من ينقذ عكا من نكبتها المتواصلة؟

ضمن مواصلة مخطط التهجير بذريعة التطوير الاقتصادي طالبت "شركة تطوير عكا" هذا الأسبوع عائلة كايد أبو حمام باخلاء منزلها في عكا القديمة الذي تسكنه منذ ثلاثينات القرن الماضي...

من ينقذ عكا من نكبتها المتواصلة؟

 في سياق تواصل المعركة على صمود أهالي عكا ومنع الهدم و التهجير لسكانها العرب، قال مخطط المدن بروفسور يوسف جبارين، المحاضر في معهد "التخنيون"، في حديث لـ"عرب 48" إن الأهداف المعلنة لبلدية عكا المتمثلة بتطوير البنية الاقتصادية والسياحية في عكا القديمة تخفي الأهداف المبطنة التي تحمل سياسة السيطرة والتهويد وتهدف إلى هدم البيوت العربية القائمة منذ عشرات ومئات السنين.

وأضاف جبارين أن التركيز على بيت سلوى زيدان لا يعني أنها الحالة الوحيدة المهددة فالمخطط يستهدف مئات العائلات والبيوت المماثلة، وهو امتداد لما جرى في مدينة يافا. إنه نفس السيناريو يتم تمريره في عكا. فيافا نكبت مرتين، مرة عام 48 ومرة ثانية منذ العام 2000 حيث كانت المرحلة الأولى هدم البيوت بعد شرائها من مستثمرين واقامة شقق فخمة بأسعار عالية ليتمكن اليافيين من شرائها، وذلك بعد أن فرضوا نظام سكني جديد وضربوا المصالح والميراث العربي.

وتابع جبارين أن ما حدث في يافا يجب أن يكون درسا لنا في عكا قبل سقوطها مرة أخرى، مشيرا باصبع الإتهام الى الفعاليات والحركات السياسية العربية، المحلية والقطرية التي غابت في الماضي عن عكا الأمر الذي سهل تهجير اهاليها واهمال موروثها العربي الاسلامي والمسيحي، محذرا من الوقوع في فخ "التطوير الاقتصادي".

 ودعا جبارين إلى تطوير استراتيجيات جديدة لحماية ما تبقى بينها مواكبة ومراقبة التخطيطات التي يتم المصادقة عليها، اليوم والموجودة في ومتابعتها ومواكبة مراحل تمريرها، وذلك عبر تجنيد الطاقات والكوادر المهنية على اختلافها لإفشال هذه المخططات قبل أن تؤول إلى الهدم والتهجير. كما دعا إلى تطوير مخططات بديلة من شأنها الحفاظ على عكا القديمة وما تبقى منها وإنقاذ ما يمكن انقاذه بحيث لا يتم تطوير اقتصاد دون ضمان بقاء أهالي عكا في مدينتهم وبيوتهم.

وأشار جبارين إلى أن منظمة اليونسكو الدولية سبق واعتبرتمدينة عكا كـ"مدينة إرث عالمي" ووفق ذلك وقعت إسرائيل على هذه الوثيقة، وهذا يعني أن هيئة الأمم المتحدة ترفض رفضا قاطعا هدم البيوت وتطوير عكا بمعزل عن السكان ومصالحهم السكنية والاقتصادية والبيئية والانساني. وقال: سنعمل على التوجه لمؤسسات التخطيط من أجل ايجاد حل وان نقوم باعداد تخطيط جديد بمشاركة المستثمرين العرب الجدد وبشرط وهو منع هدم البيوت العربية وكذلك تطوير وزيادة الاسكان ونسبة البناء في حي البرج الذي تقطنه سلوى زيدان والمهدد بالهدم والتهجير.

النكبة متواصلة: أبو حمام  يسكن بيته منذ العام 1936 وتطالبه"شركة التطوير" بالاخلاء...

وضمن مواصلة مخطط التهجير بذريعة التطوير الاقتصادي طالبت "شركة تطوير عكا" هذا الأسبوع عائلة كايد أبو حمام بإخلاء منزلها في عكا القديمة الذي تسكنه منذ ثلاثينات القرن الماضي  .

