أطباء يحتاجون إلى علاج!

احتجاجًا على تكرار حوادث الإعتداءات على الأطباء والممرضات وطواقم العاملين في المستشفيات،على يد مرضى يتلقون العلاج أو على يد مرافقيهم، أعلنت نقابة الأطباء العامة في إسرائيل يوم الأحد الماضي إضرابًا في جميع مستشفيات البلاد لمدة ساعتين،وقد اكتظت أقسام الإستقبال في المستشفيات بالمنتظرين لدورهم.

أطباء يحتاجون إلى علاج!

 احتجاجًا على تكرار حوادث الإعتداءات على الأطباء والممرضات وطواقم العاملين في المستشفيات،على يد مرضى يتلقون العلاج  أو على يد مرافقيهم، أعلنت نقابة الأطباء العامة في إسرائيل يوم الأحد الماضي إضرابًا في جميع مستشفيات البلاد لمدة ساعتين،وقد اكتظت أقسام الإستقبال في المستشفيات بالمنتظرين لدورهم.

وكانت النقابة قد أصدرت بيانًا قالت فيه إنها أعلنت الإضراب بعد تكرار الإعتداءات كان آخرها اعتداءً جسديًا على ممرضة في مستشفى (آساف هاروفيه)،إذ قامت سيدة مريضة في الستينات من عمرها هي وزوجها بمهاجمة ممرضة كانت تقدم لها العلاج، ثم أحدث الزوجان فوضى وصراخًا في المستشفى الأمر الذي أدى لاستدعاء الأمن لكبح جماحهما، وسبق هذا أن قامت سيدة بوخز طبيبة كانت تعالجها بالحقنة.

وحسب النقابة أنه" تم تسجيل ثمانية إعتداءات على أطباء وأعضاء طواقم طبية في عدد من المستشفيات خلال الأسابيع الأخيرة،هذا وسجلت في النقابة أربعون حالة اعتداء جسدي على أطباء أو ممرضين خلال العام 2013.

ونتيجة للإضراب تم إلغاء بعض العمليات الجراحية التي كانت مقررة يوم الأحد، ولم يقدم العلاج في ساعتي الإضراب إلا للحالات الطارئة، وتطالب النقابة بوضع شرطة في كل غرف الإستقبال في كل مستشفيات البلاد احتياطًا.   

في مستشفى النمساوي: تكسير أسنان طبيب

في حديث أجرته "فصل المقال" مع الدكتور نقولا فرح رئيس لجنة الأطباء في مستشفى العائلة المقدسة(النمساوي) في الناصرة والذي يعمل فيه منذ العام 1985 حول العنف قال"للأسف يوجد لدينا الكثير من العنف.. 
-كلامي أم جسدي.
-كلاهما...
-ربما بسبب انتظار طويل ؟!
-المشكلة عندنا أن البعض وبعد نصف ساعة انتظار يبدأون بخبط الأبواب، وبتوجيه العنف الكلامي، وهو لدينا أكثر بكثير من المستشفيات الحكومية، نحن للأسف نتمرجل على بعضنا، عندنا 55 طبيبًا و130 سريرًا.
وأضاف الدكتور نقولا فرح:"قبل ثلاثة أشهر تعرض طبيب جراح للضرب وكُسرت أسنانه الأمامية، حجة المريض ومرافقه كانت بأنه لم يهتم بالمريض كفاية، البعض يتناولون الأمر وكأنه إهانة شخصية، نحن العرب نأخذها بشكل شخصي، نعتبرها قضية (إيجو) مثل "معبّرنيش"" لم يرد عليّ".
ولكنه يستدرك" في المدة الأخيرة خف العنف!ولكن هذا بعد استخدام  خدمات أمن في المستشفى، عند وجود عنف نطلب الأمن.
-هل قدمتم شكوى ضد المعتدي؟
-الطبيب الذي كُسرت أسنانه قدم شكوى للشرطة ثم تنازل وتمت تسوية الأمر بينه وبين المعتدي.
ويضيف الدكتور فرح" العنف يحدث عادة في الإستقبال أكثر شي،علما أن معدل الإنتظار ليس أكثر من ساعة،وهذا حسب الحالة المرضية، أما إذا كان الأمر طارئًا فيتم التعامل الفوري معه، إذا كانت حالة ولادة طارئة قد نقوم بعملية خلال دقائق.
-من يمارس العنف المريض أم المرافق؟
-قد يحدث الإعتداء من المريض نفسه إذا كان قويًا وبإمكانه أن يتكلم بعنف وأحيانًا مرافق المريض!
-من الذي يعتدي عادة هل هم الرجال أم النساء؟
-الرجال هم الذين يعتدون أكثر، فنحن مجتمع ذكوري، ولهذا يهاجم الذكور أكثر ولكنهم يرون أن الاعتداء على المرأة عيب ولهذا اعتداءاتهم تمارس أكثر ضد الرجال خصوصًا إذا كان الرجل ضعيفا.
-هل لديكم نظام طوارئ لهذه الحالات؟
-نعم ندعو أمن المستشفى.
-هل تقدمون شكوى للشرطة؟
-عادة نحلها بالتي هي أحسن ولا نحب إشراك الشرطة! 
-ما هي أكثر مرة صادفت فيها عنفا؟
-لا أذكر في أي سنة بالضبط، ولكن أحدهم كسّر الأبواب والزجاج..ولكن هذا صار قديمًا.

