هبة الكرامة: رامي شحادة قبيل تسليم نفسه للحبس الفعلي.. "قرار ظالم ولم أرتكب جريمة"

يُسبب هذا الحكم الجائر حالة من الحزن والغضب في قلب عائلته، حيث سيقضي رامي عقوبة السجن لمدة 12 شهرًا. وأتى هذا القرار بعد رفض المحكمة العليا الاستئناف الذي قدمه محامي الدفاع، ماهر تلحمي، ضد قرار حبس شحادة.

هبة الكرامة: رامي شحادة قبيل تسليم نفسه للحبس الفعلي..

الشاب رامي شحادة (عرب 48)

يسلم الشاب رامي شحادة (24 عامًا) من شفاعمرو، إثر إدانة المحاكم الإسرائيلية له بالمشاركة في أحداث هبة الكرامة، نفسه لسلطات سجن "تسلمون"، يوم الإثنين القادم.

يُسبب هذا الحكم الجائر حالة من الحزن والغضب في قلب عائلته، حيث سيقضي رامي عقوبة السجن لمدة 12 شهرًا. وأتى هذا القرار بعد رفض المحكمة العليا الاستئناف الذي قدمه محامي الدفاع، ماهر تلحمي، ضد قرار حبس شحادة.

كانت قد اعتقلت الشرطة الإسرائيلية شحادة في الثالث عشر من أيار/ مايو 2021، وقدمت لائحة اتهام ضده في السابع عشر من نفس الشهر. في التاسع من شباط/ فبراير 2023، فرضت المحكمة المركزية في حيفا عليه عقوبة السجن لمدة 12 شهرًا وغرامة مالية قدرها ألفي شيكل، ودفع تعويض لأحد أفراد الشرطة قدره ثلاثة آلاف شيكل، وذلك على خلفية أحداث هبة الكرامة في أيار 2021.

وفي الثالث عشر من تموز/ يوليو، رفضت المحكمة المركزية في حيفا طلب الاستئناف الذي قدمه محامي الدفاع، ماهر تلحمي، ضد قرار حبس موكله. بالإضافة إلى ذلك، رفضت المحكمة العليا طلب الاستئناف أيضًا قبل يومين، يوم الخميس.

أعرب رامي، في حديثه لـ"عرب 48"، عن شعوره بصعوبة الظلم الذي يتعرض له. وقال إنه "حُكم عليه بالسجن ظلمًا لمدة اثنا عشر شهرًا كسجن فعلي، رغم أنه لم يرتكب أي جريمة".

رامي شحادة بعد جلسة محكمة (عرب 48)

أكد أنه كان متواجدًا في مكان احتجاجات هبة الكرامة ولكنه لم يشارك في "أي عمل عنف". ومن المتوقع أن يسلم نفسه يوم الإثنين لسلطات سجن "تسلمون" قرب المغار، ورغم الظلم وقسوة الحكم الذي يشعر به، يعتقد أن هذه الأيام ستمر بسرعة.

وبالرغم من معاناة رامي طيلة عامين من الاعتقال والحبس المنزلي، حاول تقديم المساعدة لنفسه ولعائلته في البحث عن مكان عمل مناسب لوضعه القانوني الذي يحرمه من العمل بساعات المساء أو الليل.

(عرب 48)

وأضاف: "أبلغ من العمر الآن 24 عامًا وقضيتي مستمرة في المحاكم منذ سنتين. كنت أعتزم الالتحاق بالتعليم لتحسين معرفتي العملية في الطبخ، حيث أنني أعمل كطباخ. لكن هذه المحاكمة والملاحقة القانونية حالت دون ذلك وأوقفت حياتي. لم أتمكن من العمل ليلا بسبب قرار المحكمة بشروط الحبس المنزلي. وهذا جعلني أتنقل بين عدة مطاعم، أبحث عن مكان عمل يتوافق مع الساعات المتاحة لي للخروج من المنزل، ولكني تمكنت من العمل ليلًا فقط منذ شهرين".

تستوقف دموع العائلة حديث رامي، فتخرج الكلمات بمشقة ليستكمل حديثه قائلا: "من الصعوبة أن أفارق عائلتي مدة عام كامل، وأنا معيل لها، كون أبي مصاب سابقا ولا يقوى على العمل، وأنا لم يسبق لي أن غبت لفترات طويلة عن عائلتي، بل أنا ملازم لها منذ ولدت. لم أتوقع هذا الإجحاف في حقي، بل توقعت أن أحصل على البراءة كوني لم أفعل شيئا وكنت متواجدا في مكان الحدث بمحض الصدفة".

يرى رامي نفسه مؤمنا وملتزما بالمشاركة في الصلاة في كنيسة مار يوسف في شفاعمرو، ويستنكر ما يحدث من اعتداءات على المسجد الأقصى أو على كنيسة ودير مار الياس ويقول: "تهمتي هي المشاركة في أحداث هبة الكرامة للدفاع عن المسجد الأقصى، وبسبب انتمائي الديني فلم أصلي المسجد الأقصى أبدا، لكن هم يعتدون على مقدساتنا في الأقصى ودير مار الياس، ثم يعتقلوننا بدون ذنب، وكان من الممكن أن أتواجد في مكان آخر يتم فيه الاعتداء وأعتقل أيضا، لذلك أنصح الشباب بأن يبقوا قريبين من عوائلهم، وأن يأخذوا واجب الحيطة والحذر على محمل الجد، لأن هناك من يتربص بهم، ويكيل لهم الاتهامات".

كفكفت والدة رامي شحادة دموعها وأكدت قائلة: "رغم صعوبة انتزاع ابني من بيننا ظلما ليقبع في السجن دون عدل، حيث لم يفارقني أبدا طيلة عمره، إلا أنني أثق بإبني وعزيمته، وأعرف أنه سيتجاوز هذه الفترة بكل قوة، وسيعود ليواصل حياته وبناء مستقبله، فالجميع يعلم بأن رامي يمتلك إرادة ومقدرة على التخطيط لكيفية استغلال وقته حتى تنتهي فترة الحكم، فنحن جميعا نفتخر به، هو بريء ولم يرتكب أية تهمة، سيدخل السجن كريما ويخرج عزيزا".

التعليقات