الشيخ رائد صلاح قبيل دخوله السجن: الوصاية الأردنية على الأقصى في امتحان كبير

دخل الشيخ رائد صلاح السجن، صباح اليوم الأحد، وقال إن دخوله السجن بظلمته وقيوده أفضل من سجون العبودية والمساومة على الثوابت الإسلامية والعروبية والفلسطينية.

الشيخ رائد صلاح قبيل دخوله السجن: الوصاية الأردنية على الأقصى في امتحان كبير

الشيخ رائد صلاح قبيل دخوله معتقل الجلمة، صباح اليوم (عرب 48)

دخل الشيخ رائد صلاح السجن، صباح اليوم الأحد، وقال إن دخوله السجن بظلمته وقيوده أفضل من سجون العبودية والمساومة على الثوابت الإسلامية والعروبية والفلسطينية.

وقال الشيخ صلاح: "نحن جميعا كل الحضور وكل من يشاهدنا الآن، نحن المنتصرون انتصارا كبيرا بالضربة القاضية على المؤسسة الإسرائيلية في هذه المعركة القضائية. المؤسسة الإسرائيلية وضعتنا بين خيارين، إمّا أن نختار سجن الحرية، وإما أن نختار سجن العبودية، سجن الحرية فيه قضبان وقيود وظلمة، ولكن فيه الانتصار الدائم لثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية، سجن العبودية قد يكون فيه قصور، ولكن فيه والعياذ بالله أن يخلع الإنسان وأن يتجرد عن كل ثوابته الإسلامية العروبية الفلسطينية، وهذا ما لا نقبله لأنفسنا ولا لأي حر ولا لأي حرة على صعيد شعبنا الفلسطيني وعالمنا العربي وأمتنا الإسلامية، على صعيد الحكام وعلى صعيد الشعوب".

"العار لمن يريد أن يدخل القدس من باب الاحتلال الإسرائيلي"

وأضاف أنه "خلال هذه الأيام التي سمح لي أن أتحدث فيها عبر وسائل الإعلام، هناك ملايين من أمتنا الإسلامية وعالمنا العربي وشعبنا الفلسطيني في كل الدنيا، يعتبروننا جميعا أمناء على القدس والأقصى المباركين وعلى كل ثوابتنا الشرعية والوطنية في فلسطين وفي كل أكناف المسجد الأقصى. نحن مطالبون أن نكون على مستوى هذه الأمانة، حتى نحفظها، كل مسلم وكل عربي يرفع رأسه بكم، ويهتف ويردد ما تقولون أنتم مدرسة حرية مدرسة كرامة مدرسة صمود في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس. كيف لنا أن نتنازل عنه، لن نتنازل عنه، من يريد أن يضغط علينا بلغة السجون حتى نتنازل عنه، نقول خسئت نحن هنا باقون بثوابتنا، أرجوكم أن نواصل هذا الطريق ولا نحني رؤوسنا إلا لله رب العالمين".

وأكد الشيخ صلاح أن "آدابنا الإسلامية، وشهامتنا العربية، ونخوتنا الفلسطينية، تقول للقاصي والداني، حكاما وشعوبا، تقول لهم لا تدخلوا البيوت إلا من أبوابها، العار لمن يريد يدخل القدس من باب الاحتلال الإسرائيلي، العار لمن يريد أن يدخل الأقصى من باب الاحتلال، المطلوب أن تتأدبوا مع أدبنا، للقدس باب، نحن باب القدس للمسجد الأقصى، نحن باب الأقصى، مرحبا بكم بشرط أن تدخلوا القدس من بابنا ومعنى ذلك عندما نبشركم بزوال الاحتلال الإسرائيلي تفضلوا حينها أهلا وسهلا عندها، ولكن قبل ذلك، الله العظيم سيغضب وغضبه شديد وعقابه شديد على من بات اليوم يريد الدخول من باب الاحتلال الإسرائيلي، قد يظنون أنهم بهذا التطبيع سيعطون شرعية لوجود الاحتلال الإسرائيلي، نقول لهم أنتم مساكين لسبب واحد، الذي يعطي الشرعية هو نحن، نحن الصامدون في أرضنا، نحن الذين ننزع الشرعية عن كل باطل مفسد. لا بديل عن السير في طريق الأحرار، وعلينا أن لا نميل إلى هوى الخلق حتى لا نقع في العبودية".

"الوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد الأقصى في امتحان كبير"