وعلى سؤال لماذا العنف في المستشفيات العربية أكثر قال" للأسف المريض عندما يذهب إلى مستشفى حكومي مثل مرج ابن عامر(العفولة) ينتظر ساعات بدون تذمر، أما عندنا فيبدأ بالتململ بعد نصف ساعة، للأسف هناك من لا يتفهمون موقف الطبيب الذي يركض بين المرضى حسب الحالات، ويأخذونها بشكل شخصي. 

مستشفى نهاريا يخدم 600 ألف مواطن وعدل إشغال الأسرة 102%

وفي حديث ل"فصل المقال" مع الناطق بلسان مستشفى نهاريا قال"نعم لقد أضرب طاقم الأطباء في مستشفى نهاريا بناء على قرار نقابة الأطباء القطرية، ولكن عندنا في نهاريا لم يحدث منذ عشرة أشهر اعتداء جسدي على أي عامل أو طبيب أو ممرض، ولكن هناك عنف كلامي يوجه لأفراد الطاقم!
العنف الكلامي قد يكون بضرب الطاولة أو بالشتائم والصياح وهذا يحدث ضد ممرضات وأطباء.
وأضاف"أكثر ما تحدث هذه الاعتداءات في قسم استقبال المرضى الطوارئ، وعادة بحجّة طول وقت انتظار نتائج تحليل دم أو غيرها من الفحوصات، مثل نتائج صور الأشعة، ولكن الحقيقة أن معدل الإنتظار في مستشفيات مركز البلاد حوالي  ست ساعات وأكثر، عندنا معدل الإنتظار هو ساعتان وعشر دقائق.
-هل يوجد ضغط في أيام محدّدة مثل السبت أو الجمعة مساء أي في الأيام التي يكون فيها عدد العاملين أقل؟
-لا...الضغط عادة بعد العطلة،ويقع يوم الأحد، وخصوصًا بعد الساعة الرابعة يكون الضغط كبيرًا...
-هل تحدث اعتداءات أكثر ضد أطباء أم ضد ممرّضات؟
-يوجد توازن..
-من الذي يعتدي عادة؟ المرافقون للمريض أم المريض نفسه؟
-عادة المرافقون هم الذين يعتدون وليس المريض،والأجيال الصغيرة هي التي تمارس العنف أكثر...
-ألا يوجد لديكم نقص بالأيدي العاملة وهذا يؤدي إلى ضغط على الأطباء؟ما هو عدد الأسرة عندكم؟
- عدد الأطباء هذا تقرره الوزارة وليس نحن، لدينا 660 سريرًا ونخدم منطقة فيها 600 ألف إنسان في الشمال.
يصل إشغال الأسرة في المستشفى إلى 102% عادة، أما قسم الجراحة فيصل إلى 140% كذلك القسم الداخلي فهو أكثر اكتظاظا من الأقسام الثانية، نحتاج هنا إلى أقسام إضافية!
-في حالة اعتداء ما الذي تفعلونه؟ 
-عادة يتوجه الطبيب أو الممرض الذي تعرض للعنف إلى الإدارة وغالبًا  ينتهي الأمر باعتذار المعتدي،من حق الطاقم أن يتقدم بشكوى للشرطة ولكننا عادة نقبل الاعتذار.
-في أي الأقسام تلاحظون وجود عنف أكثر؟
-يحدث أكثر العنف في الإستقبال أثناء انتظار نتائج الفحص
كذلك في الأورتوبيديا والجراحة..
وأضاف"مستشفى نهاريا هو المشغّل الأكبر في الشمال إذ يعمل فيه حوالي 2300 موظف وعامل.

تمييز بالمعاملة بين المرضى؟!

إحدى النزيلات التي ترددت على أحد مستشفيات الناصرة أكثر من مرة لإجراء عملية جراحية في الشمال وهي سيدة في الثامنة والعشرين من عمرها رفضت أن تفصح عن اسمها قالت:"نعم من حق المرضى أن يغضبوا وهم ليسوا مذنبين، فبعض الأطباء يرتكبون أخطاء طبّية فاحشة"، كذلك قد يكون لديك موعد في المستشفى في الساعة الواحدة ولكنك تنتظر دورك حتى الثالثة، إضافة لهذا فالرد على الهاتف قد يستغرق وقتا طويلا، وهذا يضايق الناس الذين يستخدمون بطاقات اتصال، فالبطاقة التي ثمنها 75 شاقلا قد تُستهلك كلها خلال انتظار تحويلك من قسم إلى قسم" المواطن مسكين ويتوجع والجميع متساوون في الألم،ورغم ذلك قد يكون هناك تمييز من قبل أطباء لصالح بعض معارفهم، بل أن البعض قد يحصل على غرفة خاصة به وبمعاملة خاصة بسبب معرفته لهذا الطبيب أو ذاك في المستشفى".

