يافا: شباب يحمي ما تبقى من ذكرى مكان ساحر ويبني

لم تكن تتوقع المجموعة الاولى المكونة من سبعة اشخاص في اجتماعها الاول التي أسست حركة الشبيبة اليافية انها سوف تصبح في اقل من سنة اهم حركة شبابية في مدينة يافا، فكسر حاجز الخوف عند الناس 

ليس امرار سهلا، خصوصا في يافا التي تعاني من ظواهر تفتيت المجتمع حيث تقف المؤسسة الاسرائيلية في غالب الاحيان من ورائها، ليكون التحدي والنضال مضاعفا، فتارة في وجه السياسات الاسرائيلية التي حولت عروس فلسطين الى غيتو محاصر ومستهدف في قلب تل ابيب، وتارة في وجه من "يريدون بيع الحمص لليهود" و"منع الاختلاط"، مع ذلك امست الحركة منبر الحركة الوطنية في المدينة بين الشباب في ظل غياب الاحزاب.

عبد أبو شحادة

نتالي حسيان(28 عام)، عبد ابو شحادة(22 عام)، فاطمة حليوة(27عام)، سحر ابو نار(24 عام) و شحادة ابو شحادة(23عام) مجموعة من شباب الحركة الذين التقينا بهم في نادي رابطة شؤون عرب يافا ليحدثونا عن "حركة الشبيبة اليافية" حديثة العهد لكن كثيرة النشاط وكبيرة التأثير في ظل الاوضاع السياسية والاجتماعية التي تعيشها مدينة يافا من حصار وتهويد وتفشي الجريمة والمخدرات وغياب لأطر حقيقية تنهض في المجتمع.   

يحدثنا عبد ابو شحادة الذي يعمل في احدى شركات السيارات في القسم التقني عن البدايات في نيسان 2010 حيث اجتمع سبعة اشخاص من شباب يافا وبدأوا بالتفكير في الوضع السيئ التي تعاني منه يافا والشباب على وجه الخصوص اذ يقول "جلسنا وبدأنا ماذا نريد وما هي اهدافنا وكيف سوف نعمل ونتوسع ونستقطب شباب جدد حيث اصبح كل منا يجلب شخص جديد معه في كل اجتماع" ويضيف "اليوم نحن اكثر من 40 شاب وشابة من مختلف الاحزاب والطوائف ومن الجنسين وهاذا ما يميزنا، نقوم حاليا بكتابة دستور وتنظيم المبنى التنظيمي للحركة من اجل استيعاب هذا الكم من الشباب الذي يود الانضمام للحركة".

سحر أبو نار

اما سحر ابو نار طالبة في جامعة بار ايلان في موضوع تاريخ الشرق الاوسط وتعمل مديرة مكتب في مدرسة الزهراء فتعتبر ان احدد اهم اسباب نجاح الحركة وتوسعها هو عدم وجود أطر حقيقية للشباب والتي تعالج القضايا الحارقة فتقول "لم يكنعندي امل في البداية في نجاح المشروع، لكن مع انضمام الكثير من الشباب للحركة اصبح الامرمختلفا"وتصيف: "اصبحنا واقعا جديدا وفرضنا انفسنا على الساحة السياسية في يافا من خلال نشاطنا الكثيف وعملنا الدؤوب".

وتخبرنا نتالي حسيان المسؤولة عن قسم التسويق في مسرح السرايا عن كسر حاجز الخوف الذي صنعه الشباب من خلال نشاطهم وتنظيمهم في الحركة فتقول "الوضع في ما يسمى المدن المختلطة مختلف عن باقي البلدات العربية، فانت تنشأ في مكان مستهدف.. في البداية تريد ان تكون جزء منهم لكن تاتي الصدمة عندما يرفضونك وهذا ما حدث لي وللكثير من الشباب في اكتوبر 2000 فبعدها تبدأ بكره ذاتك ومن ثم تبدأ في مرحلة البحث عن الذات وهذا ما فعلناه في الحركة حيث بدأنا نبحث عن ذاتنا وهويتنا وتاريخنا وليس فقط البحث بل والممارسة ايضا، وانتقالنا من مرحلة البحث عن الذات الى مرحلة ممارسة الذات كسرنا حاجز الخوف كضحية امام الجلاد".

نتالي حسيان

وبدورها تؤكد فاطمة ابو حليوة التي تعمل كمدرسة في المدرسة الشاملة على كلام حسيان اذ تقول "لم نعد نخاف بالقول والافتخار باننا فلسطينييون واننا لسنا "عرب اسرائيل"، اصبحنا نرفع العلم الفلسطيني باعتزاز"، وتضيف حليوة "جلبنا التجديد وبروح شبابية.. نحكي بلغة الشباب، ونحن ذهبنا للشباب، فنحن لا نستطيع ان نجلب الناس من الشارع معنا الا بعد ذهابنا لهم في الشارع، فاصبح حس وطني جديد بين شريحة الشباب افرزته حركة الشبيبة اليافية، حتى اصبحنا نرى انعكاس نشاطنا على الفيسبوك بين الشباب ونوع الموسيقى التي يسمعونها، لقد غيرنا الذوق العام عندهم".

فاطمة أبو حليوة

اما شحادة ابو شحادة طالب هندسة تبريد وتكييف فيعتبر ان عمل الحركة بين الشباب يفوق نشاط الاحزاب في يافا بالرغم من عدم وجود ممول لفعالياتهم "فمصاريف الحركة يمولها الشباب انفسهم.. اعطينا زاوية ورؤية جديدة للشباب.. فليس المال كل شيئ هنالك تطوع وروح وطنية" يقول شحادة ويضيف "طبعا هنالك من هاجمنا خصوصا بعض الاشخاص في الحركة الاسلامية حيث نشروا اشاعات مغرضة عن اننا نفسد اخلاق الشباب كون اجتماعاتنا وفعالياتنا مختلطة بين الجنسين" واضاف "كما هنالك من هاجمنا كوننا "نصحي الشباب" ونؤثر على اصحاب محال الحمص كون اليهود لا يريدون رؤية اعلام فلسطين في يافا، لكن اصرارنا وعزيمتنا كانت اقوى من كل المعيقات التي يفرضها علينا المجتمع".

أهداف الحركة:

1. بناء وتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية في مجتمعنا العربي اليافي.

2. تعزيز مكانة اللغة العربية لدى ابناء يافا العرب.

3. العمل على تعزيز مكانة المرأة.

4. تعزيز روح التطوع لدى الشباب في المدينة من اجل خدمة مجتمعنا في كافة المجالات.

5. العمل على التوجيه المهني والدراسي لطلاب وخريجي الثانويات.

 نشاطات الحركة:

1. توزيع منشور النكبة في مدينة يافا في الذكرى ال62 لنكبة الشعب الفلسطيني.

2. تنظيم مظاهرة تأييد لاسطول الحرية على دوار الساعة.

3. رحلة الى القرى الفلسطينية المهجرة عمواس ويالو.

4. استضافة النائبة حنين زعبي والمطران عطا الله حنا في امسية لكسر الحصار على غزة.

5. ايام دراسية وورشات عمل في رام الله لاعضاء الحركة.

6. فعاليات للشباب والاطفال في الاعياد الدينية المختلفة.

7. جولة في مدينة حيفا مع المؤرخ جوني منصور.

8. المشاركة في المظاهرات المختلفة في يافا ضد سياسات التهويد وهدم البيوت.

9. فعاليات وورشات عمل في المدارس.