وقال الشيخ صلاح إن "الوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد الأقصى في امتحان كبير، الآن، والأيام القريبة ستوضح لكم ما أقول. نتمنى لهذه الوصاية نجاحا ينصر ثوابتنا الإسلامية العروبية الفلسطينية. الاحتلال غول وهو لا يشبع وأطماعه لا تتوقف. الهمسات التي بتنا نسمعها هي أخطر بكثير من التقسيم الزماني والمكاني، لذلك هذه الوصاية بامتحان كبير، لذلك أقدّم للقائمين على هذه الوصاية، أولا عليها أن تفرض أمرها على أرض الواقع، والكيفية يجب أن تكون عند المستأمنين على هذه الوصاية، والأمر الثاني أنصح أهل الوصاية بعضد دور فلسطيني كبير ودور عربي كبير ودور إسلامي كبير، لو قدّر لي أن قدم نصيحة عملية، لقلت أنصحكم أن ترحبوا بكل دور شعوبنا المسلمة والعربية، أن ترحبوا بدور كل رئيس صادق مخلص يساندكم يشد عضدكم في نصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك، على صعيد أمتنا الإسلامية وعالمنا العربي وبشكل خاص الحاضنة، حاضنة الأحرار والحرائر، حاضنة الأهل المقدسيين والمقدسيات حاضنة أهلنا في الداخل وحاضنة كل شعبنا في الضفة وغزة والشتات، الحاضنة التي ظلت تحتضن ميراثا تاريخيا حضاريا لأمة مسلمة عربية منذ بداية نكبة فلسطين ورفضت أن تتنازل عن هذا الميراث. نحن في ظرف صعب جدا، وقد تسمعون ما يوجع القلب، قد تسمعون من يتغنى بخطاب الأسرلة أو بخطاب الأمركة أو بخطاب التطبيع والهرولة. هذا موجع، لكن ثقوا نحن المنتصرون بإذن الله في هذا الموقف، ثوابتنا هي المنتصرة بإذن الله رب العالمين، اليوم نحن على عتبة السجن، ولكن بعد فترة سنجتمع على بوابات المسجد الأقصى لنزين الأقصى بأقواس الأسرى، ولا أقول ذلك من باب التجييش، ولكن أرى ذلك رؤي العين، ما هو قادم علينا خير كثير. نحن جسد واحد، نحن قلب واحد، نحن خطاب واحد، رسالة واحدة، أبناء البيت الواحد قد يختلفون، ولكن خلال هذه الأيام، عرفت بوجود حراك ضخم يضم مئات المؤسسات كلهم في موقف واحد يطالبون بعدة أمور، منها أمام هدفين تقديم المؤسسة الإسرائيلية للمحاكمة، والأمر الثاني يطالبون بإطلاق سراحي فورا".

المئات يقفون إلى جانب الشيخ صلاح قبيل دخوله السجن

واحتشد المئات من البلدات العربية في البلاد، صباح اليوم، أمام سجن الجلمة بالقرب من مدينة حيفا، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الشيخ رائد صلاح قبيل دخوله السجن، بعد إدانته إسرائيليا يوم 24 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، بتهمة "التحريض على الإرهاب"، و"تأييد منظمة محظورة" هي الحركة الإسلامية التي تولى رئاستها قبل حظرها إسرائيليا، يوم 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015.

وردت المحكمة المركزية في مدينة حيفا، يوم 16 تموز/ يوليو 2020، الاستئناف الذي تقدّم به طاقم الدفاع عن الشيخ صلاح على قرار محكمة الصلح بحيفا، والقاضي بإدانته وسجنه 28 شهرا في المِلَفّ المعروف إعلاميا "مِلَفّ الثوابت".

وقررت المحكمة أن يبدأ الشيخ صلاح قضاء محكوميته بالسجن الفعلي اليوم 16 آب/ أغسطس.

وفرضت المحكمة يوم 10 شباط/ فبراير 2020 السجن الفعلي على الشيخ صلاح 28 شهرا في "مِلَفّ الرهائن" مع تخفيض 11 شهرا قضاها الشيخ صلاح بالاعتقال الفعلي في المِلَفّ المذكور.

وكان من المزمع أن يبدأ الشيخ صلاح قضاء محكوميّته، الصادر عن محكمة الصلح في شهر آذار/ مارس الماضي، بيد أن جائحة كورونا حالت دون دخوله إلى السجن بعدما قدّمت هيئة الدفاع استئنافا على قرار محكمة الصلح.

وخضع الشيخ صلاح، منذ تحويله إلى الحبس المنزلي في "مِلَفّ الثوابت"، لقيود مشدّدة مع قيد إلكتروني، ومُنع عن التواصُل مع الجَمهور، باستثناء أقاربه من الدرجة الأولى، وسُمح له في مرحلة لاحقة، الخروج من منزله لمدة زمنية قصيرة، شرط أن يرافقه أحد الكفلاء.

وقضى صلاح، أحكامًا مختلفة في السجون الإسرائيلية، كانت الأولى عام 1981، والثانية عام 2003، وكانت الثالثة عام 2010، فيما اعتُقِل بعدها بعام في بريطانيا، ثمّ أعيد اعتقاله في عام 2016 في إسرائيل، ومنذ عام 2017 وهو مُلاحق ضمن ما يُعرف بملف الثوابت.

الشيخ رائد صلاح قبيل دخوله السجن، صباح اليوم (عرب 48)

خطيب: "زمن الهرولة والتطبيع والسعي لتقبيل اليد الإسرائيلية"

وقال رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، الشيخ كمال خطيب من أمام سجن الجلمة، صباح اليوم: "الحقيقة أننا سنفارق الشيخ رائد صلاح 17 شهرا، وهي ليست بالمدة القليلة، خاصة أنه بعيد عنا منذ ما يقارب 5 سنوات، لكن هذا الثمن الذي يدفعه الشيخ رائد صلاح سيكون سهلا إن شاء الله أمام قناعته وقناعتنا لأنه يسجن دفاعا عن الثوابت وحفاظا عن الثوابت وفي مقدمتها حقنا الأوحد في المسجد الأقصى المبارك، ثم قضية شعبنا الفلسطيني وما يتعرض له من مؤامرات".

وأكد أن "يقف الإنسان ثابتا في زمن الهرولة والتطبيع والسعي لتقبيل اليد الإسرائيلية هذا ليس سهلا، لكن لأننا نعلم أن الشيخ رائد صاحب همة وإرادة فاليقين بأن سيعطي حالة معنوية للأمة، ثَبات الشيخ رائد هو ثَبات الأمة".

اقرأ/ي أيضًا | حوار خاصّ لـ"عرب 48" مع الشيخ رائد صلاح قبل أسابيع من دخوله السّجن

التعليقات