هبة القدس والأقصى: إحياء الذكرى الـ23 وزيارة أضرحة الشهداء

استهلت الفعاليات بزيارة أضرحة ونصب الشهداء التذكارية في جت وأم الفحم ومعاوية والناصرة وكفر كنا وكفر مندا وسخنين وعرابة، على أن تختتم بمسيرة مركزية في سخنين.

هبة القدس والأقصى: إحياء الذكرى الـ23 وزيارة أضرحة الشهداء

والدة الشهيد أحمد صيام عند ضريحه في معاوية (عرب 48)

نظمت اليوم السبت فعاليات إحياء الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى، والتي استهلت بزيارة أضرحة الشهداء والنصب التذكارية تخليدا لذكراهم، على أن تتوّج بمسيرة مركزية في مدينة سخنين.

وشهداء هبة القدس والأقصى الـ13، هم: رامي غرّة من جت المثلث، أحمد صيام جبارين من معاوية، محمد جبارين ومصلح أبو جراد من أم الفحم، وسام يزبك وإياد لوابنة وعمر عكاوي من الناصرة، محمد خمايسي من كفركنا، رامز بشناق من كفر مندا، عماد غنايم ووليد أبو صالح من سخنين، علاء نصار وأسيل عاصلة من عرابة.

واستهلت زيارة أضرحة الشهداء في جت المثلث، حيث زار أهالي القرية ولجنة المتابعة والقوى السياسية والوطنية ضريح الشهيد رامي غرة ووضعوا أكاليل الزهور على ضريحه.

وطالب والد الشهيد رامي، حاتم غرة، في حديث لـ"عرب 48" القوى الوطنية والسياسية في الداخل الاهتمام بحملة توعوية منهجية حيال هذه الذكرى للأجيال القادمة.

وفي أم الفحم، جرى زيارة ضريح الشهيد محمد أحمد جبارين في مقبرة الجبارين بالمدينة ووضع الأكاليل على ضريحه، ثم انتقل وفد لجنة المتابعة لزيارة النصب التذكارية حيث جرى وضع الأكاليل في دوار الشهيد محمد جبارين، ودوار الشهيد أحمد صيام جبارين، ودوار الشهيد مصلح أبو جراد.

وفي معاوية، استقبلت عائلة الشهيد أحمد صيام جبارين وفد لجنة المتابعة في مقبرة البلدة، وجرى وضع الأكاليل على ضريح الشهيد.

وقالت والدة الشهيد أحمد، هدية صيام، لـ"عرب 48"، إن "هذه المناسبة من المهم إحياءها كل عام وذلك لترسيخها بعقول أبناء شعبنا وعائلات الشهداء وأحبابهم، إذ أن هذا اليوم مهم وهو الذي وقف به الجميع وقفة رجل واحد دفاعا عن مقدستنا، ويجب أن لا تقتصر إحياء الذكرى على شهداء هبة القدس والأقصى وإنما يجب أن يتم تخليد كل الأحداث المفصلية التي شهدناها الصغيرة والكبيرة".

وحول إحياء الذكرى الـ23، أكدت أن "هذه النشاطات السنوية مهمة وضرورية وتمنح عائلات الشهداء قوة وطاقة وتجعلها تشعر أن أبناء شعبها معها، وأنهم بيننا حيث بالنسبة لنا ابننا حي وموجود بيننا".

وتطرقت إلى وصية ابنها الشهيد بالقول إن "وصية أحمد وجدناها بعد استشهاده بأسبوعين بين الكتب التي كان يقرأها وبين مذكراته التي كان يدوّن عليها، عندما شاهدنا الوصية فوجئنا بكمية الثقافة والتدين والالتزام بها، وعندما أقرأ الوصية التي حفظتها أتذكر التزام ابني الديني والوطني".

ولفتت صيام إلى أنه "عندما أشاهد التزام أحمد بالوصية أتذكر التربية بالمنزل، وأربط بين التربية الصحيحة بالمنزل وما يحدث بمجتمعنا وأن التربية الصحيحة والصالحة في المنزل تخلق جيلا صالحا بعيدا عن الجريمة".

وختمت بالقول إن "ابني استشهد برصاص الشرطة والمؤسسة الإسرائيلية وليس برصاص أبناء دينه ومجتمعه كما يحصل اليوم في مجتمعنا، فما يحصل موجع لنا وخصوصا أن ابننا أحمد استشهد وهو يدافع عن المقدسات والمسجد الأقصى وبرصاص الشرطة وليس برصاص أبناء شعبه".

وفي الناصرة، جرى زيارة النصب التذكاري للشهداء الثلاثة وهم وسام يزبك وإياد لوابنة وعمر عكاوي، وقراءة الفاتحة على أرواحهم.

وتحدث رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، سامي أبو شحادة، عن سلوك الشرطة في هبة القدس والأقصى وفي هبة الكرامة، مشيرا إلى أن الشرطة لم تستخلص العبر وما زالت تتعامل مع العرب كأعداء، كما جاء في تقرير لجنة "أور" في حينه، وقال إن "لا فرق بين وزير الشرطة في هبة القدس والأقصى، الليبرالي شلومو بن عامي، وبين الوزير الحالي بن غفير".

وتطرق أبو شحادة إلى فكرة إعلان العصيان المدني بعد أن فشلت كل أشكال النضال للضغط على الحكومة من أجل التحرك لوضع حد للجريمة والعنف.

وفي كفر كنا، وضعت الأكاليل على أضرحة والنصب التذكارية للشهداء محمد خمايسي (شهيد هبة القدس والأقصى)، ومحسن طه (شهيد هبة القدس والأقصى)، وخير الدين حمدان (استشهد برصاص الشرطة).