شرطة في أقسام المستشفيات

وبمبادرة مشتركة من قبل وزارة الصحة ونقابة الأطباء العامة ووزارة الأمن الداخلي والشرطة سيبدأ عمل تجريبي في سبع مستشفيات في البلاد في إطار التجربة سوف يتم وضع رجال شرطة في غرف الإستقبال وسوف تعلق كاميرات مراقبة في المساحات العامة في المستشفيات المشاركة  في التجريب. إضافة للحراس وتقديم إرشاد للأطباء في كيفية منع أحداث عنف.

أطباء:نحن مذنبون
وحسب بحث قام به المعهد لعلم الجريمة في الجامعة العبرية في القدس على يد البروفيسور (سمحا لنداو) تبين أن  75% من العنف يحدث في قسم الاستقبال في المستشفيات و87% من هذه الحالات يوجه العنف مباشرة إلى الأطباء والممرضات. معظم العنف كان كلاميًا بينما كان 16% منه جسديًا، وقد وقعت معظم الحالات في ورديات الليل في قسم الاستقبال. 

وفي بحث أجراه مستشفى هداسا بمشاركة 705 أطباء قال 39% منهم أن سبب العنف هو تصرف الأطباء أنفسهم، و10% قالوا إنه بسبب الانتظار الطويل و29% قالوا إن المرضى هم المسؤولون.

أخرجوني بالقوة

كمال أحمد أسدي من دير الأسد يقول أنه في مستشفى رمبام قبل أسبوعين أخرجه الأمن بالقوة من قاعة الإستقبال. وعن هذا قال كمال"أخذت والدتي إلى مستشفى رمبام، في تاريخ 9-1-2014، أدخلناها إلى قسم الاستقبال ولم يكن مكان لاستقبالها في القسم الباطني، فقط بعد يوم ونصف في الاستقبال نقلوها إلى القسم، هذا التأخير أدى لأن نغضب أنا وشقيقي، وصرنا نصرخ ونوبّخ الطاقم هناك فأحضروا لنا الأمن كي يخرجنا بالقوة من القسم.

أحمل المسؤولية لوزارة الصحة لقد تعبنا ونحن ننتظر.كيف لا أغضب بعد يوم ونصف من الإنتظار، أنا ضد العنف والأطباء يعملون عملا مقدسًا ولكن لا يمكن أن أنتظر ساعات وإذا صرخت قالوا إنه عنف ضد الأطباء.

كل شي تمام

إلتقينا صالح طه وزوجته وابنتهما أثناء خروجهما من مستشفى نهاريا، سألنا صالح ما الذي يفعله في المستشفى وما رأيه بالعنف الممارس ضد الأطباء وطواقم العاملين في المستشفيات فقال" كل شي تمام من كل النواحي، أنا كنت هنا في شهر تشرين الثاني 2014 كان عندي التهاب على الرئتين ومكثت لمدة 21 يومًا، المعاملة ممتازة" وعن سؤال "هل سمعت بالإضراب بسبب وجود عنف كلامي وجسدي ضد طواقم الأطباء والممرضين قال" لا لم أسمع بهذا، كل شي معي كان 100% لم أسمع بمشاكل كهذه، اليوم كان عندي فحص لإبنتي ومر كل شي على ما يرام.

لأحمد ياسين أسدي رأي آخر...

أما أحمد ياسين أسدي الذي التقيناه في المستشفى كان له رأي آخر، قال" أنا أنصح بوجود مرافق دائم للمريض، خصوصًا إذا كان عاجزًا،لأن أي شيء يحتاجها سيضطر لينادي ساعة ولا أحد يرد عليه، ومن تجربتي كانت جدتي وكانت أمي في المستشفى وأعرف هذا، لهذا يفضل أن يكون مع المريض مرافق،هذا يؤدي إلى توتر وعنف كلامي وحدث معي شخصيًا،ولكن  الإنسان يريد أن يكمل علاج أعزائه ولا يبحث عن مشاكل.
هذا التقرير لم يشمل إحصاءات عن أخطاء طبية تؤدي إلى عاهات أو معاناة طويلة أو دائمة لبعض المرضى، في إحدى الحالات إلتقينا أسرة قالت إنها فقدت عزيزًا بسبب خطأ طبي أدى لوفاته قبل شهر،والأسرة الآن بصدد إعداد شكوى إهمال طبي 

ضد المستشفى الذي وصله المريض معافى ليعود في تابوت كما قال ذووه.أحد أبناء الأسرة وهو محام في مهنته قال" وزارة الصحة تتحمل المسؤولية، فالطبيب أو الممرض يعمل فوق طاقته الأمر الذي يؤدي لأن يعمل في ضغط كبير،وهذا يؤدي لارتكاب أخطاء طبية وهذا ما حدث مع والدي، كان طبيعيًا لو أننا مارسنا عنفا في تلك الساعات فقد خسرنا إنسانا عزيزًا وصل المستشفى بقدميه ولم يعان من أمراض سابقة،ولكننا لم نمارس عنفًا لا كلاميًا ولا جسديًا ولكننا نعد الآن شكوى قضائية ضد 

المستشفى".

 

التعليقات