المحكمة تمهل الأطراف المختلفة بالتوصل لاتفاق بشأن مقبرة طاسو

المحامي محمد دريعي: "القاضي أوضح أن الوضع الحالي في مقبرة طاسو لا يمكن له أن يستمر، لأن الأهالي من مدينة يافا وأصحاب المقبرة يفرضون أمرا واقعا لا يمكّن المستثمر من أن يقوم بأي عمل في القطعة التي بحوزته".

المحكمة تمهل الأطراف المختلفة بالتوصل لاتفاق بشأن مقبرة طاسو

من المحكمة في تل أبيب، اليوم (عرب 48)

قررت المحكمة المركزية في مدينة تل أبيب، صباح اليوم الثلاثاء، إمهال المستثمرين في مقبرة طاسو الإسلامية بمدينة يافا لمدة 30 يوما، من أجل التوصل لاتفاق مرضٍ بين بلدية تل أبيب ووزارة المالية الإسرائيلية، وبين الشركة المستثمرة التي تريد أن تستولي على نصف مساحة المقبرة.

وتأتي هذه الجلسة ضمن جلسات عديدة في نضال يخوضه أهالي مدينة يافا منذ أعوام عدة، من أجل الحفاظ على مقبرة طاسو بكامها والتي تحتوي على آلاف القبور للمسلمين، بعد أن ادعت شركة استثمارية أنها اشترت مساحة قدرها نصف المقبرة.

وتعود القضية إلى ما قبل 50 عاما، بعد أن ادعت شركة استثمارية يملكها إسرائيليون يهود أن الشركة اشترت مساحة 41 دونما من أصل 80 دونما هي مساحة المقبرة، الأمر الذي رفضه أهالي مدينة يافا، واعتبروه "صفقة مشبوهةً"، وشرعوا مباشرة في نضال بالمسارين الجماهيري والقضائي أمام الشركة وبلدية تل أبيب.

وقال المحامي محمد دريعي من لجنة الحفاظ على الأوقاف في يافا والمترافع في ملف المقبرة لـ"عرب 48" إن "القاضي أوضح أن الوضع الحالي في مقبرة طاسو لا يمكن له أن يستمر، لأن الأهالي من مدينة يافا وأصحاب المقبرة يفرضون أمرا واقعا لا يمكّن المستثمر من أن يقوم بأي عمل في القطعة التي بحوزته. القاضي أكد أنه على المستثمر أن يتوصل لحل مع البلدية وسلطات الدولة، كي يكونوا جزءا من الحل النهائي لهذه القضية".

محمد دريعي

وأضاف أن "القاضي اقترح أن يكون التعويض المالي مرض للمستثمر، لأجل أن تبقى هذه الأرض كلها مقبرة لأهالي يافا المسلمين، إذ أن المقبرة تحتوي على آلاف قبور المسلمين من يافا وخارجها، وبالتالي لا يمكن المساس فيها، وهذا ما أوضحه القاضي، بمعنى أن الحل يجب ألا يكون ميدانيا على الأرض، إنما حلا ماديا أمام جميع الأطراف".

وأوضح دريعي أن "أهالي يافا يجمعون أن هذه المقبرة هي مقبرة إسلامية ووقف إسلامي خالص بكامل مساحتها، والمساس فيها من شأنه أن يشعل المنطقة كلها. المسلمون في يافا عازمون على الدفن في هذه المقبرة ولن يتنازلوا عن شبر منها".

وأكد أن "النضال في كل جوانبه هو الضمان الأساسي الوحيد لأهالي يافا للحفاظ على هذه المقبرة، وحقيقة، لو لم يتمكن الأهالي في يافا من دفن المسلمين في القسم الذي بيع بصفقة مشبوهة، لما تمكنا من الحفاظ على الأرض، ولا أن نصل إلى أروقة المحاكم أساسا ومنع الشركة الاستثمارية من أن تنال من المقبرة".

وختم دريعي بالقول إن "النضال مستمر، والخطوات القادمة ستكون المتابعة أمام بلدية تل أبيب - يافا بالإضافة إلى المتابعة أمام وزارة المالية التي لها الشأن المباشر، وكذلك توعية الشارع اليافي بأن قضية مقبرة طاسو لم تنتهِ بعد، وانتهائها فقط بتحصيل كامل القطعة المتنازع عليها والمصادقة عليها نهائيا أمام السلطات بأن تكون مقبرة ووقف إسلامي للأبد، حتى لا يكون بيع في المستقبل من أي جهة".

وقال عضو بلدية تل أبيب – يافا، المحامي أمير بدران، لـ"عرب 48" إن "الأجواء كانت إيجابية، ولكن بحذر. الطرف الآخر وهو الشركة الاستثمارية، يريد أن يستمر في القضية، ولكن نحن لن نتنازل عنها لأن ليس لأهالي يافا أية مكان آخر يقبرون فيه موتاهم".

أمير بدران

وأضاف أنه "لا يمكن تسليم شبر واحد من هذه المقبرة. هذه المقبرة التي أُخذت بشكل التفافي وغير أخلاقي وغير قانوني، وعلى الدولة أن تعوض هذه الشركة ولا شأن لأهالي يافا بهذا الموضوع. من حق المجتمع المسلم في يافا أن يكون له الحق بمقبرة يقبر فيها موتاه دون ملاحقة، وآن الأوان أن تنهي الدولة هذه القضية".

التعليقات