مهرجان الأسرى في باقة الغربية: أسرى الداخل ضحوا من أجل فلسطين، ولا بد لأي صفقة تبادل من أن تشملهم

بمناسبة مرور ربع قرن على اعتقال عدد من المناضلين من أبناء الداخل الفلسطيني، احتشد مساء اليوم السبت، في مهرجان شعبي، المئات من الأهالي وأسرى محررين، وذوي أسرى الداخل الفلسطيني، في قاعة ليالينا، بمدينة باقة الغربية، وذلك تلبية لدعوة لجنة الأسرى والمحررين والحركة الأسيرة في الداخل.

مهرجان الأسرى في باقة الغربية: أسرى الداخل ضحوا من أجل فلسطين، ولا بد لأي صفقة تبادل من أن تشملهم

بمناسبة مرور ربع قرن على اعتقال عدد من المناضلين من أبناء الداخل الفلسطيني، احتشد  مساء اليوم السبت، في مهرجان شعبي، المئات من الأهالي وأسرى محررين، وذوي أسرى الداخل الفلسطيني، في قاعة ليالينا، بمدينة باقة الغربية، وذلك تلبية لدعوة  لجنة الأسرى والمحررين والحركة  الأسيرة في الداخل.

وكان من بين الحضور عدد من القيادات السياسية والمحلية، من بينهم رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني، الدكتور جمال زحالقة، والنائبة حنين زعبي، ونائب أمين عام التجمع، مصطفى طه، ومنير منصور، رئيس رابطة الأسرى العربية، وعدد كبير من أعضاء وكوادر التجمع الوطني، ووفود من القدس المحتلة، والجولان العربي السوري المحتل.

وتم تنظيم المهرجان في الذكرى الـ25 على أسر كل من وليد دقة، و صالح (رشدي) أبو مخ، وإبراهيم أبو مخ، وإبراهيم بيادسة، الذين اعتقلوا في شباط من العام 1986، ويقضون حكم المؤبد في السجون الاسرائيلية.

تولى عرافة المهرجان عضو المكتب السياسي للتجمع، أيمن حاج يحيى، الذي استعرض بإيجاز فصول من معاناة الأسرى على مدار عقود مضت، ومعاناة ذويهم، كما أكد على أن هؤلاء الذين شكلوا خط دفاع أول في نضالاتنا، إنما يستحقون منا الكثير الكثير، كما أكد على دور المرأة المناضلة، من أمهات أسرى، وزوجات وأخوات.

سميح أبو مخ، رئيس اللجنة الشعبية في باقة الغربية، تحدث أمام الحضور بالقول: نقول لعائلات الأسرى، كفاكم شرفا وفخرا أنكم أبناء لهؤلاء.. مضيفا أن أسرانا سيبقون الأوسمة، نزين بها رؤوسنا، ونرفع بها هاماتنا عاليا، وأن إرادة الله أكبر من الجميع، ومهما طال الظلم وكان عميقا، فقريبا سيكون الأسير حرا، ومهما طال الظلم، لم ولن تكتب له الشرعية، ولن يدوم طويلا، وأن مصير الظالمين إلى مزبلة التاريخ، وستكون المذلة والمهانة مصيرا لهم، كما طالب الإخوة في حماس بعدم التخلي عن أسرى الداخل والقدس، و"إننا كلنا أبناء الشعب الفلسطيني."

سناء سلامة، زوجة الأسير وليد دقة، قالت في معرض كلمتها، نقول لحركة حماس من هنا، من باقة الغربية، لن نقبل صفقة تبادل أسرى دون تحرير أسرى الداخل، والقدس، والجولان، وإذا تم تجاوزهم فإننا نرى في ذلك رسالة خطيرة لفلسطينيي الداخل، مفادها "أننا لسنا جزءا من الشعب الفلسطيني، ونحن نطالب بشملهم ضمن صفقة التبادل المرتقبة، كما تم في صفقات سابقة، حيث كان أسرى الداخل أولوية فيها.

كما قرأت سلامة أمام الحضور رسالة من زوجها الأسير وليد دقة، عنونها بـ "إلى طفل لم يولد بعد".

