عشية افتتاح السنة الدراسية: المكتبات شبه فارغة وتراجع كبير في شراء المستلزمات بالبطوف

مئات آلاف الطلاب سيعودون لمدارسهم بعد أيام قليلة، وفي خضم الاستعدادات لافتتاح السنة الدراسية الجديدة، استعدت المكتبات في منطقة البطوف كغيرها من البلدات والمناطق لتقديم خدماتها للطلاب ومستلزماتهم من الكتب والحقائب والقرطاسية والملابس الموحدة، إلا أن الاستعدادات لم تكن كالمعتاد، بحيث تشهد المكتبات هناك حالة غير مسبوقة من الركود. مراسل "عرب48" قام بجولة ميدانية في بلدات سخنين وعرابة وعبلين، ووجد حالة غير مألوفة.

عشية افتتاح السنة الدراسية: المكتبات شبه فارغة وتراجع كبير في شراء المستلزمات بالبطوف

مئات آلاف الطلاب سيعودون لمدارسهم بعد أيام قليلة، وفي خضم الاستعدادات لافتتاح السنة الدراسية الجديدة، استعدت المكتبات في منطقة البطوف  كغيرها من البلدات والمناطق لتقديم خدماتها للطلاب ومستلزماتهم من الكتب والحقائب والقرطاسية والملابس الموحدة، إلا أن الاستعدادات لم تكن كالمعتاد، بحيث تشهد المكتبات هناك حالة غير مسبوقة من الركود. مراسل "عرب48" قام بجولة ميدانية في بلدات سخنين وعرابة وعبلين، ووجد حالة غير مألوفة.

دخلنا مكتبة البهاء في سخنين لنجدها فارغة من روادها في مثل هذه الأيام، وعند سؤال صاحب المكتبة أحمد خلايلة عن هذه الحالة، أجاب أن هناك تراجعًا بنسبة 70% عن العام الماضي، وذلك لعدة أسباب لا يمكن جمعها بسلة واحدة، في البداية اختلط الأمر على الأهالي بعد أن تم الإعلان عن افتتاح السنة الدراسية بعد انتهاء العدوان على غزة، وهناك كثيرون سافروا خارج البلاد.

وأضاف خلايلة: "أعتقد أن السبب الأهم هو ازدياد المصاريف هذا الموسم لحد كبير، وأنها أثرت سلبًا على ميزانيات العائلات في ظل حالة الركود الاقتصادي التي نعيشها". وعند سؤاله عما إذا أصبحت مسألة التعليم في ذيل سلم الأولويات، قال لربما هذه الأسباب مجتمعة حدت بالناس لاستعار الكتب واللوازم المدرسية، هذا موضوع يحتاج للفحص والمتابعة.

وعند قدوم رب عائلة مع أبنائه لشراء بعض المستلزمات، سألناه عن السبب وراء هذه الحال فأجاب: "لا تصدق أن المسألة هي إمكانيات المعيشة، لان شراء المستلزمات بات بمتناول الجميع،لكن الكثيرون يفضلون مظاهر أخرى من البذخ أو الترفيه على التعليم".

في مكتبة الهدف في عرابة، لم يكن الإقبال أيضا كما هو معهود، وأكد مدير المكتبة جيفارا كناعنة أن هناك تراجعًا بحركة الشراء بنسبة 50%، وعن أسباب هذا التراجع قال "إن المدارس الآن هي من توزع الكتب، ويقتصر الشراء من المكتبات على بعض القرطاسية واللوازم الخفيفة".

سلام غنايم صاحب مكتبة الحدث، وجدناه أيضا وحيدا في أجواء مملة داخل مكتبته، وأسهب بالحديث عنها بتذمر واستياء وقال: "أنا لا أصدق أن هذا التراجع يتم بسبب أوضاع اقتصادية صعبة، رغم مصاريف الموسم الباهظة لكني أخشى أن يكون هناك حالة من تراجع الاهتمام بهذه القضايا الأساسية، بحيث يبحث المحتاج وغير المحتاج عن استعارة الكتب لاستغلال ثمنها لأشياء أقل أهمية بكثير، مثل السفر أو الأعراس والبذخ الفارغ على حساب مستلزمات أساسية للأبناء، واعتقد أن هذه ظاهرة بدأنا بلمسها على حساب تراجع الاهتمامات بالأبناء وتعليمهم. وأكد أن هذا التراجع هو ظاهرة غير مسبوقة منذ أن افتتح مكتبته قبل 15عاما.

أما أم كرم، صاحبة مكتبة السلام في عبلين، أكدت هي الأخرى على كم التراجع الكبير في المبيعات، وقالت: "صحيح أن هناك عائلات فقيرة، وتزداد يومًا بعد يوم، لكن مسألة التعليم مسألة أساسية، هناك مؤسسات وجهات تقدم المنح لهذا الغرض، وهناك قسم كبير من زبائننا قام بشراء المستلزمات، لكن ازدياد ظاهرة استعارة الكتب هي سبب أساسي، وإن الكثير من الناس اعتبر أن افتتاح السنة الدراسية سيؤجل إلى الشهر القادم، كما أني غير مقتنعة بأن الوضع الاقتصادي لا علاقة له بذلك".

التعليقات