جديدة المكر: المجلس المحليّ يعلن الإضراب العامّ والحداد لثلاثة أيام بعد مقتل المهندس أدهم حمود

أعلن المجس المحليّ في جديدة - المكر، مساء الثلاثاء، الإضراب العامّ في البلدة الأربعاء، والحداد لثلاثة أيام، بعد مقتل المهندس أدهم حمود (42 عاما).

وقُتل مهندس المجلس المحلي في جريمة إطلاق نار ارتُكبت في البلدة، صباح الثلاثاء.

وشارك في الجلسة رئيس المجلس المحلي وإدارته، وجميع الموظفين والعاملين فيه، بالإضافة إلى مربّين ومديري مدارس في البلدة.

وأُصيب حمود بجراح حرجة إثر تعرضه لإطلاق النار، وتم نقله لغرفة العلاج المكثف في المركز الطبي للجليل (مستشفى الجليل الغربي) في مدينة نهريا، حيث تمّ إقرار وفاته هناك بعد فشل محاولات الإبقاء على حياته. وأفيد بأن الضحية حمود قُتل في جريمة إطلاق نار خلال تواجده بسيارته بالقرب من المجلس المحلي وبجانب الملعب البلدي. وترك خلفه زوجة ثاكل وثلاثة أولاد.

وفي بيان صدر عن المجلس المحلي في البلدة، جاء أن "رئيس المجلس المحلي السيد سهيل ملحم، وإدارة، وأعضاء وموظفي المجلس، يستنكرون ويشجبون بأشد العبارات جريمة الإغتيال البشعة التي راح ضحيتها مهندس المجلس المحلي أدهم وليد حمود ’خيرة شبابك يا بلد’، أثناء تأديته عمله وواجبه في خدمة مواطني هذه البلدة".

وأضاف البيان: "إننا نرى بهذه الجريمة عملا جبانا اقترفته أيد آثمة، لا تعرف معنى الإنسانية، وكلّ ذلك بحقّ موظف مخلص في عمله ومواطن صالح يسعى ليل نهار في خدمة مواطني هذه البلدة بكلّ أمانة ومحبة وتضحية".

ودعا البيان "أهالي بلدتنا إلى ضبط النفس والتروّي، فنحن موقنون أنّ مواطني بلدتنا على درجة من المسؤولية من أجل المحافظة على النسيج الاجتماعي، ومن جهة أخرى نطالب الشرطة باتخاذ كلّ الإجراءات والمباشرة بالتحقيقات الجديّة لإلقاء القبض على الأيدي الآثمة التي قامت بهذا العمل الجبان".

وفي البيان ذاته أعلن "المجلس المحلي بكافة مؤسساته الإضراب العام، والحداد لمدة ثلاثة أيام".

وأضاف البيان: "ومن أجلك أدهم ومن أجل إنصافك سنواصل في المجلس المحلي متابعة ملف هذه القضية، وسنصل أعلى المستويات، ولن نألوا جهدا حتى يتم القبض على الجناة".

وقال رئيس المجلس المحلي في جديدة - المكر، سهيل ملحم، خلال الاجتماع: "لقد خسرنا خسارة فادحة، ولسنا اليوم في معرض تحديد الأسباب وإلقاء اللوم في ظل تكرر هذه الجرائم، ويجب ألّا تمرّ جريمة اغتيال المهندس أدهم مرور الكرام، لمكانته الكبيرة والعظيمة في قلوبنا".

وأضاف: "قررنا في المجلس المحلي إعلان الحداد لثلاثة أيام، والإضراب العام غدا، وهذه الخطوات لن تفي حق أدهم، سنتابع التحقيقات على جميع المستويات، وسنترقب موعد الجنازة، جميعنا سنقف إلى جانب عائلة أدهم، ولن نتركها في هذا المصاب الذي هو مصابنا جميعا، فلطالما شعرنا بأننا عائلة واحدة بحضور أدهم".

من جانبه، قال نائب رئيس المجلس المحلي، مروان ميعاري، إن "السواد يلفّ جديدة المكر، والحزن هو الشعور الطاغي على اجتماع مجلس جديدة المكر بعد جريمة اغتيال المهندس أدهم حمود، لقد كان المغفور له حسن الخلق محبا للخير، وقد عقدنا اجتماعين لبحث سبل اتخاذ إجراءات ومواقف حيال هذه الجريمة النكراء".

