الكرمليين القائمين على الدير بتبني التوصية التي أعدت من قبلنا بإقامة سياج حديدي حول الدير لمنع المعتدين من الدخول والحد من الاعتداءات والفرز بين المعتدين على الدير والمدافعين عنه".

"فخ التحريض وإشعال الفتنة"

وأضاف "يتوافد شباب من حيفا ومن الجليل والمثلث بشكل يومي للدفاع عن الكنيسة والدير، وهذا يرتب علينا مسؤولية حمايتهم من الانجرار إلى الفخ الذي ينصبه اليمين الإسرائيلي المتطرف من اتهامهم بالتحريض وإشعال الفتنة في سياق حملته الانتخابية".

إبراهيم غطاس (عرب 48)

وتابع غطاس أن "ملكية الدير تشمل كافة المنطقة من الجبل إلى البحر، وبناء عليه اتخذ القائمون على الدير قرارا يحدد الحيز الذي يمكن التجوال فيه خارج المنطقة، وأقول لكل من أتى للدفاع عن الدير أن للدير رب يحميه وأحذر الشباب المندفع من الوقوع في المطب الذي تحاول الحكومة اليمينية المتطرفة وضعه أمامهم، إذ تشرع هذه الحكومة كل هذه الاعتداءات بل وتعطيها غطاء قانونيا وسياسيا، ومع ذلك فنحن نعيش في دولة مؤسسات وقانون ويجب على السلطات الالتزام بالقوانين، وعندما تقرر الكنيسة وضع حدود مكانية فعلى الدولة حماية هذه الحدود ومنع الاحتكاك بين أبناء الكنيسة والشباب المتواجدين ضمن أراضيها والمعتدين، ولكن هذا لن يثني هذه الحكومة الفاشية عن ممارسة سياساتها التهويدية بحق الأرض العربية".

وشدد على أن "هذا الدير هو الجامع لكل الطوائف المسيحية في المنطقة، وفي كل عائلة شخص يحمل اسم إلياس تيمنا بهذا الدير وأغلبهم تعمدوا هنا، وفي كل عام تمر من هنا مسيرة السيدة العذراء عليها السلام، وكانت أمي تخبرني بأن النسوة كانت تصعد إلى هنا حفية الأقدام ليقدمن النذور إقرارا بقدسية الدير، وحضوره في الوجدان العربي المسيحي وارتباطه بجذورنا وقضيتنا".

وختم غطاس حديثه بالقول "لقد بدأ الرهبان الكرمليين بالتوافد إلى هذا الدير قبل ألف سنة، وقد صمد الدير في وجه نوائب الدهر طيلة الفترة الماضية، وأتمنى من الشباب الاستماع لحكمة القيادة الدينية والمحلية في عدم الانجرار وراء الفتنة التي تقف خلفها الحكومة اليمينية المتطرفة، ولقد أعطينا السلطة الأداء التي تمكنهم من فرض القانون وهي بناء هذا الجدار الذي سيقف في وجه حملة التهويد التي بدأت معالمها بالظهور من خلال نشر أفكار مغلوطة في موقع ويكيبيديا الذي أشار إلى أن هذه المنطقة هي منطقة متنازع عليها، وهذا الكلام عار عن الصحة فهذا الدير والمنطقة الجغرافية التي يقع عليها هي منطقة عربية مسيحية ولا يمكن أن تكون محل نزاع مع اليهود الذي يسعون إلى تهويدها بشتى السبل، وعلى قوات الشرطة الاضطلاع بمسؤوليتها كاملة لتطبيق القانون ووقف الاعتداءات المستمرة من قبل اليهود المتطرفين".

"نحافظ على إرث وطني فلسطيني"

وقال أنيس داوود الذي تواجد بالإضافة إلى مجموعات شبابية في ساحة الكنيسة والدير، لـ"عرب 48": "نحن هنا متواجدون منذ عدة أيام وعلى مدار الساعة لمنع الاعتداء على الكنيسة والدير، ولهذه الكنيسة قدسية ورمزية كبيرة لدينا، فنحن كمسيحيين تعمدنا وأبنائنا وآبائنا هنا، وكان الأهالي منذ مئات السنين ولا يزالوا يحتفلون بأعيادهم هنا ويسهرون ويتسامرون، ونحن بحفاظنا على الكنيسة والدير نحافظ على إرث وطني فلسطيني لكافة أطياف الشعب مسيحيين كانوا أم مسلمين، ونرحب بكل زائر لهذا المكان المقدس من أي طائفة كان أو دين شرط احترامه لقدسية المكان".

نمر زكنون (عرب 48)

"نرفض كل التجاوزات بحق الكنائس"

وذكر المسن نمر زكنون (84 عاما) من كفر برعم المهجرة وسكان مدينة حيفا، لـ"عرب 48"، أن "وجودنا هنا هو رد واضح على الاعتداءات التي تطال كنيسة مار إلياس، وهي رسالة واضحة بأننا نرفض كل التجاوزات بحق الكنائس، ونحن كنعنايون ومن أصل كنعاني، هذا مكان مقدس ونرفض أن تحل عليه نكبة وأن يستولى عليه".

"خلق الفتنة وتخريب النسيج الاجتماعي"

وقال المسن إلياس ضو (81 عاما) من كفر برعم بالأصل وسكان حيفا، لـ"عرب 48"، إنه "أتيت إلى هنا برفقة عدد من الأصدقاء للرد على الاعتداءات العنصرية التي يقف من ورائها بن غفير، والذي يعمل وفق مبدأ فرق تسد لخلق الفتنة وتخريب النسيج الاجتماعي في حيفا".

إلياس ضو

وأضاف أن "هذه السياسات العنصرية تهدف إلى تهويد حيفا وكنائسها وأديرتها كما حاولوا تهويد القدس، وهم يختلقون تاريخيا محرفا وكمثال قام أحد اليهود العنصريين في قرية أديتا بدفن حمار وأقام عليه قبر وادعى أنه قبر تاريخي يهودي، كما ادعى يهود آخرون أن قبر أحد أبناء المنطقة الذي توفي قبل 100 عام يعود لرجل دين يهودي، كما أقاموا كنيسا فوق بئر ماء كانت تستخدم مياهه لزراعة الدخان ليهودوا المنطقة، وهم لا تاريخ لهم هنا ولا وجود لكنهم يغيرون في تاريخ المنطقة تمهيدا لجعلها منطقة يهودية خالصة".

وقال ناشط آخر "إن البوابة ستكون مفتوحة في ساعات الزيارة للكنيسة والدير، وستغلق في بقية ساعات اليوم، ولكننا نريد حلا جذريا لمنع هؤلاء المتطرفين من الحضور إلى هنا".

وأضاف أنه "نرى في هذا السياج والبوابة حلا مؤقتا. ولن نسمح لأي شخص بالدخول إلى الدير دون إذن، وسنواصل التصدي لاقتحامات المتطرفين اليهود".

التعليقات