جدل حول الرحلات المدرسية ومطالبة بمشاركة الأهل في تحمل المسؤولية

جدل حول الرحلات المدرسية بين مؤيد ومعارض، تسبب بإعلان مجلس الطلاب اللوائي في المجتمع العربي إضرابا لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، احتجاجا على عدم استئناف الفعاليات اللامنهجية، ومن ضمنها الرحلات المدرسية

جدل حول الرحلات المدرسية ومطالبة بمشاركة الأهل في تحمل المسؤولية

جدل حول الرحلات المدرسية بين مؤيد ومعارض، تسبب بإعلان مجلس الطلاب اللوائي في المجتمع العربي إضرابا لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية، احتجاجا على عدم استئناف الفعاليات اللامنهجية، ومن ضمنها الرحلات المدرسية، بحيث يرى المعلمون أهمية وجود شركاء من وزارة المعارف ولجان أولياء أمور الطلاب في تحمل مسؤولية الطلاب خلال الرحلات المدرسية، بين منظمة المعلمين ووزارة المعارف الإسرائيلية.

 وتؤكد لجان أولياء أمور الطلاب على أهمية دمج الطلاب في رحلات مدرسية لما تضم من أبعاد ثقافية اجتماعية على الطلاب. وقد تقرر مساء الأربعاء إنهاء الإضراب، والعودة إلى الدراسة الخميس، على ضوء جلسة شارك بها القائم بأعمال المستشار القضائي للحكومة ورئيس منظمة المعلمين، ران إيريز، والمديرة العامة لوزارة المعارف ميخال كوهين، وسكرتير نقابة المعلمين. وتم الاتفاق على إعادة الرحلات المدرسية ابتداء من يوم غد، وبالتالي انتظام الدراسة في المدارس الإعدادية والثانوية.

شهاب ياسين: يجب مشاركة مهنيين مع الطلاب في الرحلات المدرسية

عرب 48 سلط الضوء من خلال هذا التقرير على الجدل القائم بين الهيئات التدريسية ولجان أولياء امور الطلاب بموضوع الرحلات المدرسية. تحدث شهاب ياسين رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب المحلية في طمرة: 'نحن نعتبر قرار مجلس الطلاب اللوائي في المجتمع العربي قرارا حكيما، فما نطمح إليه هو حصول طلابنا على حقهم في المشاركة في نشاطات لا منهجية في المدرسة، ومن ضمنها الرحلات، وأن يشعروا بأمان خلال هذه الرحلات من خلال مشاركة مهنيين ومختصين في مجال الرحلات مع الطلاب والمعلمين'.

وأضاف أنه في الوقت الذي يهتم فيه الطالب بالحصول على علامات ومعدل تحصيلي عال، فهو يريد أيضا حقه في برامج لا منهجية.

وقال ياسين: 'أضم صوتي كذلك لصوت المعلمين الذين يطالبون بضم شركاء لهم خلال الرحلات المدرسية في تحمل المسؤولية، ونأسف في مجلس الطلاب اللوائي في المجتمع العربي على الحوادث الكثيرة التي تعرض لها طلاب في السابق وحتى اليوم ولا يزالون يعانون من إعاقات بدون وجود مسؤول أو عنوان لهذه الشريحة'.

ويطرح شهاب ياسين الحل لمسألة الرحلات قائلا: 'يجب أن يحصل الطالب على حقه الكامل في برنامج رحلات مدرسية، ويرافقه مهنيون ومرشدون يمتلكون كل الأدوات المطلوبة والخاصة بالرحلات، وأن يشارك المعلمون في الرحلات مع طلابهم بارتياح، وأن لا يتحملوا وحدهم المشاكل التي قد تحدث في الرحلات'.

المربية تغريد عياشي: الطالب دائما تحت مجهر المعلم ولكن يجب أن يكون دور للأهل في الرحلات

وقالت المربية تغريد عياشي من كوكب أبو الهيجاء: 'أدعم موقف المعلمين من منطلق أنه يحق للمعلم المطالبة بشركاء يتحملون مسؤولية الرحلات المدرسية حتى يتمكن المعلم من تحقيق المسؤولية الملقاة على عاتقه بالشكل الكامل، بالرغم من أن المعلم يتحمل كافة المسؤولية خلال الرحلات، في حين يلتزم المعلم بجميع تعليمات وزارة المعارف بما يتعلق بالرحلات ويكون الطالب دائما تحت مجهر المعلم، ولكن المعلم يعرف شرائح الطلاب المختلفة الذين يشاركون في الرحلات المدرسية، وقد يحدث أن تقع مشكلة فهو بحاجة لمشاركة الأهل لتحمل جزء من أعباء المسؤولية، بالرغم من أن الرحلات المدرسية في مدرسة د. هشام ابو رومي تصل إلى نسبة صفر'.

وتابعت: 'الرحلات المدرسية حق ديمقراطي للطالب، فمن حقه أن يترفه ويشارك في برامج لا منهجية ضمن إطار التربية والتعليم، ولكن يجب وضع خطة جديدة لموضوع الرحلات ضمن مسار جديد وبرنامج جديد تشارك به وزارة المعارف والأهل، وعلى الأهل تحمل المسؤولية الكبيرة في برنامج الرحلات المدرسية'.