وحمّل المرشّح لرئاسة المجلس، عفيف حاج، الشرطة المسؤولية، قائلا: "لا يكفي تدخل قائد المنطقة في الشرطة فقط بالتحقيق في جريمة قتل أدهم، بل يجب التدخل على المستوى الحكومي". وتساءل: "هل علينا كموظفي سلطات محلية وضع حراسة شخصية لنتمكن من العيش بأمان؟ رغم أن مقتل أدهم لم يكن له علاقة بعمله في المجلس المحلي، لكن خسارة أدهم خسارة فادحة للجميع، وشهادتكم على أدهم تدلّ على مكانته العظيمة، وهو غني عن التعريف".

كما حمّل عضو المجلس السابق بلال كيال الشرطة والمؤسسة الأمنية مسؤولية ما حدث، وقال إن "المنظومة الأمنية منظومة فاسدة، لا تلاحق الجريمة ولا تردع المجرمين، الذين لا ندري فيما إذا كانوا هم ضحايا أيضا لهذه المنظومة، لذا فالكلام لم يعد يجدي نفعا، لو لم يحدث تقصير كبير لما طفت هذه العصابات المجرمة على السطح".

وأضاف أن "أدهم قُتل أثناء تأديته عمله، وهو زميل لنا جميعا وأخ للجميع، ولذلك أطلب إعلان الحداد على روحه الطاهرة لمدة ثلاثة أيام على الأقل وهذا أقل ما يمكننا فعله، لإيصال رسالة إلى المجتمع ككل، بأنه يجب أن تتوقف آلة الإجرام والقتل، وأن مقتل أدهم لم ولن يمر مرور الكرام".

وفي وقت سابق الثلاثاء، أفاد مراسل "عرب 48" بأن مجلس محلي جديدة المكر سرّح الموظفين وأغلق أبوابه في أعقاب مقتل مهندسه، وساد الحزن والأسى بين زملاء وأهل وأصدقاء الضحية، وتوافد عدد من الأهالي إلى منزل العائلة الثاكل لمواساتها والوقوف إلى جانبها في مصابها الجلل.

وأعرب نائب رئيس مجلس جديدة المكر المحلي، مروان ميعاري، في حديثه لـ"عرب 48" عن شجبه واستنكاره بأشد العبارات لجريمة قتل مهندس المجلس المحلي، أدهم حمود.

وقال ميعاري إنه "فُجعنا بجريمة قتل مهندس المجلس المحلي، أدهم حمود، صباح اليوم، ولم نكن نتوقع حدوثها، فالمرحوم كان مهنيا وخلوقا وربطته علاقات طيبة مع الجميع. الجريمة وقعت كالصاعقة على كافة أهالي جديدة المكر".

وأضاف أن "حالة من الحزن والأسى سادت بين الأهالي في جديدة المكر. ندعو الشرطة إلى القيام بأداء عملها ومحاربة العنف والجريمة وإعادة الهدوء إلى القريتين خصوصا ومجتمعنا العربي عموما".

وتأتي هذه الجريمة في الوقت الذي يشهد المجتمع العربي جرائم قتل وأحداث عنف متصاعدة ومتواصلة، وسط تقاعس الشرطة عن القيام بدورها في توفير الأمن والأمان للمواطنين.

وقُتل 14 شخصا بينهم شابة من المجتمع العربي في جرائم إطلاق نار وطعن منذ مطلع العام 2024 ولغاية اليوم، فيما سجل العام الماضي حصيلة غير مسبوقة في جرائم القتل راح ضحيتها 228 شخصا بينهم 16 امرأة.

وتحوّلت جرائم القتل إلى أمر معتاد يرتكب على نحو شبه يومي في المجتمع العربي، الذي يجد نفسه متروكا لمصيره، في ظل تقاعس الشرطة وتواطئها مع منظمات الإجرام.

وترتكب الجرائم وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، علما بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في الربا والسوق السوداء، وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام أو في إطار العنف الأسري.