تعتزم الشرطة الإسرائيلية فتح تحقيق تستهدف من خلاله د. عنات مطر، المحاضرة في قسم الفلسفة في جامعة تل أبيب، وذلك في أعقاب تعرضها لحملة تحريض واسعة بسبب تأبينها للأسير الشهيد وليد دقة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن الشرطة "تدرس فتح تحقيق ضد مطر"، بذريعة "دعم الإرهاب أو التحريض عليه"، بعد أن نعت الشهيد وليد دقة، في منشور على حسابها الشخصي بموقع "فيسبوك".
وفي منشورها، قالت مطر "وداعا أيها الصديق العزيز والحبيب. لقد كنت وستظل مصدر إلهام لا نهاية له. قلبي مع الشعب الفلسطيني بأكمله الذي فقد اليوم أحد أفضل أبنائه".
وأضافت "سأكتب المزيد عن وليد دقة، المثقف، الصديق، النبيل، عندما أجد الكلمات المناسبة لذلك، في نهاية الطريق الرهيب، صلينا من أجل إطلاق سراحه، على الأقل بسبب تدهور حالته الصحية. حملة التشهير ضده تستمر حتى بعد وفاته المأساوية، من المستحيل تصور أي تحرر".
وتعرضت مطر إلى حملة تحريض واسعة في الأوساط اليمينية في جامعة تل أبيب سرعان ما اتسعت لتشمل وسائل الإعلام الإسرائيلية ووزراء في حكومة بنيامين نتنياهو، طالبت بإقالتها في الجامعة.
ووجه وزير التعليم الإسرائيلي، يوآف كيش، رسالة إلى رئيس جامعة تل أبيب، وطالبه باتخاذ إجراءات ضد مطر. وقال كيش: "لقد صدمت بشدة عندما قرأت كلمات مطر. من غير المعقول أن يُعرب محاضر كبير في إحدى الجامعات الإسرائيلية، علنًا، عن إعجابه بمخرب ويعرفه كمصدر للإلهام"، وفق تعبيره.
وفي تعليقها على حملة التحريض، قالت جامعة تل أبيب إنها "تدين وتستنكر تصريحات مطر"، لكنها ذكرت أنها "تصريحات خاصة خارج الإطار الأكاديمي"، وأضافت أنه "سيتم دراسة الأمر لاحقًا بناءً على سياسة الجامعة بشأن حرية التعبير".
وأدانت جفرا والتجمّع الطلابي، في بيان، "التحريض الدموي الذي تقوده أقطاب اليمين الفاشي ضد المحاضرة مطر، بعد أن نشرت تأبينا للشهيد دقة وقدمت تعازيها للعائلة بسبب هذا الفقدان الأليم والقاسي الذي سببه الإهمال الطبي والسياسات الانتقامية التي انتهجتها سلطات السجون والتي استمرت طوال سنوات اعتقاله التي طالت أكثر من 38 عامًا".
وأشار البيان إلى أن مطر "تشكل حالة استثنائية بمواقفها التقدمية الصلبة ضد الاحتلال والقمع والظلم ومع حقوق الشعب الفلسطيني، وكانت شريكة لنا على الدوام ومنذ عقود طويلة في كل النضالات الطلابية المختلفة في الجامعة وخارجها".
واعتر أن "هذه الملاحقة ليست إلا واحدة من السياسات الانتقامية تجاهها وتجاه كل صوت حرّ يناهض الحرب والاحتلال ويحمل مواقف إنسانية وأخلاقية في مجتمع دموي يجمع على الحرب والقتل والانتقام حتى من أسير يعاني من المرض، وبعد قتله بالإهمال الطبي، يمنعون تشييعه وإكرامه بالدفن بواحدة من أكبر الجرائم الإنسانية التي يعرفها التاريخ الحديث".
وأكد أن "مواقف مطر هي مدعاة للفخر والاعتزاز التي تحمل قيّم الحرية والعدالة والتحرر، كما نعزي أنفسنا وعموم الحركة الوطنية والأسيرة بفقدان الأسير والكاتب الشهيد وليد دقة، الذي ضحى بسنين عمره خلف القضبان منذ أكثر من 38 عامًا عانى فيها من العزل والأهمال الطبي والتعذيب والملاحقة. وله إسهامات أدبية عديدة تشكل مرجعية لأدب السجون والحركة الوطنية والأسيرة الفلسطينية".
التعليقات