منير منصور، منسق الرابطة العربية لأسرى الداخل، في كلمته الموجزة قال: نحتفي باسرى يسطرون ملحمة صمود وتحدي منذ أكثر من ربع قرن، هؤلاء الذين بفضل نضالاتهم نتنفس حرية وكرامة، وأضاف أننا سنبقى كما كنا ولا زلنا، نقف إلى جانب أسرانا البواسل حتى تحرير الأرض، وتحرير الأسرى، وتابع: نجدد العهد لكم، ونقول لستم وحدكم، بل شعبكم معكم، مضيفا: نحن لسنا بحاجة لتراخيص وشرعية من أحد، بل شرعيتنا نستمدها من صميم قضيتنا وعدالتها.

الأسير المحرر داهش عكري، تحدث لرفاقه بالأسر بالقول: بعد ربع قرن من الأسر، لهؤلاء الرفاق أقول إنني أشعر بمزيد من الاعتزاز والفخر أني انتميت إلى هذا الرهط من المناضلين، وإنني أقف خجلا أمام بقائكم في الأسر، وأنتم تضيفون يوميا صفحات من الصمود والنضال، وإننا نناشد قوى المقاومة الإصرار على شملكم في صفقة التبادل المرتقبة، وعدم ترككم في فم الوحش.

د.جمال زحالقة قال في معرض كلمته: يطرح اليوم موضوع أسرانا على مسارين، المسار الأول يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، وأنا أتوجه لكم جميعا بأن تتعاملوا مع هذا الموضوع بصبر وروية، فهناك مفاوضات تجري، وهناك تمسك بقوائم الأسرى التي تشمل عددا كبيرا من أسرى الحرية من فلسطينيي الداخل، وأضاف: وأنا لا أتخيل ولا أريد أن أتخيل أن تتم صفقة لا تشمل أسرانا في الداخل، ،وأقول إنه لا أساس من الصحة للشائعات القائلة إن هناك نية للتنازل عن أسرى الداخل، وبالتالي فإن كل السجناء الفلسطينيين هم سجناؤنا، ونحن نستغل الفرص ونضغط، ولم نتوقف، في محاولة إحداث تغيير جذري أمام العناد الاسرائيلي، حيث نطالب بحقوق الأسرى وتحديد المحكوميات، وتخفيض ثلث المدة، وما إلى ذلك، إلى حين يتم تحريرهم، وأضاف زحالقة أن كل أسرانا أعلنوا أنهم عند خروجهم من السجن فإن نضالهم سيكون نضالا سياسيا جماهيريا، وقسم منهم أعضاء في التجمع ونفخر بذلك.. هذه رسالة لإسرائيل بأن أسرانا ليس كما تقولون سيعودون للمقاومة المسلحة، وتتذرعون بذلك لعدم تحريرهم، فهم يؤمنون باستراتيجية نضالنا التي توصلنا إليها في الحركة الوطنية في الداخل، وهو نضال سياسي شرعي، واضح وفي العلن، وهؤلاء أبطالنا وضحوا بالكثير، ونحن لا نطلب من أحد أن يسجن، ولا نريد لأحد أن يسجن، السجن ليس هدفا لنا، بل ندعو إلى أن أن يقوم الجميع باعتماد النضال السياسي الجماهيري المؤثر.

الطفلة علا طه، في معرض كلمتها للأسرى، قالت: أنتم الضمير الحي، والقلب النابض لقضيتنا العادلة.. أنتم يا من دفعتم زهرة شبابكم في ظلمات زنازينهم، وما لانت عزيمتكم،  فقهرتم الجلاد، وهذا التحدي هو أجمل ما فيكم.. وأضافت: العز والكبرياء لكل شرفاء الأرض أينما كانوا.. والعار كل العار للخونة وللسماسرة والعملاء، كما أتحفت علا الجمهور بقصيدتين للشاعر الكبير محمود درويش، والشاعر عمر الفرا.

هذا وتم في الختام تكريم ذوي الأسرى بدروع تقديرية حملت شعارات الصمود والنضال.

وكان مسك الختام فقرة فنية  ملتزمة، قدمها الفنان بلال بدارنة وفرقته الموسيقية، التي تفاعل معها الجمهور بالتقدير والإعجاب.

 

التعليقات