مدير مدرسة د. هشام ابو رومي طمرة: أناشد جميع الجهات بتقاسم مسؤولية الرحلات المدرسية

وقال مدير مدرسة د. هشام أبو رومي في طمرة المربي يزيد عواد: توقيت الإضراب لم يكن مناسبا بحيث يمر الطلاب في هذه الفترة بامتحانات بجروت ودورات تحضيرية مكثفة للبجروت، مع التأكيد على أنه من حق الطالب أن تكون هناك رحلات مدرسية، لما لها من أبعاد ثقافية واجتماعية على الطالب'.

 وأعرب المربي يزيد عواد عن دعمه لموقف المعلمين من الرحلات المدرسية حول العبء في تحمل المسؤولية، وقال: 'إن المعلم صادق في توجهه بما يتعلق بالرحلات المدرسية والتي تفرض عليه عبئا ومسؤولية إضافية، فالمعلم يلتزم بكافة تعليمات وزارة المعارف لكن السيطرة على الطلاب خلال الرحلات لها متطلبات أخرى، وعلى سبيل المثال يجب أن يكون دور للأهل في الرحلات من خلال مرافقتهم للطلاب في الرحلة المدرسية، فلا يعقل أن يلتزم الطالب بالتعليمات المتعلقة ببرنامج الرحلة، ولا يشارك الأهل في إلزام الابن بالتقيد بتعليات المدرسة خلال الرحلة، وعندما تقع المشكلة يتحمل المعلم وحده المسؤولية'.

وتحدث عن مشكلة كانت قد وقعت خلال إحدى الرحلات المدرسية، وقال: لم يلتزم طالب بتعليمات المدرسة خلال الرحلة، فاضطر المعلم الاتصال بوالد الطالب، لكنه فوجئ برد الوالد بالصراخ على المعلم وباتهام المعلم بأنه مخطئ، بالرغم من أن المعلم يتحمل المسؤولية الكافية ولكنه لا يمتلك الأدوات الكافية لعلاج سلوك الطلاب غير الملتزمين، كذلك فإن المدير يعمل في المدرسة وهو بعيد عن الطلاب خلال الرحلات المدرسية، من هنا أناشد الجميع بتحمل المسؤولية حسب القانون، ومشاركة الأهل في تحمل أعباء المسؤولية جميعها'.

ويؤكد المربي يزيد عواد على أن تقارير الفقر التي صدرت مؤخرا لا علاقة لها بواقع الطلاب، الذين يحضرون للمدرسة، وهم يمتلكون هواتف نقالة تصل تكلفتها إلى ثلاثة آلاف شيكل، في حين يحصل هؤلاء الطلاب على منح مدرسية للمشاركة في الرحلات المدرسية، بالرغم من وجود عائلات أخرى لا يمكنها تحمل عبء التكاليف المادية للرحلات المدرسية'.

تعقيب الناطق بلسان وزارة المعارف باللغة العربية كمال عطيلة: 'وزارة التعليم تستثمر جهودا كبيرة، وتخصّص موارد كثيرة لضمان خروج الطلاب إلى الرحلات المدرسيّة الخارجيّة بما في ذلك تأهيل الطواقم التربويّة وكل ما يتعلّق بالمحافظة على سلامة وأمن الطلاب وفي هذا السياق هناك غرفة طوارئ رحلات تعمل 24 ساعة، وترافق الطلاب من ساعة خروجهم للرحلة وحتّى عودتهم. في الفترة الأخيرة أعلنت منظّمة المعلّمين فوق الابتدائيّين الاضراب وذلك بادعاء منح حصانة للمعلّمين ضد أي شكوى جنائيّة في حال – لا سمح الله – حدث حادث أو مكروه في الرحلة وتمّ التقدّم بشكوى ضد المعلّمين'.

وتابع:' أؤكّد للجميع بأنّني قمت بمشاورات مع منظّمة المعلّمين ولجان الأهل ومجالس الطلاب ومركز الحكم المحلّي ومع كل شركائي بهدف إيجاد صيغة تفاهم، كذلك تمّ طرح عدّة حلول لموضوع المسؤوليّة عن الرحلة. وقد توجّهت إلى المستشار القضائي للحكومة الذي بدوره أكّد على أنّه لا يمكن منح حصانة بشكل جارف للمعلّمين ونحن نعتقد بأنّ لا مصداقيّة لذلك'.

وأضاف:' أعلمكم بأنّني لا أتهاون مع موضوع المسؤوليّة عن الرحلات، وأرغب أن أشير إلى أنّه وفق معطيات وزارة التعليم فقد قدمت شكاوى جنائيّة محدودة ومعدودة جدا بهذا الموضوع الأمر الذي يعلّمنا بأنّه في حال قمنا بتنفيذ التعليمات المتعلّقة بالرحلات المدرسيّة نستطيع أن نتجنّب ونمنع مثل تلك الحوادث. في هذه الأيّام نحن بانتظار قرار محكمة العمل القطريّة بهذا الموضوع بشأن منح حصانة للمعلّمين، واقترحت على الجميع التروّي إلى حين صدور قرار المحكمة بذلك. ولكن للأسف لم تتم الاستجابة لطلبي، والوزارة ستتابع إجراء مناقشات وحوار مع الجهات ذات الصلة بالموضوع التي من شأنها إيجاد حل للمشكلة'.

التعليقات