أهالي اقرث المهجّرة: استياء وغضب وتصميم على العودة رغم التنكيل

في أعقاب تمديد اعتقال أحد "شباب العودة إلى إقرث" صباح اليوم، الاثنين، وفرض الحبس المنزلي على اثنين منهم، شهدت ساحة المحكمة في "الكريوت" في خليج حيفا حالة من التوتر والغضب لدى الأهالي وبعض الشبان المتضامنين، كما شهدت مشادات كلامية مع أفراد الشرطة المتواجدين على مدخل المحكمة.

أهالي اقرث المهجّرة: استياء وغضب وتصميم على العودة رغم التنكيل

في أعقاب تمديد اعتقال أحد "شباب العودة إلى إقرث" صباح اليوم، الاثنين، وفرض الحبس المنزلي على اثنين منهم، شهدت ساحة المحكمة في "الكريوت" في خليج حيفا  حالة من التوتر والغضب لدى الأهالي والشبان المتضامنين، كما شهدت مشادات كلامية مع أفراد الشرطة المتواجدين على مدخل المحكمة.

وندد الأهالي والنشطاء بهذه الإجراءات التعسفية بعد أن تم الاعتداء على أبنائهم ومن ثم معاقبتهم، معتبرين أن هذه الممارسات تأتي للتخويف والترهيب بهدف ردع  شباب العودة والنيل من إرادتهم عزمهم على العودة،  وأكدوا أن ذلك لن يزيدهم إلا إصرارا وتصميما.

 شادية سبيت، وهي من إقرث المهجرة، وناشطة من أجل العودة، تحدثت لعرب 48  معتبرة أن الوجود الشبابي وتصميم الأهالي على تنفيذ قرار العودة، عبر عن قوة وتصميم كبيرين، الأمرالذي استفز دوائر السلطة والشرطة في مسعى لثنيهم عن ممارسة حقهم.

وقالت سبيت: "في السنتين الأخيرتين شهدت البلدة تواجدا مكثفا لشباب العودة، إيمانا وقناعة منهم بمواصلة النضال من أجل إحقاق حقهم، بعدما فقدوا إيمانهم بالسلطة القضائية وبطرق النضال التقليدية. وقرروا أن يأخذوا زمام الأمور بأيديهم وإعلان عودتهم تجسيدا للحق التاريخي منذ مطلع شهر أغسطسم آب 2012، ومنذ ذلك الوقت وهم يتعرضون لمضايقة الشرطة وما يسمى بدائرة أراضي إسرائيل".

وأضافت سبيت:  لقد سبق وقامت الدوائر بقلع الأشجار وتخريب كل ما يحاول الشباب إقامته حتى لوكان ذلك قن دجاج،  ويبدو أن هذا التصميم للبقاء أفقدهم صوابهم، ليقتحموا البلدة مجددا أمس الأحد. فقد وصلت قوات كبيرة من الشرطة وموظفو دائرة الاراضي وأزالوا كل آثار ومعالم الحياة في إقرث وقاموا بالاعتداء على الشبان بشكل همجي،  لكن هذه الاقتحامات المتكررة وتخريب أبسط الأشياء واعتقال الشباب والتعامل معهم بهذه الوحشية يعني أننا اقوياء وسنبقى مصممون على العودة".

الدكتور ابراهيم عطا الله، رئيس لجنة العودة لأهالي إقرث، تحدث هو الآخر بغضب، وقال: هذا عنف تاريخي منذ التهجير عندما اقتلعنا وشردنا وقتلنا ويواصلون الاعتداء على ابنائنا، وهذا اعتداء سافر لايحتمل ولا مبرر له سوى توجسهم وخوفهم من العودة.

وأضاف عطا الله أن المستفز أكثر أنهم يعتدون على أبنائنا لمجرد وجودهم بالمكان. وشدد عطا الله على أن الاعتقال والإعتداء والإبعاد عن إقرث للشباب مدة 60 يومًا، لن يكون رادعًا أمام تصميمنا وأمام القرار المبدئي للشباب والأهالي بالبقاء في اقرث والكفاح من أجل حق العودة لقريتنا وأرضنا، لأن هذا القرار جاء بعد 66 عاما من معاناة و مرارة التهجير وسلب الحق، ونحن نرى أنه السبيل الأسلم والحل الوحيد الذي اتخذوه أهالي إقرث ولا رجعة عنه.

وتابع عطا الله: نحن اليوم، نتوجه جميعا من هنا، من أمام المحكمة إلى بلدتنا اقرث للتداول في خطواتنا المقبلة، كما أننا سنقدم استئنافا للمحكمة على قرار إبعاد الشباب وتمديد الاعتقال دون وجه حق.

أما الأب سهيل خوري، خادم كنيسة اقرث المنكوبة، فقد قال لعرب ٤٨: هذا تعد سافر على أملاك الكنيسة وأبناء الكنيسة المتواجدين بشكل دائم هناك ولا يخالفون أي قانون، بل مسالمون ويتمتعون باحترام الجميع . هم مبادرون ويعملون من أجل بلدهم ومقدساتهم، وكانوا قد اتخذوا قرارا منذ سنتين لخدمة المكان نتيجة للإعتداءات المتكررة على ممتلكات الكنيسة وتأكيدا على حقهم بالتواجد ببلدهم وحماية حرمة المكان المقدس. وهم يمارسون كذالك حقهم التاريخي والإنساني على أرضهم وبلدهم ومقدساتهم.

وحول في ما اذا كان الاعتقال سيشكل رادعا للآخرين، نفى الاب خوري الأمر، وأكد: "الأمر معاكس بل سيعزز أكثر من التواجد لأن هذا الاعتقال هو اعتقال ظالم، والدوائر الغسرائيلية هي التي اعتدت على ابنائنا دون أي ذنب اقترفوه".

التعليقات