وكانت عائلة أبو حمام قد اشترت منزلها، قبل احتلال عكا بسنوات طويلة، آنذاك من عائلة الطنطوري العكية عام  1936 أي قبل قيام الدولة العبرية.

وفي هذا البيت ولد الحفيد والأب والجد واليوم أي بعد نحو 80 عاما تطالبهم "شركة عميدار" الحكومية بايجاد مستندات الشراء وإلا فعليهم إخلاء بيتهم بدعوى أنهم "مقتحمون غير قانونيين".

قضية عائلة أبو حمام هي صورة مصغره تعكس الوضع العام لمعاناة العكيين، لما يجري في عكا القديمة من مخططات الترحيل والاقتلاع.

وفي حملة التضامن الخجولة التي تقوم بها بعض الأطراف، قام بعد صلاة الجمعة في مسجد البرج المحاذي لبيت سلوى زيدان، المهدد بالهدم بمدينة عكا،  قام وفد مصغر بزيارة بيت عائلة أبو حمام للوقوف إلى جانبهم والاطلاع على حيثيات الجريمة والمعاناة التي يعانيها الأب كايد في محاولة اثبات ملكيته لبيته الذي ورثه من والدته المرحومة آمنة أبو حمام.

يشار إلى أن هناك قضايا لما يقوق الـ125 بيتا في البلدة القديمة عالقة بالمحاكم ويقف أصحابها أمام شركة عميدار في محاولة لاثبات ملكيتهم لبيوتهم وفي حال فشلهم فهم مهددون باخلاء منازلهم التي ورثوها عن ابائهم.

تباحث حول التهجير وطرح مخطط بديل...

وكان قد أقيم، مساء أمس السبت، في حي البرج بمدينة عكا اجتماع شعبي ومهني حضره المئات من عكا وخارجها للتباحث حول مخطط التهجير وطرح تخطيط هيكلي بديل لحي البرج كمقدمة لتخطيطات بديلة  لباقي احياء المدينة.

و شارك في الاجتماع عبد الحكيم مفيد من لجنة المتابعة والبروفيسور يوسف جبارين.

في عكا مخططات عديدة تنتظر الأهالي وكلها ترمي إلى تهجير السكان واخلاء البلدة القديمة من ساكنيها، وهذه المخططات لعشرات السنين القادمة والمخطط الجديد القديم يتحدث عن منع السكان من تطوير منازلهم.

وقال بروفيسور جبارين: "بخصوص التخطيط في منطقة مسجد البرج ومنزل الحاجة أم احمد وتحويل المكان إلى فندق سياحي، فبداية علينا فحص التخطيط بحذافيره، وبإمكاننا مقارعة مؤسسات التخطيط والشركات السلطوية (عميدار وتطوير عكا) وايقاف المخطط، وايجاد بدائل تخطيطية من خلال أمرين: الأمر الأول هو الجلوس مع المستثمر العربي واقناعه بتغيير التخطيط، بما يكفل عدم المساس بمنزل أم احمد ومسجد البرج، من جهة أخرى بالامكان مقارعة السلطات قانونيا وتعطيل تنفيذ مخططاتها لسنوات من خلال التواصل مع اليونسكو، وبالمناسبة اسرائيل عضو في اليونسكو ونحن نعلم انه لا يجوز طرد او تهجير او تغيير معالم قائمة في مدينة سياحية واثرية كعكا دون استشارة ومشاركة السكان، لذلك سنبدأ العمل في اتجاهين والبحث عن بدائل افضل بكثير لتثبيت ام احمد في منزلها وعدم المساس بالحي.

عبد الحكيم مفيد الذي تحدث عن عن لجنة المتابعة العليا،  قال في مداخلته: "آن الأوان لإعطاء المتخصصين البدء بالعمل والتفاوض حول تغيير المخطط والخرائط من خلال التفاوض مع المستثمر والسلطات، ومن اجل التوصل الى حل لمشكلة بيت ام أحمد أولا".

التعليقات