وألقى قدري أبو واصل كلمة لجنة المتابعة، تحدث خلالها عن مكانة الشهداء في المجتمع العربي، واصفا إياهم بأشرف الناس، فيما شدد رئيس المجلس المحلي، عز الدين أمارة، على أهمية إحياء ذكرى الشهداء معربا عن أمله في أن تتم مواصلة إحياء هذه الذكرى بزخم أكبر.

وفي كفر مندا، جرت زيارة النصب التذكاري للشهيد رامز بشناق في مدخل البلدة، ووضع الأكاليل وقراءة الفاتحة عليه.

وكانت ختام زيارة أضرحة الشهداء في منطقة البطوف، جرى وضع الأكاليل على النصب التذكاري للشهيدين عماد غنايم ووليد أبو صالح في سخنين، وسبقها زيارة مدينة عرابة ووضع الأكاليل على النصب التذكاري للشهيدين علاء نصار وأسيل عاصلة.

وكانت لجنة المتابعة، وبمشاركة السلطات المحلية العربية، واللجان الشعبية في منطقة البطوف، قد أقرت، نهاية الأسبوع المنصرم "البرنامج التفصيلي" لإحياء الذكرى الـ23 لهبّة القدس والأقصى، والمسيرة القطرية الوحدوية في سخنين.

إلى ذلك، أصدرت لجنة المتابعة، مطلع الأسبوع، بيانًا سياسيًا، بمناسبة الذكرى، قالت فيه، إن جميع السياسات التي فجّرت هبّة القدس والأقصى، "استفحلت أكثر مع السنين، وخاصة في السنوات الأخيرة، في ظل حكومات اتبعت تعميق الاحتلال وتوغل الاستيطان، وتكثيف استهداف القدس المحتلة، وخاصة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأولها المسجد الأقصى المبارك، الأكثر استهدافا، خاصة وأن عصابات ’الهيكل المزعوم’، تتربع حاليا على سدة حكومة الاحتلال، ما يقتضي زيادة اليقظة، وإفشال كل مخطط للتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، الذي يعتبر مسجدا إسلاميا بكامل مساحته، وذلك في الوقت الذي تتواصل مخططات اقتلاع أهالي القدس من أحيائهم التاريخية، وأولها البلدة القديمة، جوهرة التاج".

وتابعت: "وعلى صعيد جماهيرنا الفلسطينية في الداخل، فإن الهجمة على ما تبقى من أرض عربية تستفحل، خاصة في منطقة النقب، حيث تشتد مخططات الاقتلاع وتدمير آلاف المساكن والبيوت سنويا، لتهجير أصحاب الأرض، وإسكانهم في غيتوات مخنوقة، في حين أن جميع البلدات والمدن العربية والجماهير العربية في المدن التاريخية، تشهد أزمة أرض وسكن، وعدد من البلدات تشهد حالة تفجر سكاني، بموازاة استفحال سياسات التمييز العنصري، والحرمان من الميزانيات، ومساواة الميزانيات الأخرى، وكل ذلك بالتوازي مع تشريعات عنصرية فاشية تستهدف شعبنا الفلسطيني عموما وجماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل".

وقالت: "إننا نحيي الذكرى الـ23 لهبة القدس والأقصى، في عام يسجل ذروة بعدد ضحايا دائرة الجريمة والعنف، فاقت بكثير الذروة التي تسجّلت في العامين الماضيين على التوالي". وأكدت المتابعة أن "استفحال هذه الظاهرة الدموية، مرتبطة كليا بهبّة القدس والأقصى، لأنها مخطط سلطوي، يقضي بإطلاق يد عصابات الجريمة، وانتشار السلاح، كأحد استخلاصات الهبة في المؤسسة الحاكمة، بهدف ضرب وتفتيت وتفكيك مجتمعنا الفلسطيني من الداخل، وإبعاده عن قضاياه الأساسية، أولها قضيته القومية، وقضاياه اليومية".

وأضافت: "وهذا بموازاة تشديد القبضة السياسية، بالملاحقات والاعتقالات والترهيب للناشطين السياسيين، والحركات السياسية، وفرض أحكام جائرة غليظة على معتقلي هبة الكرامة في أيار العام 2021، وفي هذا العام بات جليا استهداف لجنة المتابعة، والسعي لحظر نشاطها بموجب قانون الطوارئ الجائر".

وأكدت لجنة المتابعة على "أن شعبنا بات أحوج إلى رص الصفوف، وتجاوز جميع مظاهر الانقسام والشرذمة والمراهنة على سراب الأوهام، ولمواجهة كل هذه السياسات، خاصة في زمن الهرولة، والتعاطي المشبوه مع أشرس الحكومات الإسرائيلية، والسعي للتطبيع معها". وحذّرت "من المساعي الأميركية والإسرائيلية المحمومة لإقامة علاقات بين إسرائيل والسعودية، لخدمة المصالح الكونية للإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة، ولتصفية القضية الفلسطينية في خدمة إسرائيل والصهيونية العالمية، الأكثر تشددًا".

وأشارت المتابعة "بقلق شديد إلى الموقف السعودي الذي يقفز وفق ما يصدر عنه مؤخرًا من تصريحات، عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وعن قرارات الشرعية الدولية، ويقفز حتى عن المبادرة العربية التي صاغتها السعودية بذاتها". وأكدت لجنة المتابعة أنه "لن يكون استقرار ولا أمن ولا سلام في المنطقة، إلا بإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإنجاز حقة في العودة وتقرير المصير".

التعليقات